مقرر لجنة التعليم
بالمجلس الملي العام
يقول الكتاب المقدس:خرج الزارع ليزرع زرعه, فسقطت بذاره علي الأرض الطيبة التي(هي قلوب الناس) فأثمرت ثمرا طيبا ثلاثين وستين ومائة.
قداسة البابا شنودة الثالث- أطال الله عمره سنين عديدة وأزمنة سالمة-خادم الله الأمين منذ سني خدمته كخادم مدارس الأحد(عام1939), يزرع زرعه في قلوب الأطفال والشباب…وفي قلوب الرهبان والعلمانيين, وفي قلوب الإكليريكيين والمكرسين…وفي مصر وبلاد المهجر…يزرع في جميع المجالات, في مجال التعليم والوعظ والبناء والتعمير…وفي المجال الإقليمي والمسكوني…وفي الحوارات المتنوعة لجميع الشعب المصري والعربي بجميع فئاته, في مصر وخارجها.
وها نحن نري الثمار الصالحة لقداسته حصادا للزرع الجيد الذي زرعه قداسته في قلوب الملايين التي تحتفل اليوم بعيد رسامته الـ(39), والذي كلله الله لنا…إنه حصاد ملئ بالثمار:
*ثمار الحب والتعب والخدمة الجادة والغيرة المقدسة, وبذل الذات والجسد من أجل الآخرين, الله يكافئ كل أحد حسبما يكون تعبه.
*ثمار التضحية والبذل والصلوات والأسهار والأصوام طوال السنين.
*ثمار التعليم والتأليف علي مر السنين(وعظ-محاضرات-مقالات- حوارات…إلخ).
*ثمار التواضع والبساطة مع أبنائه وكل من يتعامل معهم.
*ثمار الوجه البشوش, حلو الابتسامة, وحنو النظرات التي تعطي الأمان للجميع.
*ثمار الفارس, فارس الكلمة, والفارس الحارس علي العقيدة بكل حزم وإصرار, والملتزم بمبادئ منذ تولي المسئولية, شاهدا للاهوت المسيح, العملاق في كرازته.
*ثمار الحكمة في مواجهة المواقف المتنوعة, كربان قائد.
*ثمار في حياة الإيمان, ففاض بها وتحمل مسئولية نشر هذا الإيمان وكلمة الرب في المهجر في دول العالم…ففتحت أبواب الكنيسة القبطية للذين لم يولدوا في حضن الكنيسة فانطبق عليه ما قاله الرب لراعي كنيسة(فيلادلفيا)ها أنذا قد جعلت أمامك بابا مفتوحا ولايستطيع أحد أن يقفله(رؤ3:7) وأيضا ما وعد به الرب لأبينا إبراهيم, إذ قال له:أجعلك أمة عظيمة, وأباركك, وأعظم اسمك, وتكون بركة, وأبارك مباركيك, ولاعنك ألعنه, وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض(تك 12:2, 3)…والجميل أيضا في وعد الله قوله(أبارك مباركيك, ولاعنك ألعنه). لذلك نجد قداسته يعلمنا أن الشخص الذي يلعنك…لست أنت الذي ترد عليه, الله هو الذي يلعنه, فاطمئن(ورفع شعار:ربنا موجود)…والعجيب أن الرب يقول أيضا لملاك كنيسة فيلادلفيا عن الذين يعادونه:ها أنذا أصيرهم يأتون ويسجدون أمام رجليك, ويعرفون أني أنا أحببتك(رؤ3:9).
*ثمار المحبة التي يكنها الملايين لحبيبهم البابا شنودة الثالث الذي أحبهم أولا وقدم نفسه مثالا للحب والبذل والتضحية…وكم تأثرت بكلماته…رغم كل ما يبذله فوق طاقته…فيقول لنا:أنا مديون لهذا الشعب المحب العميق في عاطفته, مديون لكل هذا الشعب, أقباطه ومسلميه,كباره وصغاره….إكليروسا وعلمانيين…مديون لكل دمعة سكبتها عين في محبة لأجلي…مديون لهذا الحب الذي لا أستحقه…مديون وعاجز عن الوفاء بديوني…كل كلمات الشكر لا تكفي… فليعوضكم الرب جميعا خيرا هنا وفي ملكوته.
حقا يا قداسة البابا, وهبك الله لنا لتضئ في العقول مشاعل الحكمة والمعرفة…ونحن لا نسمعك فقط ولا تستمتع بك فقط ولا نتبارك بك فقط, ولكننا نذوق طعم الإنسانية في سماتك وقدوتك وإنسانيتك…إننا نقرؤك بكل اللغات…وأهمها لغة الحب…يا حبيب الملايين..ليحفظك الرب ويبارك في عمرك وفكرك وعملك وكل ما تمتد إليه يدك وإلي منتهي الأعوام يا ذهبي الفم وليجدد الرب مثل النسر شبابك.