مازال هناك من يراهنون علي أن مستقبل مصر بخير وأن تماسك نسيجه هو عامود قيامه وصموده وأن أطفال اليوم هم حائط الصد غدا وأنه لطالما همشت الأسرة والمدرسة ملف التسامح والديموقراطية وقبول الآخر فإننا نحتاج إلي تدخل واع علي الهدف تحديدا قبل أن يضيع عمدا او جهلا.
##تعيشي يا بلدي..## تحت هذا الشعار أقامت جمعية المشرق للتنمية والسكان بقنا ومركز التنوير للتنمية وحقوق الإنسان بالجيزة بالتعاون مع وزارة الثقافة بمحافظة قنا احتفالية كبيرة أحياها مجموعة من الطلبة وفرق الموسيقي في المدارس التي تنفذ فيها أنشطة المشروع وامتدت الاحتفالية لمدة أربع ساعات وتأتي هذه الاحتفالية في إطار أنشطة مشروع ##تعزيز قيم التسامح والديموقراطية## ويستغرق هذا المشروع عامين, يمتد نشاطه ليشمل أربع محافظات القاهرة والجيزة وأسيوط وقنا.
قال سعد فاروق مدير فرع قصر الثقافة بقنا الذي استضاف الاحتفالية إنه يرحب بمثل هذه الأنشطة التي تقدم بأساليب غير تقليدية والتي يؤديها الطلبة وهم يشعرون بمنتهي الحب ويعبرون فيها عن الوحدة الوطنية وأن الوطن واحد بمسلميه وأقباطه ورحب بوفد مركز التنوير وقدم له الشكر علي فكرة المشروع الجيدة والذي نحتاجه في معظم محافظات مصر وليس في عدد محدود منها, وأكد علي استعداده لتقديم مزيد من التعاون والدعم لمركز التنوير ومؤسسة المشرق في تنفيذ العديد من الأنشطة وبدعم من وزارة الثقافة في محافظة قنا.
نواة المشروع 75 طالبا يمثلون 5 مدارس في نطاق المشروع والأهم هو مشاركة عدد كبير من أولياء الأمور والمدرسين وأعضاء الأجهزة المحلية وعدد كبير من أئمة المساجد والكنائس جنبا إلي جنب فبلغ الحضور أكثر من 600 شخص في مظهر حضاري جدا نحتاجه الآن.. والأهم أن يصبح كل منهم سفيرا لوحدة شعب مصر أيا كان موقعه في المجتمع.
أعرب هاني أبو القمصان مدير مركز التنوير للتنمية وحقوق الإنسان في كلمته أنه يري أن هدف المشروع يتحقق ويحقق نتائج مبهرة أكثر مما نتوقع لأنه سوف نسمع جميعا نسيج الوحدة الوطنية يتحقق من خلال الأجيال الحديثة والنشء الجميل فاليوم هذا الكلام لا يتردد علي ألسنة الكبار وإنما من أجيال المستقبل وهذا هو ما ننتظره من الغد ليكون مشرقا علي المجتمع المصري.
وأشار هاني أبو القمصان إلي أن من الضروري أن يعلم المجتمع بأننا جميعا نعمل علي مناهضة الفتنة الطائفية ونبذ العنف وأن الجميع يعيش في إطار المواطنة الصحيحة في مجتمعنا.
شملت فعاليات الحفل فقرات غنائية وشعرية كلها وطنية وتعبر وتؤكد علي رفض الفتنة ونبذ العنف وتحقيق الوحدة الوطنية وتقديم جوائز للطلبة إلي جانب الصور التذكارية مع فريق العمل ومعرض أقامه الطلبة من خلال أنشطتهم. يعبر بطرق متعددة عن نبذ العنف وتفكك المجتمع.
من الإيجابي أن هذه الحملة لم تبدأ بالقاهرة وإنما انطلقت في قنا من صعيد مصر مما يعطي مؤشرا إيجابيا بأننا لن نهتم فقط بتجميل الظاهر وإهمال الباطن الذي ينفجر في وقت لا نتوقعه.