نظمت بعض شركات إنتاج الميديا المسيحية ندوة تحت عنوان يد واحدة لمناقشة المشكلات التي تتعرض لها هذه الشركات نتيجة أعمال القرصنة التي تتم فيها سرقة منتجاتهم من قبل مواقع الإنترنت والمنتديات المسيحية وحضره بعض الفنانين والملحنين والمرنمين في الأعمال المسيحية.
شهدت الندوة مناقشات كبيرة بين المنتديات ما بين رفض وضع الأعمال وما بين نقد ارتفاع سعر هذه الأعمال التي تحرم كثير من الفقراء من مشاهدتها وأن وضعها علي النت يمثل خدمة لنشر الأفكار الإيجابية ومع ذلك تحرم منتجي هذه الأعمال من جمع تكاليف ما تم إنفاقه مما يصرف المنتجين عن إنتاج مثل هذه الأعمال مستقبلا واتفق الحضور علي ضرورة عقد مؤتمر علي نطاق واسع للتوعية بخطورة تسريب الأعمال الفنية المسيحية لمراعاة حقوق أصحابها.
قال فيكتور فاروق صاحب إحدي شركات الإنتاج المسيحي: مبادرة عقد لقاء مثل هذا لمناقشة هذه القضية جاءت بعد انتشار سرقة المنتجات الفنية المسيحية من قبل مواقع ومنتديات أخري وهو ما تنهي عنه التعاليم المسيحية والأعراف والتقاليد, ولا تليق بأبسط حقوق الملكية الفكرية, كما أن ذلك تسبب في خسائر مالية فادحة لشركات الإنتاج.
أضاف أن هدف اللقاء مد جسور التعاون بين الشركات المنتجة وهذه المواقع والمنتديات لإقناعهم بالتوقف عن بث الأعمال الإعلامية دون الحصول علي ترخيص والوصول إلي صيغة مشتركة تضمن عرض بعض أجزاء من هذه المنتجات بشرط أن تنسب لأصحابها وهو ما يضمن عنصر الجذب لتلك المواقع دون تحقيق أية خسائر مالية.
ولفت النظر إلي أن هناك بعض المواقع والمنتديات التي كانت تعرض المواد الإعلامية الكنسية دون إشارة أو نسب لمصادرها, إلا أنهم اقتنعوا بالضرر الذي يرتكبوه واستجابوا لهذه الدعوة وعلي رأسهم موقع البابا كيرلس وموقع جمعية صداقة القديسين وحضورهم لمثل هذه اللقاءات يأتي للتأكيد علي هذه المبادئ وإقناع الآخرين بالتوقف عن عرض هذه المواد دون إذن مسبق.
أشار فيكتور إلي أنه صدر قرار اللجنة المجمعية للمصنفات الكنسية بتحريم سرقة الأعمال المسيحية من ترانيم وأفلام ووضعها علي شبكة الإنترنت وأيضا قرار قداسة البابا شنودة والمجمع المقدس باعتبارها سرقة وليست خدمة كما يدعي البعض, وإعمالا بقانون حقوق الملكية الفكرية مادة 157 ومادة 181 والتي تجرم نشر أي عمل علي شبكة الإنترنت ويعاقب علي هذه الجريمة بالحبس مدة لا تقل عن ثلاث أشهر وغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه خلاف التعويض الأدبي والمادي لما تسببه هذه السرقات علي الجهة المنتجة.
ولمواجهة هذه الظاهرة التي انتشرت علي مواقع النت قام البعض بإنشاء جروبات علي الفيس بوك لمناهضة هذه الظاهرة تحت عنوان لا لسرقة الميديا المسيحية ورفع شعار وقفة أمام كل ما يقدم الميديا المسيحية علي الإنترنت بدواعي الحصريات ورفع الشرائط والأفلام علي النت قبل أخذ فرصتها في الأسواق وسرقة الإنتاج المسيحي من أفلام وترانيم سوف تتسبب في قلة الأعمال الجيدة, نظرا لتعثر جمع تكاليفها نتيجة سرقتها وإتاحتها مجانا ودون الإشارة لأصحابها.
وقال بيشوي وفيق منسق أحد الجروبات إنه فكر في إنشاء جروب علي الفيس بوك عندما فوجئ عند قيام المرنمة هايدي منتصر بطرح ألبومها عمري ليك كان في اليوم الثاني علي منتديات مسيحية, حيث قام أحد الأشخاص بشراء سي دي للألبوم وتحميله علي جروبه الخاص لجذب أكبر عدد من الجمهور دون النظر للخسائر التي تكبدتها المرنمة هايدي نتيجة عدم بيع اسطوانات الألبوم بعد وضعه علي النت وتحميله من خلال هذا الجروب رغم تكلفته المادية العالية, لذا جاءت فكرة جروب الفيس بوك لتصدي لهذه الظاهرة, وللحفاظ علي حقوق الملكية الفكرية لأصحاب الأعمال المسيحية, حيث من الحق مساعدتهم في جمع التكاليف التي أنفقوها لإنتاج مثل هذه الأعمال الجيدة حتي يتسني لهم إنتاج المزيد دون أي تخوف من تسريب أعمالهم ووضعها علي النت دون الإشارة لمجهودهم وحقهم.
الجدير بالذكر أن نيافة الأنبا مارتيروس أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد وأحد المسئولين عن اللجنة المجمعية للتعليم والمصنفات المسيحية عقد مؤتمرا صحفيا في فبراير الماضي بكنيسة العذراء بمهمشة مقر اللجنة وأعلن خلاله أنه تعاونا من الكنيسة واقتناعا بخطورة ظاهرة السرقة علي الإنترنت قررت اللجنة أنها ترفض رفع أو تحميل أي فيلم أو ترانيم أو أي منتج بطريقة غير شرعية, وأعلمت كافة الإيبارشيات والكنائس والتنبيه بشدة علي تحريم سرقة الأفلام والأعمال المسيحية سواء لمن يقوم برفعها أو يقوم بتحميلها واعتبرت أن كلا من الطرفين مشتركان في جريمة السرقة.