أعلنت إسرائيل حالة الاستنفار بعد قرار حركة حماس الأخير بإنهاء اتفاق التهدئة, الذي استمر لمدة ستة أشهر وتوسطت فيه مصر بين إسرائيل وفصائل فلسطينية تتزعمها ##حماس##, وقام الجيش الإسرائيلي بعدة غارات جوية علي بعض بلدات القطاع عقب انتهاء العمل بالاتفاق أول أمس الجمعة الأمر الذي ينذر بحدوث تصعيد قتالي خلال الساعات المقبلة.
كانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس أصدرت بيانا متزامنا مع الموعد الرسمي لانتهاء اتفاق التهدئة أعلنت فيه أن الاتفاق لن يتجدد نتيجة رفض سلطة الاحتلال الإسرائيلي لشروط الحركة الأساسية. وذكرت حماس وفصائل أخري في غزة أنها مستعدة لأي تصعيد عسكري مع القوات الإسرائيلية ولغارات إسرائيلية محتملة داخل أراضي القطاع. وقالت إن مسلحيها أجروا تدريبات عسكرية خلال فترة الهدنة التي استمرت ستة أشهر.
وحملت بعض المصادر داخل ##حماس## إسرائيل ومصر مسئولية إنهاء الهدنة, وذكرت أن مصر قامت بمنع فتح معبر رفح أمام فلسطيني القطاع فضلا عن إغلاق إسرائيل المعابر الأخري مما أدي إلي معاناة أهالي غزة بسبب هذا الحصار.
من جانبها ردت مصر عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي الذي قال إن مصر لم تغلق المعبر بصفة دائمة أمام الفلسطينيين مثلما يشاع حيث تفتحه مصر من فترة لأخري, مشيرا إلي أن نحو 20 ألف فلسطيني دخلوا وخرجوا عبر المعبر خلال الأشهر العشرة الأخيرة لأسباب إنسانية وهذا عدد ليس بالقليل, وأضاف أن مصر قامت بإدخال سلع ومعونات للقطاع بمايزيد علي 25 مليون جنيه خلال هذه الفترة, مؤكدا أن إثارة موضوع معبر رفح من قبل بعض التنظيمات الفلسطينية يرجع لأسباب سياسية وليست إنسانية!
وأوضح السفير حسام زكي أن الرؤية المصرية للوضع القانوني لقطاع غزة تقوم علي أنه جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة وأنه لايزال تحت الاحتلال الإسرائيلي لأن الانفصال أحادي الجانب لم يترتب عليه – تحرير – القطاع من الاحتلال كما يعتقد أو يدعي البعض, حيث إن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية تشكل جميعا وحدة جغرافية واحدة لايمكن التعامل معها بشكل مجزأ, وإلا اعتبر ذلك بمثابة ضربة قاسمة لوحدتها.
وأكد أن إسرائيل , وطبقا للقانون الدولي ولاتفاقية جينيف الرابعة تحديدا تعتبر سلطة احتلال, لاتزال ملزمة بتوفير عناصر الحياة الأساسية من كهرباء ومياه ووقود وطعام ودواء للسكان المقيمين في الأرض التي تحتلها.
وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية من أن التجاوب مع الطرح القائل بأن القطاع يعد أرضا محررة يمثل تجاوبا مع المخطط الرامي لإلقاء عبء إدارة القطاع علي الجار المتأخم له وهو مصر , وهو ما لايمكن القبول به.
وعلي الصعيد الإسرائيلي قال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إن أكثر من 30 صاروخا أطلق من غزة علي إسرائيل منذ مطلع الأسبوع الماضي مما يتناقض تماما مع التهدئة. وأضاف أن إسرائيل راغبة في الالتزام بشروط التهدئة ##لكن كل صاروخ يطلق يعد انتهاكا مباشرا وصارخا للتفاهمات التي تم التوصل إليها.