عندما اتصلت بمديرة الجمعية السيدة ماجدة جاد لزيارة الجمعية للتعرف عن قرب علي أنشطتها وجدتها ترحب بذلك وبالفعل اتفقنا علي الميعاد وعندما ذهبت للجمعية فاجئتني بأن قدمت لي مجموعة من الفتيات وأخبرتني أنهن القائمات علي العمل وهن من سيقدمن لي كافة المعلومات,وبالفعل تحدثت مع إحداهن وهي حنان رشدي السكرتيرة التنفيذية للجمعية وإحدي الفتيات التي تعلمت بالجمعية وسردت لي تاريخ الجمعية التي تأسست عام 1984 وتعمل في مجال حماية البيئة من التلوث بالمخلفات الصلبة المنزلية في محافظة القاهرة ,تحديدا في مناطق جامعي القمامة لتنمية هذه المجتمعات المحرومة من الخدمات من خلال التركيز علي تنتمية المرأة والطفل والشباب صحيا واجتماعيا وتعليميا واقتصاديا وثقافيا.
بدأت الجمعية نشاطها بإنشاء وحدة السماد العضوي بالمقطم لتدوير مخلفات الزرايب والمخلفات العضوية لإنتاج سماد أساسي في الزراعة وجيد لاستصلاح الأراضي الصحراوية ولحق ذلك برنامج التنمية لتقديم النشاط التنموي للفئات الفقيرة والذي علي أساسه أقامت وحدة إنتاج السجاد والمشغل لجذب الفتيات وزوجات جامعي القمامة الأميات لتدريبهن علي إنتاج السجاد والأشغال اليدوية والذي تطور بعد ذلك لتطبيق سياسة التعليم غير النمطي من خلال تنمية المهارات الحياتية من صحة عامة وصحة إنجابية ومهارات اجتماعية وتعليمية واقتصادية وثقافية.
وفي عام 1992 تم إنشاء وحدة التعليم والتي تشمل رعاية الأطفال من سن6 شهور إلي 6 سنوات وتعليم الأطفال المتسربين من التعليم ورعاية الأمومة والطفولة وفصول محو الأمية وإعدادي منازل للفتيات وفي نفس العام تم إعلان نتائج مشروعفصل القمامة من المنبعالذي طبق في حي المنيل ودير الملاك ثم طبق في المعادي والبساتين ونويبع ومازالت المجهودات لتطبيقه علي نطاق أوسع داخل القاهرة وخارجها ,كما تم إنشاء وحدة لإعادة تدوير الورق من مخلفات المدارس والمكاتب تماشيا مع سياسة التعليم غير النمطي.
وفي عام 1994 تم تشكيل لجنة طرة للعمل علي تحسين المستوي الاجتماعي والصحي للتجمعات السكنية وخاصة منطقة جامعي القمامة حيث تقدمت الجمعية لمحافظة القاهرة بمشروع إقامة وتطوير منطقة جامعي القمامةمدينة الوحدة الوطنية حالياحيث كانت المنازل بالمنطقة كلها من الصفيح فقامت الجمعية بتخصيص قطعة أرض لبناء المنازل ونقل مصنع السماد وعمل ورش إنتاجية ووحدة السجاد والمشغل لمساعدة الزبالين وبناتهم وقد قمنا عن طريق تدوير المخلفات بعمل أرصفة من الأكياس السوداء وفازات للزرع وأغطية للبالوعات بدلا من الحديد ثم قامت الجمعية بإعادة إشهارها لتتمكن من العمل علي مستوي الجمهورية وإنشاء فروع لها وبناء عليه تم إنشاء المحطات الوسيطة لإدارة المخلفات بمختلف محافظات الجمهورية وإنشاء فروع للجمعية في كل من دهب وجنوب سيناء ولجنة في طرة والقطامية وتم نقل جميع الأنشطة المتعلقة بتدوير القمامة ومخلفات البلاستيك ووحدة الأسمدة إلي القطامية.
