هناك سبع حقائق جوهرية, تميز الإيمان المسيحي, ولا يكتمل بدونها هذا الإيمان الحي…
1- حقيقة الله الواحد :
فنحن نؤمن بإله واحد… هكذا نهتف كل يوم في قانون الإيمان ونقول: بالحقيقة نؤمن بإله واحد. وفي البسملة المسيحية نقول: باسم الآب والابن والروح القدس إله واحد.
ولا نقول: بأسماء… بل باسم… ونختم البسملة بعبارة: إله واحد.
والكتاب المقدس بعهديه: القديم والجديد, مملوء بالآيات التي تؤكد إيماننا بوحدانية الله.
2- حقيقة الثالوث القدوس :
فإلهنا الواحد, مثلث الأقانيم… تماما مثلما نقول: إن الإنسان الواحد فيه نفس وعقل وضمير… هذه الثلاثة في إنسان واحد. كذلك حينما نري في الشمس الواحدة: النار والنور والحرارة, وهذه الأمور الثلاثة, المتغايرة والمختلفة, غير المنفصلة عن بعضها البعض, هي في النهاية شمس واحدة.
فما معني الجوهر؟ وما معني الأقنوم؟ ولماذا سميت الأقانيم هكذا: الآب والابن والروح القدس؟
3- حقيقة ألوهية المسيح :
فالرب يسوع أثبت ذلك أثناء تواجده علي الأرض, فمثلا جاء بميلاد بتولي, وعاش بقداسة مطلقة معصوما من الخطأ, ومارس سلطانا مطلقا علي الجماد والنبات والحيوان والطبيعة والشياطين والخطايا والأفكار… كما أنه شفي أعتي الأمراض, وأقام الأموات, وخلق من الطين عينين, ثم أقام نفسه بنفسه, وقام بجسد نوراني, وقام ولم يمت, ولن يموت إلي الأبد..
4- حقيقة التجسد الإلهي :
##عظيم هو سر التقوي, الله ظهر في الجسد## (1تي 16:3). هكذا صاح الرسول بولس. والتجسد الإلهي كان ضرورة لخلاصنا وفدائنا, لكي يموت المسيح عنا رافعا حكم الموت عن كاهلنا, وذلك بناسوته المتحد بلاهوته, ولكي يجدد طبيعتنا الساقطة, بعمل لاهوته المتحد بناسوته. وهكذا خلصنا المسيح من أمرين خطيرين: حكم الموت, وفساد الطبيعة الذي جاء بعد السقوط.
5- حقيقة الفداء المجيد :
ذلك أنه ##بدون سفك دم لا تحصل مغفرة##… لذلك مات المسيح عنا رافعا حكم الموت عن كاهلنا, ومات سافكا دمه, لكي يطهرنا بدمه القاني غافرا خطايانا, ومات مصلوبـا, لكي يغسل الإنسان والأرض من اللعنة, إذ مكتوب ##ملعون كل من علق علي خشبة##…
وهكذا الدم الإلهي المقدس له فاعلية جبارة في حياتنا, إذ يغفر لنا خطايانا, ويطهرنا, ويقدسنا, ويثبتنا في المسيح, ويمنحنا الحياة الأبدية.
6- حقيقة الكنيسة الواحدة :
فالرب يسوع أسس الكنيسة حينما فدانا, وأرسل لنا المعزي الروح القدس وجعلنا ##أعضاء جسمه, من لحمه ومن عظامه## (أف 30:5), وهكذا نقول: ##نحن الكثيرين خبز واحد, جسد واحد## (1كو 17:10). رأس الجسد هو السيد المسيح, وأعضاؤه هم القديسون في السماء, والمؤمنون علي الأرض.
7- حقيقة عصمة الكتاب المقدس :
فهو الإعلان الإلهي في العهدين القديم والجديد: ##كتبه أناس الله القديسون, مسوقين من الروح القدس## (2بط 21:1), و ##كل الكتاب هو موحي به من الله, ونافع للتعليم والتوبيخ, للتقويم والتأديب الذي في البر## (2تي 16:3).
لهذا ينبغي علي المؤمن أن يدرس كلمة الله, ليستنير بنور وصاياه, والأدلة علي عصمة الكتاب المقدس كثيرة, سندرسها فيما بعد.
فلنبدأ بمعونة الله ومشيئته رحلة ##حقائق الإيمان المسيحي##.