جاء الاهتمام بتسجيل 800 حديقة نباتية علي مستوي العالم – لكونها تعد مؤسسات علمية نباتية تضم العديد من الأنواع المختلفة والنادرة لتساهم في إثراء الحياة النباتية علي وجه الأرض – منها أربع حدائق بمصر الأورمان – جزيرة النباتات بأسوان – قصر القبة – أنطوتيادس – الورد ورغم تبعيتها لمعهد بحوث البساتين كمعهد علمي متخصص به قسم خاص ببحوث الحدائق النباتية منوط بالإشراف علي هذه الحدائق طبقا للقرار الجمهوري رقم 112 لسنة 1986 إلا أن القسم لم يقم بدوره في الإشراف علي هذه الحدائق للحفاظ علي ذلك التراث النباتي!!
وها نحن أمام نموذج يستدل منه علي حال ما وصلت إليه الحدائق النباتية من تدهور وهي حديقة الورد بالإسكندرية – التي يرجع تاريخ إنشائها إلي أكثر من 80 عاما علي يد المهندس الفرنسي ديشون عام 1928 بمساحة خمسة أفدنة – التي طالتها يد الإهمال لتظل سنوات عديدة دون عناية أو اهتمام رغم كونها تحفة فنية تضم أكثر من 30 صنفا مصممة علي هيئة مدرجات علي أربعة مستويات. فما هي الأسباب التي أدت بالحديقة إلي هذا الوضع؟! وما مدي إمكانية استعادتها مرة أخري؟!
يقول دكتور هشام الطيب, مدير عام حدائق أنطونيادس والنزهة والورد بالإسكندرية, بأنه يتم حاليا تطوير شامل لحديقة الورد في محاولة لإحيكها وتطويرها مرة أخري بالتعاون مع هيئة الآثار بالإسكندرية ممثلة في المتحف اليوناني الروماني لترميم تمثال عروس النيل الذي تم انفصال رأسه علي جسمه, أيضا يتم إعادة تشكيل وبناء البرجولات – المحيطة بالحديقة من الخارج بالطوب الوردي بدلا من الأعمدة الأسمنتية والأسقف الخشبية كذلك السعي للتواصل مع منتجي ومصدري أشجار الزينة في مصر وقسم بحوث الحدائق النباتية بمعهد بحوث البساتين المعني بمهمة تبادل النباتات بين الحدائق العالمية وذلك للحصول علي الأصناف المتاحة من الورود البلدية لاقتناء 300 نوع من الورود جاري تعريفها بالاسم العلمي حتي يتم إعادة رونق الحديقة والحياة إليها من جديد,مع مراعاة تطوير المرافق والخدمات العامة من تطوير دورات المياه وتغيير الكراسي الأسمنتية بأخري خشبية أسفل البرجولات لإعطاء شكل جمالي أفضل.
وعن إمكانية ترميم تمثال عروس النيل ذكر الدكتور أحمد عبدالفتاح, مستشار المجلس الأعلي للآثار بالإسكندرية, بأن تمثال عروس النيل الذي قام بعمله الناحت الروسي اسكاروفيتش كليوزبل عام 1933 يعد تحفة فنية غاية في الروعة فبمجرد النظرة للتعبير المرسوم علي وجه تلك الفتاة المصرية الواقفة علي ركبتيها وهي تسجد كي تلقي نفسها بالنيل وعلي وجهها ملامح خفيفة للابتسامة نجدها وكأنها عروس تنتظر إتمام مراسم زواجها.
لذلك عند إخطارنا بحالة التمثال وما وصل إليه من حالة سيئة قامت أميرة أبوبكر, مديرة عام الترميم بالمحافظة, باختيار المرمم الفنان فؤاد زكريا عبدالملك لتوليه هذه المهمة باعتباره متخصصا في النحت ولديه خبرة علي استيعاب الأعمال الفنية الرفعية المستوي,علي أن يتم فور الانتهاء من عملية ترميمه وضع سياج حديدي علي التمثال للحفاظ عليه من السلوكيات الخاطئة تجاهه.