لقد أصبح الفيس بوك والكثير من المواقع الإلكترونية فرصة لتلاقي الشباب من كافة الأعمار والتوجهات للتعبير عن آرائهم السياسية, كما يعتبر الإنترنت من أهم وسائل الدعاية السياسية في الوقت الحالي, سواء في الكثير من دول العالم أو في مصر.. حيث أكدت دراسة علمية في إحدي الجامعات البريطانية أن الحالة في مصر تشهد منذ سنوات تطورات سياسية مهمة في اتجاه الديموقراطية, وكشفت عن أن الإنترنت كأحد وسائل الإعلام الحديثة يلعب دورا مؤثرا في زيادة وعي المصريين ومنهم الشباب بأهمية المشاركة السياسية.
في البداية قال مصطفي أمين ليسانس حقوق: إن أكثر ما لفت نظري أثناء بحثي علي الإنترنت هو انتشار المواقع السياسية وهو ما يسمي بالجروب علي الـFacebook فوجدت تباينا فيما يتم نشره ما بين ما هو هادف يؤدي إلي الارتقاء بالثقافة السياسية للشباب ومنها ما لا يعرف إلا الهجوم من أجل الهجوم والنقد غير البناء, ولكن الإقبال علي هذه المواقع ضعيف نسبيا, وذلك بسبب اضمحلال الثقافة السياسية لدي شريحة كبيرة من الشباب ولكن أهم المواقع التي أتابعها وأثق في كلامها السياسي هي الـBBC وCNN والإخبارية.
وأكد سيمون وفيق مهندس جودة وناشط سياسي أن استخدام التكنولوجيا في المجال السياسي سلاح ذو حدين, غير أن القادرين علي التعامل من خلال الإنترنت لا يتعدوا 30% من الشباب المتعلم لقلة المشاركة السياسية بصفة عامة كذلك لمحدودية من يتعاملون مع الإنترنت, كما أشار إلي أن الرئيس الأمريكي أوباما قد نجح في الوصول إلي قطاعات عريضة خاصة الشباب من خلال الإنترنت, وبالتالي قد يكون هذا التوجه هو البديل في بلادنا مستقبلا.
ويؤيد ماجد مكسيموس 35 سنة باحث إنترنت فكرة أن يكون التصويت في المستقبل إلكترونيا, حيث يري أن التجربة الهندية في التصويت الإلكتروني والمتمثلة في استخدام الرقم القومي بالإضافة لجهاز Voting Machine هي الأقرب بالنسبة لنا للتطبيق في مصر.
كما ذكر أن المواقع الإلكترونية ذائعة الانتشار في الولايات المتحدة الأمريكية كانت وسائل مهمة في وصول المرشح الديموقراطي باراك أوباما إلي شريحة كبيرة من المجتمع الأمريكي سواء في الداخل أو الخارج وتمثلت في موقع الفيس بوك وتويتر, وبالتالي لا نستبعد استخدام مثل هذه المواقع في المستقبل, خاصة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية, كما أنها أصبحت بالفعل ملتقي للشباب والمناقشات السياسية وغيرها كبديل أحيانا عن اللقاءات المباشرة. وبالتالي كسرت هذه المواقع حاجز الخوف عند شريحة كبيرة من المواطنين.
ويذكر دكتور مكرم هلال بالحزب الوطني أن موقع الحزب قد تم إنشاؤه عام 2000 ويتولي أموره مهندسون متخصصون وأن الإقبال عليه كان محدودا في البداية أما الآن فقد أصبح يعتمد عليه بشكل كبير في استقبال رسائل البريد الإلكتروني من الأمانة العامة خاصة مع توافر الإنترنت في الكثير من أمانات الحزب. ويضيف أما الرسائل الخاصة والتنظيمية فيتم إرسالها عن طريق البريد العادي, أما المعلومات العادية فمن خلال البريد الإلكتروني, وذلك للتأمين ضد القرصنة الإلكترونية والتجسس عن طريق الإنترنت الذي تسبب في اختراق مواقع مهمة مثل موقع البنتاجون.
أما عن وجود الأحزاب علي الإنترنت فيوضح الدكتور شريف فياض عضو أمانة القاهرة بحزب التجمع أن هناك نوعين من الشباب الأول من سكان القاهرة والجيزة والإسكندرية وهم الأكثر متابعة للإنترنت ويتحدثون في الأمور السياسية بلا خوف أو تردد, وآخرين في الأرياف والمحافظات ونسبة كبيرة منهم تصل لـ75% منعزلين عن الإنترنت, وليست لديهم متابعة سياسية تذكر.
ويضيف قائلا: يعتبر الشباب المتابع للمواقع السياسية أغلبهم يقبلون علي حركات سياسية تدعو لفكر معين يؤمنون به مثل حركة 6 أبريل وكفاية والبرادعي, ولكن للأسف ليس لديهم أي فكر سياسي واضح نتيجة للفراغ السياسي وللوضع القائم, فتأتي الحركات الاحتجاجية للتغيير وتسعي لملء هذا الفراغ السياسي, كما أن هذه التجمعات ليس لديها رؤية سياسية واضحة من أقصي اليمين ومن أقصي اليسار.
وعن الأحزاب ودورها في تلك المواقع والمدونات أضاف د. شريف نظرا للفكرة السلبية التي تكونت من الإعلام والحكومة عن أن الأحزاب ضعيفة وليس لديها رؤية واضحة وهذا فكر مضلل وغير صحيح بالمرة, حيث تعتبر تلك المدونات طاقة أمل للتغيير وتوصيل صوت الشباب لصناع القرار أملا في حل حقيقي لمشاكل الشباب. ويستكمل د. شريف قائلا: علي الشباب قبل الدخول علي المواقع المماثلة أن يكونوا علي دراية بخلفية هذه المواقع ومعرفة مدي استفادتهم منها, وما الهدف من ورائها؟
وتري دكتورة سامية خضر صالح أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن هناك تزايدا لتواجد الشباب علي المواقع السياسية الآن نتيجة لاقتراب موعد انتخابات مجلس الشعب والانتخابات الرئاسية, حيث يرغب الشباب في أن يكون لهم اختيار من نوع خاص متمثل في دم جديد يمثل النشاط والحيوية ويحقق أحلامهم.. هذا ما يسعي له مجموعة من الشباب, وآخرين لديهم صورة ذهنية سلبية عن الحكومة فيكتفي بعضهم بالهجوم علي الأوضاع القائمة بعبارات خارجة أحيانا وغير لائقة.
جدير بالذكر أن دراسة العملية المشار إليها, صدرت منذ عدة سنوات تحت عنوان: المجتمع المدني وسائل الإعلام والديموقراطية في الشرق الأوسط: الحركات الشعبية والإنترنت والانتخابات في مصر توصلت لعدة نتائج منها أن الإنترنت في مصر بات وسيلة فعالة لنشر كل الآراء المصرية وغير المصرية المتاحة وعدم تضييق السلطات علي الحق في التعبير عبر هذه الوسيلة الإعلامية الآخذة في الانتشار في مصر, ولذلك فإن استخدام الحركات الشعبية لهذه الوسائل الجديدة مثل الإنترنت يسهم بفعالية في نمو دور المجتمع المدني لتفعيل دعوات الإصلاح والديموقراطية.