مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية الثلاثاء القادم تؤكد استطلاعات جديدة للرأي في إسرائيل أنه بالرغم من تقلص الفارق بين حزبي ليكود وكاديما لمصلحة الثاني, فإن تكتل الأحزاب اليمينية والدينية المتشددة ما زال يحظي بغالبية المقاعد البرلمانية في الكنيست المقبل,مما يتيح لزعيم الليكود بنيامين نتانياهو فرصة تشكيل الحكومة الجديدة.
وبحسب آخر الاستطلاعات, فإنالليكود سيحصل علي 26 مقعدا في مقابل 23 ولكاديما فيما يواصل الحزب اليميني المتطرف إسرائيل بيتنا بقيادة أفيجدور ليبرمان الصعود إذا حاز علي 19 مقعدا, أي أكثر بثلاثة مقاعد من استطلاع الأسبوع الماضي.
أما حزب العمل بزعامة وزير الدفاع إيهود باراك فحصل علي 13 مقعدا فقط. وفي المجمل, حصلت أحزاب اليمين والمتدينين علي 66 مقعدا في مقابل 45 للوسط – اليسار, و 9 للأحزاب العربية. وأعرب 77 في المائة عن رأيهم بأن نتانياهو سيكون رئيس الحكومة المقبل في مقابل 15 في المئة رشحوا زعيمة كاديما تسيبي ليفني, و 8 في المئة فقط رشحوا باراك.
وفتحت هذه النتائج شهية ليبرمان الذي يتبني برنامجا متشددا ضد الفلسطينيين ليطالب نتانياهو بحقيبة الدفاع في الحكومة المقبلة. وقال الرجل الثاني في الحزب عوزي لنداو إن ليبرمان أجدر من باراك بهذا المنصب,وأنه في حال حصول الحزب علي نحو 20 مقعدا برلمانيا, فإن الأمر يعني أن لليبرمان الشرعية لتبوؤ المنصب الوزاري الثاني من حيث الأهمية.
وهددت أوساط ليبرمان بأن الحزب لن يكون شريكا في حكومة يسند فيها منصب وزير الدفاع لباراك في حال حصل العملعلي مقاعد أقل من تلك التي حصل عليها إسرائيل بيتنا. وأوضحت بأن الحزب لن يكتفي بحقائب وزارية ليست ذات شأن مثل حقيبة استيعاب المهاجرين, بالرغم من أن الحزب يمثل أساسا المهاجرين من الاتحاد السوفييتي الذين أعلن 51 في المئة منهم أنهم سيصوتون لهذا الحزب.
من جهتها, ذكرت أوساط قريبة من نتانياهو أنه يعتزم إسناد وزارة الدفاع لباراك. وأضافت أنه حتي في حال لم يشارك العمل في حكومة برئاسته لاعتبارات داخلية, فإن فرص تسلم ليبرمان منصب وزير الدفاع تبقي ضئيلة.
وأعلن نتانياهو أمس مجددا أنه سيعرض حقيبة وزارية مهمة علي ليبرمان في حال تكليفه تشكيل الحكومة المقبلة.
وأضاف أنه سيسعي إلي تشكيل حكومة وحدة وطنية وسيدعو جميع الأحزاب الصهيونية للانضمام إليها بداعي أن إسرائيل تواجه تحديات غير مسبوقة.
من جهته, رفض باراك طلب عدد من أعضاء الحزب الإعلان عن رفض العمل المشاركة في حكومة يكون فيها حزب إسرائيل بيتنا المتطرف طرفا فيها.
باراك أكد من جانبه أن حزبه يؤيد مواصلة البناء في القدس وفي تكتل المستوطنات الكبري التي ضمتها إسرائيل إلي غرب الجدار الفاصل الذي أقامته داخل أراضي الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وتهيمن الانتخابات الإسرائيلية علي نتائج جولة المبعوث الأمريكي الخاص إلي الشرق الأوسط جورج ميتشل المرتقبة إلي المنطقة في وقت لاحق من الشهر الحالي , وقد أعرب محللون سياسيون عن أملهم في أن تؤدي الجهود التي تبذلها الحكومة الأمريكية إلي تحقيق تقدم في عملية السلام.
وأشار الصحفي البريطاني أيان وليامز إلي أن فوز زعيم حزب الليكود بنيامين نتانياهو المتوقع في الانتخابات التشريعية المقبلة في إسرائيل, سيزيد من صعوبة الأوضاع في الشرق الأوسط, وسيكون التساؤل الأساسي حينئذ حول كيفية تعامل الحكومة الأمريكية مع حكومة نتانياهو.
وقال ##لقد أثبت ميتشل أنه يتعامل مع الأمور بحيادية, إلا أنه يعمل في ظروف صعبة جدا, لقد عززت العملية العسكرية في قطاع غزة موقف حماس, هذا بالإضافة إلي أن فوز زعيم حزب الليكود بنيامين نتانياهو المرتقب في إسرائيل سيزيد النزعة العسكرية بين الإسرائيليين. إن نتانياهو يرفض القبول بإقامة دولة فلسطينية كما أنه يعد بتوسيع المستوطنات.##