التنسيق بين التيارات الليبرالية أصبح أمرا حتميا لمنع تفتيت الأصوات بعد أن احتلت الترتيب الثالث بالمرحلة الأولي من الانتخابات في الوقت الذي حقق فيه حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين فوزا ملحوظا يليه حزب النور السلفي علي مستوي القوائم والفردي وبالتالي بات من الضروري الاتفاق بين التيارات الليبرالية علي ما يجب عمله في المرحلتين الثانية والثالثة من الانتخابات والاتفاق علي التنسيق بين المرشحين علي المقاعد الفردية من أجل دعم تيار الدولة المدنية.. فهل تسابق قيادات التيارات المدنية علي اختلافها الزمن للحاق بقطار البرلمان؟
جار محاولات
قال حسين عبدالرازق الأمين السابق لحزب التجمع: كان من باب أولي أن يكون هذا الاتفاق من البداية وقبل بدء الانتخابات ورغم نتائج المرحلة الأولي التي جاءت لصالح التيارات الإسلامية أعتقد أن المواقف لن تتغير للأسف الشديد لأن التيارات الليبرالية متشعبة في أكثر من كتلة وحزب, وبالتالي يكون الاندماج بينها غير ممكن, ولكن من الجائز أن يحدث تنسيق بينها في المراحل التالية للانتخابات حتي لا يتم تفتيت الأصوات.
أضاف عبدالرازق: نحاول كحزب حشد الجهود من أجل توجيه الناخبين ودعوتهم للالتفاف حول الكتلة التي لديها الفرصة الأكبر للفوز وتقوم اللجان التابعة للحزب في جميع المحافظات بتحريك ما كان يطلق عليها الأغلبية الصامتة.
وقعنا في أخطاء
من جانبه قال عماد جاد الخبير الاستراتيجي: التنسيق بين التيارات الليبرالية أمر ضروري وهناك محاولات تبذل من أجل التنسيق بأشكال مختلفة لتلاشي عيوب المرحلة الأولي, ولا يمكن الإفصاح عن شئ الآن, فالاجتماعات مستمرة بين التيارات الليبرالية المختلفة فقد خرجنا من المرحلة الأولي في الانتخابات بدروس وتجارب مستفادة تجعلنا نعيد أوراقنا من جديد, فهناك بلا شك انتهاكات ومخالفات حدثت, وهناك أخطاء وقع فيها التيار المدني, منها عدم وجود مندوبين داخل اللجان لمراقبة الدعاية الانتخابية والتأثير علي أصوات الناخبين.
ألقي باللوم علي..
قالت مارجريت عازر سكرتيرة عام مساعدة حزب الوفد: للأسف الشديد ما حدث في المرحلة الأولي أن مختلف التيارات اعتبرت الوفد التيار المنافس لأنه كبير ولديه كوادر مما أثر بالسلب علي الوفد وعلي التيارات الليبرالية الأخري.
وعندما قام الوفد بالتنسيق مع الإخوان كان من أجل تحجيمهم فقط ولو كانت التيارات الليبرالية وضعت يدها في يد الوفد كنا عملنا قائمة قوية تستطيع منافسة التيارات الإسلامية, ألقت باللوم علي الوفد لأنه لم يخرج للرأي العام ويوضح موقفه, فكانت النتيجة صادمة لمصر كلها, مؤكدة أننا لابد من بذل أقصي ما في وسعنا من جهود للتنسيق والحوار بين التيارات الليبرالية المختلفة لإنقاذ الدولة المدنية, فعلي الرغم من اختلاف الإخوان مع السلفيين إلا أنهم اتفقوا علي هدف واحد.
بدأت خطوات التنسيق
أشار عبدالغفار شكر مؤسس تحالف الثورة مستمرة ورئيس حزب التحالف الاشتراكي الشعبي أنه من الصعوبة الآن إحداث دمج بين التيارات الليبرالية المختلفة في تحالف أو تكتل واضح, لكن نظرا لما أسفرت عنه نتائج المرحلة الأولي يصبح التنسيق مطلوب لمواجهة تصاعد التيارات الإسلامية وقد بدأت خطوات التنسيق بالفعل, وعقدنا اجتماعات من أجل ذلك بين تحالف الثورة مستمرة وتحالف الكتلة المصرية وحزب الوفد وحزب العدل وستستمر الاجتماعات خلال الفترة القادمة بحيث يكون التنسيق أن تترك الساحة للكتلة أو الحزب الذي لديه فرصة كبيرة للفوز وسحب بعض المرشحين علي المقاعد الفردية من أجل دعم آخرين.
الاستقطاب الديني!
وكان لشهير جورج إسحق عضو مؤسس بحزب الكرامة رأي آخر قائلا: هناك نظرة ضيقة للعملية الانتخابية في المرحلة الأولي اعتمدت علي الاختيار بين أحزاب ذات مرجعية دينية وأخري ذات مرجعية ليبرالية أو يسارية, فوقعنا تحت الاستقطاب الديني بدلا من السياسي, وخسرنا رموزا وطنية كانت تستحق الفوز, فالمعركة الانتخابية كان لابد لها أن تكون بين القوي التي تدافع عن مطالب الثورة من حرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية وبين القوي التي تدعو إلي القمع واستمرار السياسات القديمة, وبالتالي لابد أن يحدث تكاتف بين جميع القوي السياسية التي تدعم مطالب الثورة, فليس كل من يسحب علي التيار الليبرالي يكون مع مبادئ الثورة.