رسالة إلى كل عاقل يحب مصر ورسالة إلى كل مسلم يرفض التطرف وهدم دار عبادة الله، ويحب هذا الوطن ويؤمن بنجاح ثورتنا أنها تقودنا مستقبل متقدم وليس إلى مستنقع الطائفية أن يتضامن غدا الجمعة مع أشقائه الأقباط فى حماية كنيسة الشهيد مارجرجس بقرية بنى أحمد التابعة لمدينة المنيا من المتطرفين الذين لا يتصلوا بأى صلة بقيم الدين الحقيقية، والذين قاموا بتهديدات مؤكده بالنية لهدم الكنيسة عقب صلاة الجمعة وإنذار كاهن الكنيسة بترك القرية اليوم الخميس .
ورغم استغاثات مطرانية المنيا بالقيادات الأمنية لاتخاذ الإجراءات الاحترازية لوقف المتطرفين غدا إلا أن الردود جاءت مؤسفة عندما رفض مدير أمن المنيا التدخل، وطالب من المطرانية الاتصال بالقوات المسلحة، فى الوقت نفسه قامت المطرانية بإجراء اتصال بالحاكم العسكرى بمدينة المدنية، وأرسلت له كافة التفاصيل بالتهديدات والوقائع إلا أنها لم تتلق أى إجابات بشأن طمأنتهم أو إرسال أى تعزيزات أمنية للقرية .
وأما هذا التجاهل من القيادات والمسئولين لم يجد شباب القرية الأقباط إلا أنهم يحتشدون الآن أمام مبنى الكنيسة لحمايتها وهو ما ينذر بحدوث مصادمات لن تكون نتيجتها سوى بحور من الدماء ومذبحة لن تقبلها مصر فى ظل التغيرات التى تعيشها ولن يستطيع التصدى لها سوى عقلاء مصر ومن يحبون هذا الوطن ومن خرجوا فى ثورة يناير لإنهاء الاستبداد .
وجاءت تطورات أحداث الكنيسة التى يعود تاريخها إلى 100 عاما إلى حصولها قبل أحداث الثورة على تصاريح رسمية من محافظة المنيا بشأن إجراء توسعات فى الجهة الشرقية من الكنيسة داخل مساحة أرض فضاء تابعة للمبنى، وأثناء القيام بعملية التوسع تجمهر العشرات من مسلمى القرية رافضين مثل هذه التوسعات، مطالبين كاهن الكنيسة القمص جورجى ثابت مغادرة القرية، وأكدوا أنهم سوف يقومون بهدم الكنيسة عقب صلاة الجمعة، وقاموا بنشر الخبر بالقرية بدعوة المسلمين للتجمع عقب الصلاة لإزالة الكنيسة من القرية التى لا يقبلونها، وزادت عملية نشر الخبر فى القرى المجاورة للكنيسة .
نناشد كل عاقل وكل محب لمصر وكل من شارك فى ثورة 25 يناير التصدي لهؤلاء الغوغائية الذين لا ينتمون لهذا الوطن ولا يشعرون بقيمته ولا يعرفون القيم الحقيقية للدين الإسلامى الذى يحث على مبادئ التسامح وحماية الآخر، وقال فى حديثة الشريف: ” من أذى ذميا فقد أذانى”، ونؤكد أن مصر تمر بمرحلة خطيرة تحاول فيها التيارات الدينية السياسية الممولة من الخارج السيطرة على البلاد، وفرض شريعتها التى لا تتفق مع قيم ومبادئ الأديان أو حقوق الإنسان أو الدولة العصرية الحديثة، وما يحدث فى قنا وأبو المطامير بالبحيرة خير دليل على مخطط يستهدف بلادنا وإثارة الفتنة الطائفية التى هى الطريق الأسهل لتدمير إنجازات ثورة 25 يناير .