تعتزم هيئة تنشيط السياحة, البدء خلال الأسبوعين القادمين حملات إعلانية جديدة في 26 سوقا سياحية تركز علي مناطق سياحية بعينها في مصر. ومن مهام وزارة السياحة في الوقت الراهن سرعة مخاطبة السوق الروسية. ومن أبرز الخطط لدعم السياحة المصرية الاتجاه إلي الأسواق الصينية واليابانية والهندية والماليزية والأسترالية والإسكندنافية. وقالت مسئولة في هيئة تنشيط السياحة آيتن فؤاد: إننا وجدنا لدي تلك الأسواق رغبة كبيرة في السفر إلي مصر مع الوضع في الاعتبار أن لديهم استعدادا اقتصاديا كبيرا وهذا يكون له رد فعل سياحي قوي علي المقصد المصري.
وتابعت أن التحرك بدأ فعليا قبل أحداث الثورة, لكنه توقف مرحليا حتي يتم إعادة ترتيب الأوضاع والعودة لها ثانية وهو ما يحدث خلال الفترة المقبلة بالتزامن مع إعادة الحملات في القنوات التليفزيونية الدولية مثل سي إن إن, وبي بي سي, ويورونيوز, ويوروسبورت.
وأشارت إلي أن الإشارات الإيجابية التي تم إرسالها من مصر حول تحسن الأوضاع الأمنية تدريجيا وانتشار الأمن في الشارع المصري بالصورة التي كان عليها من قبل تؤدي إلي رفع مصر من تحذيرات السفر من الدول الأوربية الواحدة تلو الأخري وهو ما ينتج عنه في النهاية عودة معدلات السياحة إلي سابق عهدها.
وأوضحت أن كل الأدوات لإعادة الحركة السياحية التي كانت لا تستخدمها الهيئة من قبل في أوقات الأزمات هي التي تستخدمها حاليا, بحيث يكون هناك تحفيز أكبر للطيران العارض وحملات دعاية مشتركة مع منظمي الرحلات في الدول الأوربية وغيرها من الأدوات.
وأشارت إلي أن هناك حملات جديدة سيتم البدء فيها في السوق الفرنسية بعنوان (مصر تبتسم …لك فابتسم لها) ويشارك فيها منظمو الرحلات في فرنسا.
وقالت آيتن فؤاد: إنه مع بداية الأحداث تحركت الهيئة والوزارة علي أكثر من مستوي من أجل علاج الموقف, مؤكدة أن أول القرارات التي تم اتخاذها هي تكثيف المشاركة في المعارض الخارجية المختلفة.
وأضافت أن الهيئة قررت استخدام الثورة إيجابيا وتم تطوير الملصقات الدعائية والإعلانية بحيث تضم صور الثورة التي كان لها مردود كبير في المعارض المختلفة, مشيرة إلي أن إبراز صورة مصر بعد الثورة كان الهدف الأكبر الذي كان له انعكاس كبير علي الإيطاليين إذ حضر وفد منهم إلي القاهرة تحت شعار (مصر في قلوبنا) وزاروا ميدان التحرير وقاموا بحمل علم مصر بطول 40 مترا تعبيرا عن مشاركتهم للمصريين في الثورة.
وأشارت إلي أنه تم استخدام العبارات التي وصف بها قادة العالم الثورة المصرية وتعليقاتهم عليها وعلي الشعب المصري لتكون من ضمن الدعاية لمصر لأنها تنقل انطباعات الشعوب عن مصر.
وأوضحت أنه مع بداية العودة إلي الحملات كانت هناك ضرورة لأن تكون الحملات هادئة حتي يتم نقل انطباع بأن السياحة مستمرة ولم تتوقف, وتم إجراء استطلاعات رأي بين منظمي الرحلات في الدول المختلفة وتلقينا العديد من المقترحات التي كانت تتفق جميعها علي استخدام روح الثورة للتعبير عن مصر والترويج لها مع الوجود المكثف في المعارض.
