يشهد عدد من الدول العربية مظاهرات حاشدة واعتصامات مطالبة بإجراء تغييرات سياسية واضحة وملموسة…وعلي الصعيد الليبي مازالت اشتباكات عنيفة دائرة بين الكتائب الموالية للقذافي والثوار.
وقالت المعارضة الليبية إنها مستعدة للتقيد بوقف لإطلاق النار إذا توقف نظام الزعيم الليبي معمر القذافي عن مهاجمة المدن التي يسيطر عليها المعارضون.
وقال مصطفي عبد الجليل, رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض , عقب محادثات عقدها في مدينة بنغازي مع عبدالإله الخطيب مبعوث الأمم المتحدة إلي ليبيا, إن شرط المعارضة للقبول بوقف إطلاق النار الذي تطالب به المنظمة الدولية هو ##أن تنسحب كتائب وقوات القذافي من المدن الليبية وأن تتاح للشعب الليبي حرية الاختيار.##
ورفض عبد الجليل أية شروط من قبل نظام القذافي لأن ذلك يعني تقسيما لليبيا وهو ما يرفضه المجلس.
وأكد علي أن هدف المعارضة النهائي هو الإطاحة بالقذافي, إذ قال: ##هدفنا تحرير البلاد وبسط سيادتنا علي كامل التراب الليبي بما فيها العاصمة طرابلس.##
من جانبه, قال الخطيب عقب الاجتماع إنه ناقش موضوع وقف إطلاق النار مع زعماء المعارضة, وأن ##هدفنا الرئيسي هو تحقيق وقف لإطلاق النار قابل للاستمرار.##
يذكر أن القوي الغربية تميل بشكل متزايد إلي التوصل الي حل سياسي للأزمة الليبية, فقد قال وزير الخارجية ألمانيا جويدو فيسترفيله في بيجنج إن الأزمة الليبية لا يمكن أن تحل بالسبل العسكرية ودعا إلي وقف إطلاق النار بين الجانبين المتقاتلين.
وتتوالي دراما تمثيل ليبيا في الأمم المتحدة مع انشقاق اثنين من المسئولين خلال أقل من 24 ساعة, إذ ما أن أعلن وزير الخارجية الليبي, موسي كوسا استقالته من منصبه ومغادرته إلي لندن, حتي أعلن مسئول آخر انشقاقه عن النظام الليبي.
أما المنشق الجديد عن النظام, فهو وزير الخارجية الليبي السابق, علي عبدالسلام التريكي, الذي كان الزعيم الليبي معمر القذافي قد عينه في وقت سابق من شهر مارس الماضي مندوبا لليبيا في الأمم المتحدة.
وكان ينتظر أن يحل التريكي, الذي خدم مؤخرا كرئيس للجمعية العمومية للأمم المتحدة, محل المندوب الليبي في المنظمة الأممية, عبدالرحمن محمد شلقم, غير أنه لم يصل إلي نيويورك.
من ناحية أخري قال نشطاء إن احتجاجات اندلعت الجمعة ضد حكم البعث في ثلاث مدن سورية كبري بعد يومين من خطاب الرئيس بشار الأسد الذي وصف فيه الاحتجاجات المطالبة بالحرية بأنها مؤامرة خارجية.
وأضافوا أن المئات خرجوا إلي الشوارع في أنحاء دمشق حيث أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع في ضاحية الدوما وفي مدينتي اللاذقية وبانياس الساحليتين.
وعلي جانب آخر تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين يوم الجمعة في تظاهرات حاشدة ما بين مؤيد ومعارض للرئيس علي عبدالله صالح.
فقد احتشد مئات الآلاف في ميدان التحرير تأييدا للرئيس في إطار ما سمي بجمعة الإخاء, فيما احتشد مئات الآلاف بساحة التغيير في إطار ما أسماها المعتصمون بجمعة الخلاص.
ويأتي ذلك وسط مخاوف من اندلاع أعمال عنف بعد ورود أنباء تتحدث عن تسليح عدد كبير من المواطنين من قبل السلطة وسط اتهامات من المعارضة للسلطة بتسليح المواطنين.
وانتشرت قوات مكافحة الشغب في كل الطرق المؤدية لدار الرئاسة تحسبا لأي زحف قد يقدم عليه المعتصمون.
وقال أحد أعضاء اللجنة المشرفة علي الاعتصام المناوئ للرئيس صالح ##بدأنا بالتصعيد من خلال تنظيم مسيرات حول الاعتصام القائم نفسه وفي أماكن قريبة من هذا التجمع أيضا##.
وشدد علي أن المعتصمين لا يريدون ##حدوث صدام مع أنصار الرئيس الذين من الممكن أن يكونوا مسلحين##, مشيرا إلي أن صالح ##يمثل نفسه حاليا وأنصاره يأتون للتظاهر مقابل مبالغ مالية##.