شهدت منطقة السفارة الإسرائيلية فجر السبت – والجريدة ماثلة للطبع – عمليات كر وفر بين مئات المتظاهرين وقوات الأمن والشرطة العسكرية. فقد قاد ألتراس الأهلي مسيرة إلي مقر السفارة من ميدان التحرير عبر شارع قصر العيني حاملين الشواكيش وبدأوا في تكسير الجدار أعلي كوبر الجامعة, وفي نفس الوقت وصلت مسيرات من شارع مراد, وقام متظاهرون بإنزال العلم الإسرائيلي للمرة الثانية وحرقه.
وأشعل المتظاهرون النيران في سيارتين للأمن المركزي وحطموا أربع سيارات أخري في شارع أحمد نسيم خلف السفارة, كما تبادل المتظاهرون رشق الحجارة مع قوات الأمن.
كما نظم عشرات المتظاهرين مسيرة إلي وزارة الداخلية ونشب حريق بمبني مصلحة تحقيق الأدلة الجنائية, لم يعرف مرتكبوه, وتمكنت قوات الإطفاء من السيطرة عليه.
وأعلنت وزارة الصحة أن عدد المصابين في مليونية تصحيح المسار والمظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية بلغ 117 مصابا منهم 88 مصابا أمام السفارة.
وخرجت جمعة تصحيح مسار الثورة بمطالب عديدة قدمها مئات الآلاف من المواطنين الذين يمثلون عدة أحزاب وحركات سياسية بالإضافة إلي عدد كبير من جماهير الألتراس للأهلي والزمالك, وأبرز هذه المطالب تحديد جدول زمني لنقل السلطة إلي المدنيين, وإجراء الانتخابات البرلمانية في مناخ مناسب ووفق قوانين مناسبة بدلا من مشروعات القوانين التي أعلن عنها مؤخرا مثل قانون تقسيم الدوائر الانتخابية وقانون مجلسي الشعب والشوري, بالإضافة إلي منع المحاكمات العسكرية للمدنيين وإصدار قانون استقلال السلطة القضائية.
وغابت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة والدعوة السلفية والتيارات الإسلامية المختلفة.
دعا جورج إسحق عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان إلي تطهير مؤسسات الدولة من كل رموز الفساد في النظام السابق وخاصة في الإعلام والجامعات وقيادات الداخلية وغيرها من مؤسسات الدولة, وأن الثورة مستمرة طالما لم يشعر المواطن بالتغيير, وأن الشعب عرف الطريق للتظاهر وحقوقه في التظاهر السلمي ولن يمنعه أحد, وعلي الحكومة الإنصات للمواطنين والكف عن البطء في الاستجابة للمطالب.
من جانبه قال عبدالغفار شكر مؤسس حزب التحالف الاشتراكي إنه لا يوجد مبرر لمحاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية, وأن الثورة خرجت من أجل رفض الظلم ومحاكمة المواطن أمام قاضيه الطبيعي, ومن ثم هذه المظاهرات صحية وتأتي في إطار استكمال الثورة وتصحيح مسارها.
شدد شكر عل ضرورة إسراع خطط التنمية, وأن تقوم الحكومة برئاسة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بالاستجابة لمطالب الجماهير خاصة وأن د. شرف حصل علي شرعيته من الثورة, ولابد أن يشعر الشارع بأن الحكومة تعمل من أجله, وأن تزايد الرفض الشعبي لحكومة شرف سيكون له تأثيرات سلبية ينبغي علي الحكومة التعامل بشكل مناسب.
وحتي مثول الجريدة للطبع كانت قوات الشرطة تحاول استعادة تواجدها بميدان التحرير, بعد انسحابها ليلة الجمعة لمنع الاشتباك مع المتظاهرين, وتأكيدها علي إخلاء الميدان من أفراد الشرطة حتي الساعات الأولي من صباح أمس السبت.
ولم تكن المظاهرات في التحرير فقط, بل شارك الآلاف في مظاهرات بمحافظات السويس والإسماعيلية والإسكندرية والبحيرة وغيرها من المحافظات وحملت نفس المطالب التي رفعها المتظاهرون في التحرير.