ومن جانبه كشف منير فخري عبدالنور وزير السياحة عن خطة الوزارة لاستعادة حركة السوق الروسية إلي مصر, وذلك من خلال حملة إعلانية ودعائية في تسعة أقاليم داخل روسيا الاتحادية, وإعادة صياغة دعم الطيران العارض عن طريق إضافة مطاري شرم الشيخ والغردقة, مؤكدا انخفاض نسب الإشغال خلال الشهرين الماضيين.
وأوضح وزير السياحة أنه تم تخفيض رسوم الهبوط والانتظار علي الطيران العارض بنسبة 50%, وكذلك تخفيض رسوم خدمات الركاب بنسبة 30% لتشجيع الحركة, كما سيتم توسيع قنوات الاتصال مع ممثلي الإعلام والشركات المنظمة للرحلات ودعوة المستثمرين الروس لإقامة مشروعات سياحية في المناطق الأكثر جذبا للسياحة الروسية في مصر مثل الغردقة وشرم الشيخ.
وأكد وزير السياحة أثناء لقائه مع الشركات ووسائل الإعلام الروسية علي هامش فعاليات معرض الأنتور بموسكو, أن تعليل عدم رفع السلطات الروسية الحظر عن مصر بسبب عدم الاستقرار الأمني ليس صحيحا, مشيرا إلي أن الوضع المصري الأمني مستقر تماما وليس هناك أي منطق لإبقاء هذا الحظر, حيث قامت العديد من الدول بالسماح لمواطنيها السفر إلي مصر. وأكد عبدالنور أن روسيا تمثل خصوصية شديدة لمصر, نظرا للعلاقات التاريخية بين البلدين, كما أنها تمثل السوق السياحية الأولي لمصر من حيث عدد السائحين, حيث زار مصر 2.8 مليون سائح روسي العام الماضي.
دعا الوزير خلال مشاركته بالمعرض السياحي الحكومي الـIntour, وزارة الخارجية الروسية برفع حظر السفر إلي مصر في القريب العاجل, باعتبارها تتصدر قائمة الأسواق الجالبة للسياحة إلي البلاد, وكذلك لاستمتاع الروس بسماء مصر الصافية وشمسها الساطعة وشعبها المضياف, وأكد تمنياته بمضاعفة أعداد السائحين الروس القادمين إلي مصر.
وقد شارك في الافتتاح الدكتور طالب الرفاعي سكرتير عام منظمة السياحة العالمية ووزراء سياحة تركيا ومصر واليونان وفلسطين ونائبة وزير السياحة الروسي ونائب رئيس الوزراء الروسي ومجموعة من ممثلي الهيئات الإقليمية السياحية الروسية ونائب رئيس البرلمان الروسي (الدوما), وقام بتقديم الجلسة الافتتاحية الإعلامي الروسي البارز إيجور ليبرولاف.
أشار نائب رئيس البرلمان الروسي (الدوما), إلي أن هذا الملتقي يتمتع بأهمية كبيرة, حيث يزيد عدد المشاركين فيه عاما تلو الآخر, مؤكدا أن البرلمان الروسي يولي اهتماما خاصا لصناعة السياحة, باعتبارها أحد أهم ركائز الاقتصاد القومي للبلاد, ولمساهمتها في توطيد العلاقات بين القائمين علي هذا القطاع الحيوي, وأضاف أن مشاركة مختلف القطاعات في روسيا تعكس الرغبة في تنشيط السياحة في البلاد.
أكد الدكتور طالب الرفاعي التغييرات السريعة التي يشهدها العالم, مشيرا إلي أن صناعة السياحة والسفر تمثل قوة مركزية في تشكيل العالم, حيث جاب العالم حوالي 935 مليون سائح خلال العام الماضي, وقام 4.5 مليار شخص برحلات داخلية, موضحا أن هذا القطاع الحيوي يخلق 1 من كل 12 فرصة عمل, وأشار إلي أن السياحة ليست مجرد نشاط اقتصادي فقط, وإنما هي أبلغ الدلائل علي دعم الشعوب بعضها البعض.
