يا من تفتح بابك إذا أغلقت الأبواب.. هكذا بدأ م.س.و رسالته إلينا ثم روي قصته: أنا شاب أبلغ من العمر 24عاما, حصلت علي دبلوم ثانوي صناعي عام 2004, كما حصلت علي إعفاء نهائي من الخدمة العسكرية بسبب ظروفي الصحية, فأنا يا سيدتي ذو جسم ضعيف وأعاني من انحناء في العمود الفقري, فيبدو علي شكلي أنه مختلف عن سائر من هم في سني.
سبب ذلك لي عناء نفسيا شديدا فكل شاب في مثل عمري يتمني أن يكون فتيا وعفيا, وكم تمنيت أن أصير كأقراني متقنا للعبة ما أو ذا عضلات أو فتي لأحلام الصبايا. لكن تري من تحلم بذي الظهر المنحني ولم يبلغ الخامسة والعشرين من العمر.
جنبت أحلامي, ووضعتها فوق أرفف النسيان, ولم أطلب من الله أن يصنع معي معجزة لأستيقظ ذات صباح وأجدني مفتول العضلات قوي البنية, ولم أعد أحلم بعمل مرموق ولا بمستقبل باهر علي المستوي العملي أو العاطفي فقط وانخرطت في الخدمة الكنسية, وصرت أخدم وأخدم وأخدم ولم أعد أفعل شيئا منذ خمس سنوات إلا الخدمة في الكنيسة لأنها المكان الوحيد الذي يمكن أن اختار فيه نوع الخدمة التي أستطيع أداءها.
لكن العمر يمضي, وأنا أعيش مع أسرتي في قرية صغيرة, أصبحت عالة علي أسرتي, ولا أجد أي عمل يناسب ظروفي فبنيتي الجسمانية وعمودي الفقري لا يتحملان عملا مرهقا, ولا يناسبهما سوي عمل بسيط, بحثت حتي كدت أفقد الأمل إلي أن هداني عقلي للتواصل معكم, ربما يقرأ أحد ممن يستطيعون توفير عمل مناسب لي ويتقدم لمساعدتي فكل ما أطلبه من الحياة الآن هو أن أجد عملا يتناسب مع ظروفي الصحية في القاهرة بأي راتب, فقط يكون لي مكان للإقامة.. أي مكان حتي لو كان مكان العمل ذاته.
رد المحررة:
عزيزي م.س.و
لا أملك سوي إلا أن أنشر قصتك, وأنا كلي يقين أن الله قادر أن يسخر من يخدمك كما خدمته طوال الخمس سنوات الماضية.
* علي كل من يرغب في الاتصال أو مساعدة صاحب هذه المشكلة التواصل عبر تليفون الباب للحصول علي عنوانه.
** أنا سيدة في نهاية الأربعينيات من عمري علي خلاف دائم مع زوجي الذي يعمل في إحدي دول الخليج, كنت أعمل معه طيلة 15عاما حتي اضطرتني ظروف أبنائي إلي الاستقرار في القاهرة, وياليتني ما جئت هنا, فقد استقر زوجي هناك وعشت أنا والأبناء هنا في قطيعة تامة عنه إلا من الراتب الشهري, الذي بلغ 2400جنيه شهريا.
رغم أن المبلغ يبدو كبيرا إلا أنه كان ضئيلا بالنسبة للحياة التي اعتدناها فكنت أضطر للاقتراض شهريا حتي لا يشعر الأبناء بأي اختلاف مادي, تراكمت الديون علي, ولم أعرف كيف أستطيع سدادها وفجأة قفزت إلي ذهني فكرة حمقاء مجنونة سوف تدمرني إذا لم يتم تدارك الأمر, إذا وعدت بعض المعارف البسطاء الذين يعملون في مدرسة ابنتي الصغيرة باستخراج جوازات سفر وعقود عمل للخارج مقابل خمسة آلاف جنيه للفرد, ووصل عدد الأفراد الذين قمت بالنصب عليهم إلي ثمانية أفراد.
تم ذلك منذ ستة أشهر تقريبا, وعندما طالت المدة انتاب القلق الجميع وباتوا يهددونني بالإبلاغ عني, ولا أعلم ماذا أفعل فليس لدي أي أموال لأردها إليهم, وابني الأكبر طالب بالجامعة وابنتي الكبري متزوجة حديثا من رجل محترم أما ابنتي الصغري فهي التي سوف يأخذونها كبش فداء في المدرسة وتكون ضحيتي.
سوف تنهار الأسرة ويضيع الأبناء بسبب حماقتي ولا أملك أي شئ ولا أعلم ماذا أفعل, فهل من مساعدة؟.
رد المحررة:
كل ما أرجوه من الله ألا تقفز إلي ذهنك فكرة مجنونة أخري لتتخلصي بها من ورطتك فتوضعين في ورطة أكبر ربما لن تجدي منها مخرجا, وصدقيني أنت لا تحتاجي لمشورة أنت تحتاجين لمحام في أسرع وقت.
ردود قصيرة:
جاءني صوته مهتزا مرتبكا عندما قص علي تفاصيل مشكلته التي تتلخص في ابتزاز بعض الشباب له ماديا بعد أن وقع في ممارسة الشذوذ الجنسي معهم, وعندما أشرت عليه بالطبيب النفسي قال إنه لا يقتنع بذلك ويعلم أنه يفعل جرما كبيرا أمام الله. لكنه لا يريد أن يفتضح أمره أمام أسرته وزوجته.
إلي هذا الشاب أقول:
لا تخضع لأية محاولات مهما كانت رخيصة, الله حنون وقادر علي محو الجرم مهما عظم, لكن علينا أن نقلع عنه بلا عودة فاليوم ربما يضع الله يده ويسندنا, وغدا بسبب غلطة قلوبنا قد يرفع يده ويتركنا لما نختاره حتي لو كان مرا, فأسرع قبل هذا ولا تكن غليظ القلب, تذكر أبناءك فقد يتعرضون بسبب حماقتك لذات المصير. وأعلم أن ملذات اليوم مهما بلغت نشوتها تتضاءل جدا بجوار حجم المرارة والندم عليها عندما يفتضح أمرنا.