الكاتب الافريقى , الثقافه الافريقية, الأدب الافريقى … السينما الافريقة , المسرح الافريقى , أهميه الموروث الشعبى فى معالجة قضايا المجتمع الافريقى المعاصر , العولمة والثقافات الافريقية , مستقبل و آفاق التعاون الثقافى و الاعلامى بين دول حوض النيل , قضايا الهوية فى افريقيا …
هذة المحاور وغيرها كانت محل نقاش المؤتمر الدولى ” تفاعل الثقافات الافريقيه فى عصر العولمه ” بالمجلس الاعلى للثقافه , والذى شارك فيه عديد من الاقلام المصريه والافريقيه منها على سبيل المثال لا الحصر : الدكتور جابر عصفور , الكاتب والصحفى الكبير صلاح عيسى , د . حسام عطا , د . كوثر هيكل , د ز سيد فليفل , ساليسو بالا , توماس فاندر فالت … وغيرهم
فى البدايه يقرر الدكتور جابر عصفور رئيس المركز القومى للترجمه انة من الطبيعى ان يقود الحوار الثقافى الى موضوع ” الهوية الثقافيه ” , وان يشتدالنقاش حولها , وان ينقسم المناقشون الى اكثر من فريق , اهمهم إثنان , المطالبون بحماية الهوية الثقافيه , والحفاظ عليها من المخاطر التى تهددها , كى تبقى صافية نقيه بعيده عن العواصف التى أخذت تناوشها وتقتحم وجودها الصافى , مره بإسم الاستعمار وثانيه بإسم العولمه , وثالثه بإسم الانجلوفونيه والفرانكوفونيه التى جعلت اصدقاءنا المغاربه يتحدثون عن المخاطر التى تواجه الهويه العربيه , وضروره حمايتها من غزو الفرانكوفونيه وما يوازيها من نزاعات محليه اما زيغيه او بربريه , وكان يقابل هؤلاء بالدفاع عن الهويه الثقافيه العربيه حقاً , لكن دون ان يدفعنا الخوف عليها الى الانغلاق او تصويرها على انها نسق مغلق , غير قابل للانفتاح او التغير . ولا أزال أنتسب الى الفريق الثانى الذى يتصور ان الهويه الثقافيه لأى شعب هى هويه متغيره بالضروره , لا تعرف الثبات ما ظل تاريخها يمر بمراحل من التحول والتغير اللذين ينتجان عن عوامل محليه وعالميه فى آن .
مقومات الهوية الوطنية
يرى الباحث والكاتب الصحفى الكبير صلاح عيسى أن الهويه الوطنيه قيمه ماديه ومعنويه يعتز بإمتلاكها الافراد والجماعات من الشعوب والامم كافة , يحرصون على إعلانها فى المناسبات الطيبه , كما يبرزها الاخرون عنهم فى المناسبات غير الطيبه
والهويه الوطنيه محصله لمجموعه مقومات من اهمها :
– أرض تحتوى على مواد تكفل الحياة المستقرة الرغدة لمجموع البشر المستوطنين لها .
– حضاره ناتجه عن التفاعل البشرى مع الارض فى الجوانب الماديه كالسكن والإنتاج والخدمات والنظم المختلفه
– ثقافه , هى منتج بشرى غير مادى للحضاره فى مجالات اللغه والعلم والفن
– إنخراط وتفاعل إيجابى داخلى بين افراد المجتمع او الوطن
– إحتكاك وعلاقات الكيان الداخلى مع الأوطان الاخرى يكون من شأنها إبراز التميز الوطنى
نحو تراث ثقافى مستدام للشباب :
يقول توماس فاندر فالت : يرث كل البشر الثقافه , فهى حتى تكون مستدامه يجب ان يفسرها جيل للذى يليه ويورثها له . الثقافه كلمه تشير الى أسلوب حياة مجموعه من الناس , وتنطوى على معتقداتهم , وقيمهم , وعاداتهم , و أزيائهم , ورموزهم وشفراتهم الخاصه . تنتقل الثقافه من الآباء الى الأبناء , ولكنها لا تبقى كما هى , بل تتغير , إذ يضيف إليها كل جيل تجربته فى الحياة .
أما التراث , فهو أكثر تنوعاً فى أشكاله , من تراث شخصى يتمثل فى مماسات وتقاليد تنتقل من جيل الى جيل , وتنتقل ايضا داخل العائله الواحده , والمجتمع الواحد , والسياق المكانى الواحد ( مثال : ثقافه الزولو التى تقبل الزيجات التعدديه )
والشعوب ايضاً تراث قومى , فمن ولد فى جنوب افريقيا صاحب تراث جنوب افريقى , ومن ولد فى القاره الافريقيه كان لة تراث افريقى . هناك نوع آخر من التراث وهو تراث البلاد الطبيعى ( من سمات بيئيه تحفل بها مواقع التراث العالمى الطبيعيه مثلاً ) , وتراثها الثقافى ( مثل جزر روبين المدرجه ضمن التراث العالمى ). على ان المرء لا يولد بثقافه ما , بل يتعلمها من الاسره , والمدرسه , والدين , والاعلام , والحكومه , اى السياق الذى يعيش فيه . ويطلق على جنوب افريقيا انها ” أمه قوس قزح ” نظراً الى تعدد ممارساتها الثقافيه وتنوعها عرقياً , ودينياً , ولغوياً , فأن يكون المرء جنوب افريقى قد يعنى انة ايضاً زولو , او كهويسان , او هندوسى , او مسلم , او افريكانى …. كل تلك السمات تجتمع فى الجنوب افريقى وتشكل مجتمعه هويه جنوب افريقيا وثقافتها.
==
س.س
ديسمبر 2010