وأنشأ في جمعية المقطم حديقة لزراعة الأشجار المصرية القديمة وتكوين كورال بالجمعية وإضافة العديد من المشروعات محددة المدة والتي تمولها هيئات في مجالات التنمية المختلفة مثل مشروع رعاية الفتاة المراهقة ومشروع صحة الشعر ومشروع مقاومة التهاب الكبد الوبائي ومشروع مساندة أولاد الأسر الفقيرةالاستذكاروتعليم المنازل ومشروع نحو حياة أفضل للمعاقين ومشروع المنح الدراسية ولا ننسي الممولين والمتطوعين الأساسيين بالجمعية وهم أعضاء مجلس الإدارة بالجمعية.
وبسؤالنا عن كيفية جذب الأطفال العاملين في جمع القمامة وتعليمهم بدون مقابل,قالت حنان:كان الهدف من إنشاء وحدة السجاد تعليمهم عمل غير ضار بالإضافة إلي ربط التدريب والعمل بمحو الأمية بل وربطنا الأجر بالتميز في التعليم مع الجذب بالرحلات والحفلات وندوات عن النظافة الشخصية والتغذية السليمة وبالتالي كان العمل مع التنمية.
وعن المتابعة المستمرة أوضحت إن رغبت الفتيات في الاستمرار بالتعليم نساعدهن علي ذلك ولكن عندما يتزوجن وحتي لايعودن إلي العمل بالقمامة تم تدريبهن علي عمل المفارش من خلال ما يسمي بفن الرقعة وعمل ناد للطفل لأولادهن وعمل اجتماعات للأمهات للرعاية السليمة للأطفال.
وفي وحدة الصحة بالجمعية التقينا المسئولة إيمان شاكر التي قالت:من البداية شكلنا فريقا لزيارة منازل المنطقة حيث قمنا برعاية الأطفال والأمهات بالكشف علي شعورهن وغسلها وتعليمهن كيفية التنظيف الشخصي المستمر وأهمية ذلك وباكتشافنا وجود حالات كثيرة من مصابي الكبد الوبائي قمنا بعمل أبحاث علي الفيروس وتم تطعيم 7 آلاف مريض من عام 2002 حتي الآن من سن 3 سنوات إلي 50 سنة.
وتضيف: في العام الماضي بدأنا مشروع الدرن ونقوم الآن بالأبحاث لمعرفة مدي انتشار المرض لوضع خطة لعلاج الحالات المصابة.
وذهبنا إلي مشروع تدوير الورق وتحدثتا مع مديرة المشروع هدي فايق التي قالت: نقوم بفرز الورق ثم تقطيعه ونطحنه ونضيف أنواعا من النباتات والورود بألوان ونصفيه ثم يتم تقطيعه حسب المقاس والسمك نظرا للمنتج المنفذ من شنط للهدايا أو أظرف أو حافظات ورق ونقوم أيضا بتزيينه وتطريزه لعمل دعاوي للأفراح أو كروت للمناسبات أو براويز للصور.
وفي المشغل تحدثنا مع نعمة متري التي قالت: في البداية نلحق العاملات بفصول محو الأمية مع العمل بالمشغل بداية من فرز الألوان والتطريز وعمل الباترون وعمل أشكال هندسية وهذا ما نسميه التعليم غير النمطي وعندما يتزوجن نعطيهن منحة للمساعدة شرط أن تصل لسن الـ18 فما فوق والتي تتزوج قبل هذه السن تحرم من المنحة حتي تكون حافزا للوصول للسن القانونية للزواج.
قصص للكفاح والنجاح
أثناء تجولنا وجدنا الكثير من الفتيات الصغيرات اللاتي لم يتعدن الـ16 عاما وهن مسئولات عن الأنشطة وتعليم الأصغر سنا وبسؤالنا وجدنا أن معظم هؤلاء الفتيات تلقين تعليمهن الدراسي وتعليم حرفة في الجمعية وتدرجن إلي أن أصبحن مديرات ومشرفات أنشطة ,وقالت هدي فايق: بدأت معرفتي بالجمعية بتعلمي الخياطة وكنت حاصلة علي شهادة الابتدائية وعملت بعد ذلك في تدوير الورق وكانت الجمعية تعطينا مقابلا للعمل رغم أنه كان لايباع في البداية ثم بدأنا تطريز الورق وبعدما جاءت الماكينات وأحضروا خبراء لتعليمنا حتي ازداد عملنا وأصبحنا 40 فتاة, بالإضافة إلي الفتيات التي تعمل بالمنازل وهن 30 فتاة منتجة.
