الفنان يعيش ومن حوله الجمال في أي مكان وزمان..وعن طريق مخيلة الفنان يبرز ذلك الجمال برؤيته الفنية…والتي تنبع من أعماقه وفكره لأهم القيم الجمالية…نلمس تلك المعاني في لوحات الفنانة القديرة جاذبية سري ومعرضها المقام حاليا في قاعة الزمالك للفن تحت عنوانفانتازيا من الحياةيتضمن المعرض لوحات رسمتها حديثا ومختارات من إبداعاتها تصل إلي أربعين لوحة بألوان الزيت.
المتأمل للوحات المعرض يشعر بأن الفنانة إستهوتها الطبيعة بشكل شامل..نري تجمعات الناس في تكوينات إنسانية تعبر عن المكان والزمان…وكأنها أحاديث مرئية ترسبت في أعماقها..وجاءت حية نابضة علي سطوح لوحاتها في فانتازيا للألوان من خلال معاناتها الصادقة مع متناقضات الحياة.
كما تتجلي فيها إبداعاتها عن الزمان والمكان من خلال جولاتها في رحلاتها الفنية في مدن وشواطئ مصر وباريس وغيرها..حيث انعكست استلهاماتها بالألوان عن حقائق الوجود والحياة…إنها تحب الحياة وتنظر إلي البيئة بمنظار التفاؤل مع الإنبهار بسحر الضوء اللانهائي في تكوينات مبتكرة…فنحس بحياة الناس من خلال الوحدات الشبيهة بالوجوه والبيوت في تساؤلات يشع منها قلق متفائل.
استطاعت جاذبية سري في هذا المعرض أن تلخص تجربتها الطويلة بالخطوط والمساحات اللونية السميكة لتحقق في النهاية علاقة عناصر اللوحة بالفراغ…والتي تؤكد تميز أعمال الفنانة منذ بداية حياتها الفنية وتأثيرها بالواقع المعايش من حولها…المشبع بأحاسيس نلمس فيها مسحة حزن رغم نقاء الألوان المبهجة الشفافة وامتزاجها ببعضها البعض فأكسبت المعرض ثراء ملحوظا يتناسب مع مستوي إبداعاتها التي أحبتها.
وأهم ما تتميز به الفنانة جاذبية سري تلك الحركة الشديدة التي تحكم التأليف الإبداعي فهي فنانة متطورة وهذا سر نجاحها وتفوقها فقد أعطت من خلال لوحاتها واقعا فنيا له مذاقة وجمالياته…لتخرج الأعمال التجريدية التعبيرية تتصف بإسم جاذبية سري.
ويعتبر معرضها هذا استمرارا لرحلتها الفنية التي تسعي إلي عالم الحب والخير والجمال…فالفن كامن في أعماقها منذ متابعتها للحركة الفنية…واهتمامها واضح في الجمع بين الماضي والحاضر في لوحات عبرت عن المشاعر الإنسانية وعن روح وجمال المكان والزمان والإنسان البسيط في الأحياء الشعبية.
والفنانة جاذبية سري أصبحت علامة بارزة في الحركة الفنية المصرية…فمنذ تخرجها عام1948 في كلية الفنون الجميلة وهي تشارك في المعارض المحلية والدولية حتي الآن…حصلت علي العديد من الجوائز منها جائزة روما عام1952 والجائزة الشرفية لبينالي فينسيا 1956…وجائزة الحفر عام1959 من بينالي الإسكندرية وأيضا الجائزة الأولي للرسم الملون ببينالي الإسكندرية عام1963 والجائزة الأولي لصالون القاهرة عام1960…والجائزة الكبري الرابعة للفن العالمي المعاصرموناكوعام1968وجائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي عام1970…وجائزة دار الأوبرا لتصميم رباعية نسجيات1990….وتوجتها بجائزة الدولة التقديرية عام2000….وأقامت 69معرضا خاصا بمصر والدول العربية والأوربية أمريكار وكندا منذ عام1953.ومثلت مصر في معرض الحق في الأمل بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس الأمم المتحدة واليونسكو وهو معرض تنقل بين عواصم عالمية والقاهرة في أعوام1995 إلي1996…ومعرض القرن للفن الأفريقي المعاصر بمتاحف الفن في ميونخ وبرلين وشيكاغو ونيويورك عامي2001, 2002.
تحية وتهنئة للفنانة جاذبية سري علي تلك الباقة من إنتاجها الفني التي تعتبر مزيجا من التعبيرية في الأداء والتجريدية في الشكل.