فتحت لها الطبيعة صندوق عجائبها وأغدقت عليها الكثير من ثرواتها البديعة,ورسمت بريشتها السحريةجزر القمربفضل هذه الهبة الطبيعية تعتبرجزر القمرمن أهم المقاصد السياحية في إفريقيا والعالم,وهي إضافة إلي مناخها الاستوائي المميز,تزخر بمخزون ثقافي وطبيعي يجذب إليها الكثير من السياح في كل عام.
الزائر لهذه الجزر الساحرة يجد نفسه أمام خيارات سياحية متعددة,فالطبيعة الخلابة والشواطئ النظيفة والتراث الثقافي كلها توفر للسائح تنوعا سياحيا فريدا,يتباين من سياحة الصيد والمغامرات بالإضافة إلي السياحة البيئية وسياحة الاسترخاء علي الشواطئ الرملية الدافئة.
تذكر الحكايات أن سبب تسمية هذه الجزر بـجزر القمرلأن القمر كان بدرا يوم اكتشاف هذه الجزر,لذلك أطلق عليها مكتشفوهاالقمر,وأخذ الأوربيون الاسم فيما بعد,فأطلقوا عليها اسمكومور أوكوموروس.
وجمهورية جزر القمر بلد عربي إسلامي أفريقي صغير يتكون من عدة جزر تقع في المحيط الهندي محصورة ما بين أراضي قارة أفريقيا غربا ويابس جزيرة مدغشقر شرقا,وبذلك فهي تقع عند المدخل الشمالي لمضيق موزمبيق.
المساحة الإجمالية لجمهوريةجزر القمرصغيرة جدا ولغتها الرسمية هي العربية والفرنسية,ويمكن للسائع أن يزور عدة مدن فيها في جولة من أمتع الجولات في العاصمةمرونيبالإضافة إلي مدينة موتسامودوودموني.
وفد العرب إليجزر القمر منذ القرن الأولي الهجري قادمين منحضر موت وسواحل أفريقيا الشمالية إلا أن مخطوطة اكتشفها الفرنسيون تشير إلي أن أصول هذه الدولة تكونت منذ أن نزحت إليها جماعات كانت تسكن منطقة العراق قديما تضم هذه الجماعة خليطا من العرب والفرس.
غير أن إعطاء الصبغة العربية الكاملة لـجزر القمرتم في القرن الحادي عشر الميلادي نتيجة اتساع رقعة الدولة العربية الإسلامية وانتشار رحالتها وتجارها في الأصقاع البحرية الجنوبية لشبه الجزيرة العربية وجنوب شرق مصر واليمن وورد ذكرجزر القمرفي كتب المؤرخين والجغرافيين العرب مثل الإدريسي والمسعودي وابن خلدون الذي أشاد بعطورها وطيبها وحجارتها الكريمة.
احتل الفرنسيون الجزر عام1841 وحرفوا اسمها إليكومور ولكن أهلها ظلوا محتفظين بتراثهم وتقاليدهم العربية في مختلف مناحي الحياة إلي أن نالتجزر القمراستقلالها في السادس من يوليو عام1975 وأصبح اسمها الرسميجمهورية القمر الاتحادية الإسلامية.
وتعتبر دولةجزر القمرأحدث دولة تنضم إلي جامعة الدول العربية وتم ذلك سنة 1993 وكانت قد قبلت في عام1975 كعضو في هيئة الأمم المتحدة,كما انضمت لمنظمة المؤتمر الإسلامي في عام1976.
لسكان جزر القمر مميزات مختلفة عن سكان باقي البلدان ولهم أيضا زي مميز وعادات مختلفة عن باقي البلدان الإسلامية فالقمريون يمثلون خليطا من الثقافة الإفريقية والإسلامية.
ويتكون أرخبيل القمرمن أربع جزر بركانية كبيرة ورئيسية هيجزيرة القمر الكبري التي تعرف أيضا باسمنجازنجا وهي أكبر جزر الأرخبيل وعلي ساحلها الجنوبي الغربي تقعمرونيلؤلؤة جزر القمر وعاصمة الدولة الاتحادية ويبرز في وسطها كارتالا وهو أكبر بركان لايزال حيا في العالم,ويرتفع حوالي2361 مترا,بالإضافة إليجزيرة أينجوان وجزيرة مايوت وجزيرة موهيلي وهي أصغر الجزر الأربع,وقد رفض سكانها الانفصال عن فرنسا,وتوجد بها أراض خصبة وتشتهر بزراعة جوز الهند وأشجار الكاكاو.
ميزت الطبيعة العاصمة رموني عن باقي جزر الأرخبيل,فأبدعت سطورها التلال التي تصعد من الحواري الضيقة,ليدخل الزائر في وسط غابات كثيفة من شجر قرنفلي الشكل,يقال إن الشجرة منه لا تبلغ سن النضج إلا بعد عشرين عاما حيث تعطي أزهارا تأخذها فرنسا لتصنع منها أثمن أنواع العطور,لهذا ليس غريبا أن يطلق البعض علي جزر القمر ومياهها لقبأرخبيل العطور.
