يسعي الآباء والأمهات دائما إلي أن يكون طفلهم اجتماعيا يتحدث مع الجميع كبار وصغار دون أن يخاف أو ينطوي أو ينغلق علي نفسه,ولكن ينتاب الآباء والأمهات المخاوف علي أطفالهم خاصة في الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال بمفردهم كالحضانة أو المدرسة أو الشارع…إلخ ويقعون في حيرة:هل يتركوا الأطفال يتعاملون بطبيعتهم مع جميع الناس الذين يقابلوهم,أم أنهم ينبهون عليهم إلا يتحدثوا مع أي شخص غريب عنهم,وليس من الأقارب أو الأصدقاء؟: ويتساءلون الأهالي:كيف يتعامل أطفالنا مع الغرباء دون تعرضهم للمخاطر؟!
عن هذا الموضوع تحدثنا مع الدكتور علي السيد سليمان أستاذ علم النفس والإرشاد النفسي بجامعة القاهرة,وقال إن الآباء والأمهات حينما يخافون علي أبنائهم بشكل مبالغ فيه يصل إلي حدالفوبيا,فهم بذلك يسرقون من أبنائهم الثقة بالنفس والجرأة ويفقدونهم الشجاعة,ولكن هذا لا يعني عدم تحذيرهم أو تقديم تعليمات واضحة لهم في هذا الشأن بالأخص مع وجود مشاكل حقيقية واستغلال للأطفال بطرق شتي في وقتنا الحالي.
أضاف د.علي أن البداية تكون بترسيخ بعض المبادئ في كيفية تعامل الطفل مع الغرباء سواء في المنزل أو الشارع أو المدرسة…إلخ وعلي سبيل المثال الأشخاص الغرباء علي الطفل حينما يأتون إلي المنزل,وبالرغم من أنهم قد يكونوا أصدقاء للأسرة إلا أنه يجب أن يؤكد الآباء والأمهات علي أبنائهم علي بعض الأشياء,من أبرزها أن يدخل الطفل ويقوم بتحية الضيوف ويجلس معهم قليلا,ثم يعود لحجرته مرة أخري,ويجب التأكيد علي الطفل ألا يجلس عليأرجلأحد هؤلاء الضيوف,وألا يسمح للضيف أن يحتضنه بقوة…وبذلك نكون قد علمنا الطفل التعامل مع الأشخاص الغرباء عليه داخل المنزل بشكل فيه حدود معينة يجب ألا يتخطاها الطفل,ونحن بذلك نحميه من اللمسات غير السوية من الكبار أو التحرش به.
وبالنسبة للأشخاص الغرباء حين يأتون للحديث مع الطفل في الشارع يجب ألا يخاف الطفل منهم,بل عندما يسأله أحد عن شئ يجيبه الطفل شرط أن يكون علي بعد مسافة لا تقل عن متر,ويتحدث بشجاعة وصوت قوي,وإذا وجد الطفل أن هذا الشخص يتصرف بشكل غير مفهوم أو يدعو للريبة عليه أن يذهب ويتركه فورا ولا يتحدث معه مطلقا,أو يستغيث بالمحيطين به.
يوضح د.علي أنه علي الوالدين التأكيد علي أبنائهم بعدم أخذ أي شئ سواء حلوي أو لعبة من أي شخص في الشارع لا يعرفه جيدا وليس من أقاربه أو أصدقائه…وأن يقول الطفل لهمأنا لا آخذ حاجة من أحد…ولكن علي الوالدين أن يقولوا للطفل هذه التعليمات دون تخويف مبالغ فيه.قد يؤثر عليه بالاضطرابات النفسية وقد يؤثر علي التحصيل الدراسي للطفل….وهنا يبدأ الأهل يصرخون دون أن يعلموا أن خوفهم الزائد علي أطفالهم والترهيب الزائد عن الحد أيضا هما أهم الأسباب وراء مشاكل تحصيلهم الدراسي.
فإذا علمنا أطفالنا كيفية التعامل مع الغرباء ولكن بحذر كما أشارنا فنحن بذلك نخلق لديهم الجرأة والمبادرة والثقة بالنفس في المواقف المختلفة.
واتفقت الدكتورة إيمان جلال أستاذة علم الاجتماع بكلية الآداب-جامعة حلوان مع الرأي السابق وأضافت أنه يجب علي الوالدين أن يتابعوا أطفالهم بمجرد خروجهم من المنزل وذهابهم للحضانة,وذلك من خلال المشرفين والمدرسات بالحضانة والتحدث اليومي مع الطفل عما حدث خلال يومه في الحضانة ومن هنا نستطيع تحذره عن بعض الأشخاص إذا وجدت أنهم يتصرفون بشكل سلبي.
وأكدت د.إيمان أن الحذر عند الطفل من الغرباء لا يعني تقييد حريته وانطلاقه,واكتشافه للعالم من حوله…بل هي مجرد تعليمات بسيطة يتبعها الطفل حتي لا يتعرض للخطر من قبل بعض الأشخاص الغرباء عليه,مما قد يسبب له مشاكل نفسية كبيرة.