وتضيف, في البداية كنت أعمل علي الأحواض ثم أصبحت مشرفة مجموعة ثم رئيس مجموعة وألحقت بفصول محو الأمية وكنت أكافيء للدراسة مع العمل ثم تعلمت الكمبيوتر وفي أيام الامتحانات لاتخصم مرتباتنا والمتفوقات يحصلن علي مكافآت وهدايا.
أما سعاد راجي فقد تدربت في المشغل ثم أصبحت من المنتجات بالمنازل ثم أصبحت مدربة بالمشغل.
وفي وحدة النول تحدثنا مع زينب عبد الموجود التي قالت: تدربت علي النول مع تعليم النظافة الشخصية وفرز الألوان وعمل رسومات علي السجاد بالخيوط وقد تعلمنا الكتابة والقراءة والكمبيوتر,كما نقوم بعرض منتجاتنا بمعارض خارجية,وبعد أن زاد مرتبي وظهر تفوقي ساعدني أساتذتي لأكون مدربة ومسئولة وأقوم بتدريب الفتيات علي كيفية عمل السجاد تبعا للمنهج العلمي المتبع بالجمعية وأنا أعمل بالجمعية ومؤمن علي منذ 15 عام.
أما سامية وديع فهي حاصلة علي دبلوم تجاري بعد التحاقها بالجمعية ورئيسة وحدة السجاد والمشغل التي تدربت بالجمعية منذ عام 1988 علي النول كمنتجة ثم ظهرت مهارتها فتم زيادة أجرها ثم تم تدريبها لتصبح مدربة وبالفعل أصبحت تعمل بالنهار وتتعلم القراءة والكتابة في الليل وشجعوها بالجمعية بتوفير مدرسين ومدربين حتي حصلت علي الدبلوم وتدرجت في عملها بالجمعية من متدربة إلي مدربة ثم أمينة مخزن ثم رئيسة وحدة.
عن الجمعية
0 يذكر أن الجمعية قامت بأبحاث في مجال المخلفات الصلبة في قمامة المنازل بما ترتب عليه وضع هذا البرنامج الذي يمكن أن يكون استراتيجية تتبناها المجتمعات المحلية علي مستوي القاعدة الشعبية.
0 كما أن مركز التدريب بالمقطم يقدم فرصة للجمعيات الأهلية للتدريب علي أساليب التعامل مع المخلفات الصلبة والمباديء العامة لإدارة المشروعات وتكنولوجيا إعادة التدوير والتدريب علي محو الأمية وبرامج الرعاية الصحية ومباديء التعامل مع الكمبيوتر.
0 أما وحدة الحضانة والرعاية اليومية فتتيح لأطفال السيدات العاملات بالجمعية والمتدربات بها وأطفال الحي بيئة آمنة ونظيفة من خلال برنامج يومي للعب والأنشطة التعليمية المختلفة الخاصة بمرحلة ما قبل المدرسة بالإضافة إلي مباديء الصحة العامة ووجبة غذائية يومية.
0 وتعمل وحدة طرة منذ عام 1994 في واحدة من أفقر مناطق تجمعات جامعي القمامة بالقاهرة ويقطنها 1786 نسمة يمثلون 248 أسرة وقد شاركت الجمعية الأهالي في تأسيس البنية الأساسية والخدمات العامة مثل مركز الأم والطفل وفي عام 1998 تم إنشاء مركز لإنتاج آلات إعادة التدوير, أما وحدة السجاد والمشغل فقد دربت أكثر من 500 فتاة وسيدة.