تعتبرجزيرة أينجوان لؤلؤة المحيط الهندي,فهي جزيرة جميلة تنتشر بها الأنهار وتتخذ التلال والجبال فيها أشكالا جميلة,وهي أكثر الجزر عددا في سكانها ويوجد بها أقدم ميناء في الجزر.
وآخر عنقود هذه الجزر,جزيرةمايوتالتي تعطي أغلب إنتاج الدولة من قصب السكر والأرز وجوز الهند وتوجد بها المراعي الواسعة لتربية الماشية,وكان البرتغاليون هم أول من رأوها في القرن السادس عشر,وتشبه جزيرةمايوت جزيرة مدغشقر في أشياء كثيرة أوضحها المعمار.
من أكثر الأنشطة التي يقوم بها القمريون الزراعة حيث تنتشر بها السهول الخصبة كما توجد بها غابة استوائية كثيفة في الجنوب,وتنتججزر القمرقصب السكر والكاكاو والبن وجوز الهند والفانيليا,ويمثل الصيد ثروة هامة من ثروات البلد وذلك لطول سواحلها ويغلب عليجزر القمرمناخ استوائي بحري وجوها لطيف ممطر اكتسبت جمالها من قربها من خط الاستواء وفي نفس الوقت أطلالها علي المحيط وارتفاعها عن مستوي سطح البحر.
ويحظيأرخبيل القمربثروة سمكية لا تقدر,حيث توجد بها أفضل البيئات البحرية في العالم التي تحوي أسماكا نادرة, مثل: أسماك المرلين, والسلفيش والبيغاء,وسمكةسيليكانت التي لا توجد إلا في جزر القمر وتعتبر أغلي سمكة في العالم,إذ يبلغ سعر الواحدة عشرة آلاف دولار,كما تتوافر فيها أسماك التونة بكميات ضخمة تزيد علي ربع مليون طن سنويا لا تستهلك منها الجزر إلا سبعة أطنان فقط.
كما تشتهر بالزهور المختلفة التي تصدر معظمها إلي فرنسا لتستخلص منها أثمن أنواع العطور وبعض المستحضرات الطبية,وأشهرها زهوريلانج بلانج التي تملأ الجزر وتمثل نسبة كبيرة من دخلها الوطني.
يمكن لزائر الجزر أن يشاهد المساجد وقصور السلاطين الغابرين وأضرحة الأولياء تنتصب شاهدا يؤكد عمق علاقة الإسلام بالأرخبيل كما هو الحال في قريةبانفا كولي التي تشتهر بعراقة انتمائها العربي,والجزر ليست حكرا علي ذكريات الحضارة والتراث,إذ يمكن للزائر رؤية آثار الغزو البرتغالي وغزوات القراصنة والقادمين من جزيرة مدغشقر.
بفضل ما حباها الله به من جمال وسحر,أصبحت جزر القمر قبلة عدد كبير من السياح,الباحثين عن نوع فريد من السياحة والمتعة,يختلف عن السياحة العصرية وفنادقها الفاخرة ومنتجعاتها المرفهة فيجزر القمر الطبيعة العذراء هي روح المكان وزينته.
وتظهر الأرقام بوضوح أهمية المشاريع السياحية التي تنفذها مجموعات دولية علي غرارصن إنترناشيونال وخاصة بالنسبة إلي بلد مثلجزر القمر محدود السكان,ويحتاج بشدة إلي زيادة العملات الصعبة التي يمكن أن تدرها السياحة.
يؤكد أحد المسئولين أن مستقبلا زاهرا ينتظر جزر القمر سيأتي من قطاع السياحة خاصة وأن المسئولين يعملون علي تنظيم البرامج السياحية التي تتلائم مع السائح الغربي,الأوربي بالخصوص,وكذلك البرامج التي تناسب السائح العربي المسلم الذي يصطحب عائلته إليجزر القمر فعلي سبيل المثال هناك أكثر من ألف شاطئ مجهز خصيصا للمصطافين العرب وهي شواطئ جميلة ومعزولة وواسعة وبوسع الأسرة أن تقضي فيها كل النهار من دون أن يزعجها أحد.
بإمكان جزر القمر أن تصبح وجهة سياحية فريدة,حيث يمكن اعتبارها أفضل منتجع سياحي في منطقة المحيط الهندي ويمكن القول إن جزر القمر ستصبح هاواي المحيط الهندي,إذ يوجد فيها كل الامتيازات التي تجذب السائح إليها,فالطبيعة الخلابة والطقس الدافئ كفيلان بجعلها محط أنظار العالم بأسره.