وأضاف عبدالنور أن سياسة الوزارة خلال السنوات الخمس الأخيرة أسفرت عن نتائج ممتازة, حيث زادت السياحة في مصر بنسبة غير مسبوقة وصلت إلي 80% وهي أكبر نسبة في العالم, إلا أن ذلك لا يمنع ضرورة الارتقاء بالخدمات السياحية وزيادة الرقابة علي الفنادق والمحلات السياحية والمطاعم والاهتمام بالسائح وضمان حصوله علي الجودة في جميع المناطق السياحية في البلاد.
وأبدي عدد من خبراء السياحة رؤيتهم المستقبلية للسياحة المصرية, بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها والركود الذي لحق بها, وانخفاض نسبة إشغالات الفنادق لنحو 4% للعام الحالي, مؤكدين أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية هو التركيز الفعلي علي الحملات الدعائية والترويجية خلال الفترة القادمة.
الخبير السياحي محمد اليماني قال: إن القطاع السياحي بحاجة إلي 7 أشهر للتعافي, موضحا أن الرحلات السياحية التي وفدت إلي شرم الشيخ والغردقة لا يمكن أن نقيس علي أساسها الحجم الكلي للسياحة الوافدة لمصر, فهناك الأقصر وأسوان والقاهرة والإسكندرية ومدن أخري سياحية بحاجة إلي تنشيط السياحة الوافدة إليها.
وأضاف اليماني: نحن بحاجة إلي مزيد من الحملات الدعائية مثل الحملة الأخيرة مصر.. بداية جديدة لعام 2011 التي اتخذتها هيئة تنشيط السياحة في معرض برلين السياحي, بالإضافة إلي التركيز علي تنشيط السياحة الداخلية بجانب الخارجية لتعويض أي نقص في كل منهما.
ومن جانبه أوضح حمدي الشامي وكيل وزارة السياحة السابق, أنه لابد أن يركز الفكر الوزاري الجديد علي عمل حملة دعائية عالمية توجه لكافة دول العالم وخاصة الدول التي نعتمد بشكل أساسي علي السياحة الوافدة منها مثل روسيا وإيطاليا, علي أن تتضمن الحملة إظهار عودة الأمان لمصر ونزول الشرطة للشوارع والمناطق الأثرية وسيطرتها علي الوضع, بجانب دراسة وزارة السياحة إعطاء حوافز من ميزانية التسويق وصندوق السياحة لمنظمي الرحلات الأجنبية لتشجيعهم علي تنظيم الرحلات لمصر.
واقترح الشامي أن تعلن مجموعة من الفنادق والمنتجعات السياحية ذات الـ5 نجوما في مصر عن تخفيضها لأسعار الإقامة بنسبة 50% وتقديم برامج وعروض جديدة ومميزة, وضرورة التواجد الفعلي بكافة المعارض والأحداث الدولية لتصحيح الصورة المغلوطة عن مصر التي انتشرت مؤخرا نتيجة للأحداث الطائفية التي عاشتها البلاد.
وأشار الشامي إلي أن الجهود التي يبذلها وزير السياحة الجديد منير فخري عبدالنور تبشر بسعة صدره وتقبله لكافة المقترحات التي قد يتقدم بها المعنيون بالسياحة من أجل النهوض بها وتحسين أحوالها.
من جانبها طالبت جمعية مستثمري طابا -نويبع للتنمية السياحية والبيئية, البنوك الوطنية بالوقوف بجانب المشروعات السياحية الحالية بهدف دفع عجلة التنمية السياحية, كما طالب المسئولين بالترويج لجنوب سيناء والمناطق البعيدة عن الأحداث الحالية لضمان التواجد السياحي ولو بقدر يساعد تدريجيا علي الخروج من الأزمة الحالية.
وعن مقترح تشجيع المشروعات السياحية المتوسطة والصغيرة, أفادت الجمعية أن المشكلة هنا تتوقف علي ثقة البنوك بالمستثمرين, فغالبا ترفض تمويل هذه المشروعات, علي الرغم من أن المشروعات الصغيرة هي أساس تواجد نظيرتها من المشروعات الكبيرة.