أصدرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية التقرير ربع السنوي حول حرية الدين والمعتقد في مصر, الذي يتناول التطورات خلال شهور أبريل ومايو ويونية من العام الجاري.
ست حالات
يقدم التقرير توثيقا لست حالات من العنف الطائفي بين مسلمين ومسيحيين وقعت خلال فترة الرصد شهدتها محافظات الجيزة والإسكندرية والغربية والدقهلية وبني سويف وقنا. وقد بدأت أربعة من تلك الحوادث كمشاجرات فردية قبل أن تتطور سريعا إلي مواجهات طائفية, في حين تسببت علاقة عاطفية بين مسيحية ومسلم في الاشتباكات التي وقعت بحي منشية السلام التابع لمركز المحلة الكبري بالغربية, ووقعت المواجهات العنيفة بين سكان عزبة بشري الشرقية التابعة لمركز الفشن ببني سويف علي خلفية إقامة المسيحيين لصلواتهم داخل مبني غير مرخص.
ارتفاع حصيلة القتلي
وأشار التقرير إلي ارتفاع حصيلة القتلي في أحداث العنف التي شهدها الربع الثاني من عام 2009, حيث يرصد مصرع مواطن مسلم في مشاجرة بحي كرموز بالإسكندرية في شهر أبريل, ومصرع قبطيين اثنين علي يد مسلمين في حادث قتل بدافع الثأر في قرية حجازة قبلي التابعة لمركز قوص بقنا, ومقتل طفل مسلم في السابعة عشر من عمره خلال الشجار الذي نشب في قرية كفر البربري بمركز ميت غمر في محافظة الدقهلية.
كما يسجل التقرير استمرار الأجهزة الأمنية في استخدام القبض العشوائي والاحتجاز غير القانوني والاعتقال بموجب قانون الطوارئ في أعقاب الأحداث الطائفية, بغرض الضغط علي طرفي النزاع ودفعهم للتهدئة أو لقبول الصلح العرفي.
وتوقف التقرير أيضا عند حكم محكمة جنايات المنيا ببراءة المتهم الوحيد بقتل قبطي في المواجهات الطائفية التي شهدتها قرية الطيبة التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا في أكتوبر 2008, وذلك بعد توقيع أسرة القتيل علي وثيقة صلح عرفي برعاية المحافظ والقيادات الأمنية والتنفيذية والنيابية في المحافظة.
ويشير التقرير إلي التفجيرين اللذين وقعا خارج مطرانية الأقباط الأرثوذكس بكنيسة الزيتون في مايو 2009, في حادث أعاد إلي الأذهان الاعتداءات التي استهدفت الكنائس المصرية خلال عقد التسعينيات, وإن لم تنجم عن التفجيرين أي خسائر في الأرواح.
حق الشعائر الدينية
ويشهد التقرير علي استمرار الأزمات المتعلقة بحق المسيحيين في إقامة شعائرهم الدينية. فإلي جانب مواجهات عزبة بشري الشرقية, يسجل التقرير قيام الأجهزة الأمنية بإغلاق مبنيين استخدمهما أقباط في إقامة الصلوات دون تصريح في كل من عزبة واصف غالي باشا بمركز العياط التابع لمحافظة أكتوبر, وقرية سبعة التابعة لمركز سمالوط بالمنيا, فضلا عن شروع الأجهزة التنفيذية والأمنية في إزالة مبني تحت الإنشاء بمدينة مطروح خشية تحويله إلي كنيسة, ويوثق التقرير أيضا قيام نيابة سمالوط بالمنيا بالتحقيق مع مواطن من قرية دبوس بدعوي إقامة شعائر دينية دون ترخيص بمنزله. ويشير التقرير كذلك إلي قيام أجهزة الأمن بحجب موقعين سلفيين علي الإنترنت, ومنع مواطن من السفر علي خلفية اعتقاله عام 2007 لاعتناقه فكر القرآنيين.
حرية الدين والمعتقد
ويتضمن التقرير – كالمعتاد – عرضا لأهم الأحكام القضائية الصادرة خلال فترة الرصد والمتصلة بحرية الدين والمعتقد. ويستعرض التقرير بشيء من التفصيل كلا من حكم محكمة القضاء الإداري بإلغاء ترخيص مجلة إبداع بدعوي نشرها قصيدة مسيئة للذات الإلهية, ثم حكم المحكمة الإدارية العليا بإعادة المجلة للصدور, وحكم محكمة القضاء الإداري برفض الاعتراف بتحول ماهر الجوهري من الإسلام إلي المسيحية, وحكم محكمة النقض بحق كاميليا لطفي في استعادة حضانة ولديها ماريو وأندرو رغم تحول والدهما إلي الإسلام.
ويقدم التقرير ملخصا بأهم التطورات السياسية, وأنشطة المجتمع المدني, والتقارير المصرية والخارجية فيما يتعلق بالشأن الديني في مصر, ومن بينها التقرير السنوي للمجلس القومي لحقوق الإنسان, والتقرير السنوي للجنة الحريات الدينية الأمريكية فيما يتعلق بالأوضاع في مصر.