أنهي المنتدي الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي آبيك أعماله في مدينة يوكوهاما اليابانية بعدد من التوصيات المهمة من أبرزها ضرورة مقاومة النزعات الحمائية, كما أقرت دول آسيا والمحيط الهادئ ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية باتخاذ تدابير ملموسة لتحقيق حلمها بتحرير التبادل التجاري في هذه المنطقة الشاسعة التي تمثل وحدها أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وأكد قادة الدول المشاركة في البيان الختامي للمنتدي أن الوقت قد حان لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لتحويل مشروع منطقة التبادل الحر فيها إلي واقع ملموس وإقامة منطقة واسعة للتبادل من دون حواجز وطالب قادة الدول المشاركة بضرورة الاستناد إلي مشروعات إقليمية قيد التنفيذ مثل آسيان + 3 وآسيان + 6 والشراكة عبر المحيط الهادئ وكلها مناطق للتبادل الحر قيد الإنشاء لكن مساحتها الجغرافية أصغر.
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية وعدت خلال اجتماعات المنتدي ببذل مزيد من الجهد لتسريع هذه المفاوضات إلا أن الصين تفضل من جهتها التفاوض في إطار آسيان مع أنها تدرك تماما أن بعض دول المنطقة ترغب في إدخال الولايات المتحدة الأمريكية في الشراكة لإقامة توازن مع نفوذ الصين المتنامي, وهو الأمر الذي أثار قلق الصين مما دعا الرئيس الصيني هوجينتاو لتوجيه رسالة مطمئنة لقادة دول المنطقة حيث أكد أمام الجميع أن الصين لاتزال مصممة علي مواصلة سياسة إقليمية ترتكن علي علاقات حسن الجوار والصداقة.
ومما هو لافت للانتباه أن حرب العملات المشتعلة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية سيطرت علي جانب كبير من البيان الختامي حيث عبرت آبيك عن تأييدها ليكون سعر الصرف محددا أكثر من قبل السوق ما يعكس الأسس الاقتصادية, كما وعدت بتفادي أي خفض تنافسي للعملات في وقت يثير احتمال نشوب حرب عملات قلقا للعالم.