إن المتابع للمشهد السياسي المصري سيلاحظ أن عمليات الانتخاب تتوالي الواحدة تلو الأخري من مجلس شوري مرورا بمجلس الشعب نهاية بالانتخابات الرئاسية , كل هذا يحدث دون أن يعلم المواطن أن صوته له قيمة كبيرة في صنع القرار .
فهناك العديد من المواطنين الذين أكدوا أنهم لن يفكروا في الذهاب إلي الانتخاب لأنهم ببساطة لن يعطوا أصواتهم لمن لا يعرفون عنهم أو عن برنامجهم الانتخابي شيئا , فالعديد من المرشحين يجلسون في مكاتبهم المكيفة دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التواصل مع الناس بأي طريقة من الطرق , لأنهم علي يقين بأن مقاعدهم باقية , ونفوذهم مستمر , ومصالحهم لن تتأثر , طالما لا توجد انتخابات حرة نزيهة , تختار المرشح لقوة برنامجه الانتخابي
وفي لهجة يائسة سأل أحد المواطنين بصيغة استنكارية قائلا : ما جدوي إعلان برامج انتخابية لا تطبق علي ارض الواقع ؟ وما الفرق في الأساس بين البرامج المختلفة فجميعها يشترك بنفس الهدف ألا وهو حب السلطة والنفوذ والمال .
وسأل آخر بلهجة غاضبة ما جدوي مشاركتي في الانتخابات , هل هذا سيحسن الحالة المادية لأسرتي و سيجعلنا نعيش حياة كريمة , و لا نرضخ للذل و الإهانة التي نقابلها كل يوم في تفاصيل حياتنا البسيطة.