خرج الآلاف يوم الجمعة الماضي للتظاهر في ميدان التحرير وبعض المحافظات استجابة لدعوة عدد من الأحزاب والقوي السياسية, فيما أطلقوا عليه ##جمعة القضاء علي الفساد السياسي##.
وطالب المتظاهرون بوضع دستور جديد والتعجيل بمحاكمة مسئولي النظام السابق وإجراء تغييرات جذرية في الحكومة والمحليات.
و بالرغم من دعوات المقاطعة من جانب عدد من الأحزاب السياسية والجماعات الدينية, فإن أعدادا كبيرة تقدر بالآلاف خرجوا للتظاهر في ميدان التحرير بالقاهرة حيث قدرت أعداد المشاركين في المظاهرة بالكبيرة ولكنها لم تصل إلي حد المظاهرات المليونية التي كان يأمل المنظمون في خروجها.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أصدرت بيانا قالت فيه إن مظاهرة الجمعة قد لاتخرج عن أمرين هما ثورة ضد الشعب المصري أو محاولة للوقيعة بين الجيش والشعب.
ورفع المتظاهرون في ميدان التحرير لافتات كتبت عليها عبارات ##الشعب يريد محافظين وطنيين ولاؤهم للشعب مش للنظام## و##الشعب يريد تطهير القضاء## و##دستور قبل الانتخابات وعدالة لكل التيارات## و##الشعب يريد إلغاء المحاكم العسكرية.. المدني يحاكم أمام قاضيه (المدني)الطبيعي##.
كما هتف المتظاهرون في ميدان التحرير ##خارجين من بيوتنا ناويين علي موتنا## و##افتح صدرك للرصاص إحنا طالبين القصاص## و##ثورة ثورة من جديد.. يا طنطاوي الشعب عنيد##.
وشارك مئات النشطاء في مظاهرة في مدينة دمياط الساحلية مرددين هتافات تقول ##يا اللي قاعدين في القصور عايزين حد أدني للأجور##.
ودعا إلي المظاهرة ائتلاف من التكتلات السياسية تحت شعار ##جمعة الغضب## أو##الثورة الثانية## ولكنها تراجعت وفضلت تسميتها بـ##جمعة القضاء علي الفساد السياسي##.
ومن بين هذه القوي التي دعت لهذه المظاهرة أحزاب الجبهة الوطنية والتجمع والكرامة والناصري والجمعية الوطنية للتغيير وحملة دعم البرادعي.
لوحظ في المظاهرة الغياب الكامل للقوات المسلحة عن التواجد بين المتظاهرين, حيث اكتفت قوات الجيش بتأمين المباني في الميدان والمداخل والمخارج دون الانخراط الفعلي في حماية المتظاهرين.
وكان المجلس العسكري الحاكم قد أصدر بيانا ضمنه تحذيرات قوية مما قال إنه محاولات لاستغلال المظاهرات للوقيعة بين الشعب والقوات المسلحة, مما دفع الجيش إلي سحب قواته بعيدا عن المظاهرة,
في الوقت الذي أعلن فيه ائتلاف شباب الثورة , وهو الجهة الرئيسية الداعية للمظاهرة والمنظمة لها أنه سيتكفل بحماية المتظاهرين, كما أعلنت القوي الرئيسية المشاركة في المظاهرة أنه لا توجد نية لتنظيم اعتصام في الميدان بعد ختام المظاهرة.
ولم تسجل أي مواجهات بين المتظاهرين وأي قوي أخري كما لا يوجد ما يشير إلي أن المظاهرة قد تجنح إلي العنف.
كما لم تقتصر علي ميدان التحرير في القاهرة بل كانت هناك مظاهرة أخري كبيرة شارك فيها آلاف المصريين في الإسكندرية والسويس وقنا والدقهلية.