ضمن الفعاليات الثقافية
التى تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة الشاعر سعد عبد الرحمن،
أقامت إدارة الثقافة العامة برئاسة الكاتب فؤاد مرسى التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية
برئاسة محمد أبو المجد، ندوة بدار الأدباء بعنوان “ثقافة الحوار” ألقاها
د. حسام عقل وقدمها السعيد المصرى.
وفى بداية كلمته أوضح
د. حسام عقل أن مصر فى الوقت الراهن تتضمن عدداً من الاتجاهات السياسية
والفكرية، والصراع
بين هذه الاتجاهات، أما أن يقضى بمصر إلى طريق التقدم والإزدهار أو أن يؤدى بها إلى
ما لا تحمد عقباه، ولا خلاص من الفوضى والانشقاق والعنف إلا من خلال الحوار الناضج
والراقى الذى يحترم كافة الأطراف والأفكار.
وفى ظل هذه الأوضاع
الراهنة لا سبيل للخلوص من الشتات الوطنى والقومى إلا عبر الحوار بين
مختلف التيارات
والاتجاهات، والحوار قبل كل شئ ثقافة قبل أن يكون شعارات أو نصائح عن شكل
الحوار، وفى تاريخ مصر الحديث نماذج باهرة لثقافة الحوار بين المفكرين المصريين فى مطالع القرن
العشرين ومنتصفه.
وأشار د. حسام إلى دور
الإعلام فى القضاء على ثقافة الحوار على النحو الذى ينبغى أن يكون عليه، حيث يتبنى
الإعلام أحياناً بعض القضايا الهامشية والتى تسبب فى بعض الأحيان مشكلات
ونزاعات طائفية
وسياسية، وهذا جزء مما يطعن فى ثقافة الحوار ويؤدى بالوطن إلى مصادمات
غير محمودة النتائج.
والأمل الأكبر فى تعافى
مصر وعودتها إلى عصورها الذهبية هو التثبيت بثقافة الحوار والسماحة وقبول
الأخر وفتح
المجال لكافة الآراء، لأن المشكلات لا تحل إلا بمزيد من الديموقراطية فى
كافة المؤسسات
الثقافية والتعليمية والسياسية، فالحور الوطنى الديمقراطى هو المخرج الوحيد لمصر فى
الأيام المقبلة.
وقد أثيرت فى نهاية
اللقاء بعض المناقشات حول قضية الحوار بين المثقفين المصريين ومدى
التزامة بضوابط الحواروآدابه،
وذهب البعض فى هذا الصدد إلى أن المثقف العربى قد أخفق فى مواكبة مرحلة
النضال العربى
فى سبيل التحرر من القمع والاستبداد حيث اكتفى بمخاطبة النخبة واجترار
الأقوال والأفكار
دون مراعاة لمقتضيات الواقع العربى ومطالبه وقضاياه الساخنة، وقد وافق د.
حسام وأغلبية
الحاضرين – رغم اختلافهم فى التفاصيل – على أن الشارع المصرى وحركة
الجماهير كانت سابقة
وسباقة لتنظيرات المثقفين والمفكرين وتأملاتهم، وبذلك أخفق أكثر هؤلاء المثقفين أن
يكونوا عقولاً صانعة للثورة أو مهيئة لها، وكانت الحركة الجماهيرية أبعد رؤية وأسبق
إلى الثورة من الأفكار النظرية ومحاولات الإصلاح البطيئة.
—–
س.س
13يونيه 2011