يعد قصر الأمير بشتاك أحد القصور المملوكية النادرة الذي يشغل مكانا متميزا فهو يقابل المدرسة الكاميلية وخانقاة الظاهر برقوق وسبيل وكتاب عبدالرحمن كتخدا,كما أنه يطل بواجهته الرئيسية علي شارع المعز لدين الله الفاطمي, وقد أنشئ هذا القصر الأمير سيف الدين بشتاك الناصري علي أطلال القصر الشرقي الفاطمي ثم انتقل بعده إلي كثير من الملاك وامتدت إليه يد الإهمال حتي آل إلي الاندثار, ورغم ذلك فإن الأجزاء المتبقية منه تنبئ عما كان عليه هذا القصر من فخامة وجمال ولأهمية هذا الأثر التقت وطني عددا من المسئولين لإلقاء الضوء علي مشروع الترميم الذي من المقرر الانتهاء منه هذا العام.
قال محمد الرشيد المشرف الفني علي مشروع القاهرة التاريخية: إن قصر الأمير بشتاك عاني الكثير من التعديات بسبب الأهالي الذين استأجروا الجناح الشرقي من القصر وسكنوا فيه, بالإضافة إلي اختفاء واجهته خلف الدكاكين والحوانيت, كما تركزت أهم المشكلات الإنشائية للقصر في الشروخ الكبيرة في القاعة. هذا إلي جانب التدهور الكبير للأكتاف الحاملة للمحلات مما أدي إلي تهديد السلامة الإنشائية للواجهة بالكامل.
أشار الرشيد إلي أن أعمال الترميم شملت تدعيم الأساسات وحقن الحوائط وعزلها أفقيا لمعالجة تأثيرات الرطوبة,كما تم عمل تهوية بالدور الأرضي لضمان عدم تكاثف بخار الماء علي الحوائط بالإضافة إلي تزرير الشروخ وعلاج الأكتاف الحجرية وتربيطها بأسياخ من الحديد المجلفن غير القابل للصدأ لضمان تحقيق أقصي كفاءة إنشائية هذا إلي جانب تدعيم جميع العناصر الزخرفية بالقصر.
ومن جانبه قال رجائي حسين مدير عام منطقة الجمالية للآثار الإسلامية والقبطية: إن العمارة الخارجية لهذا القصر تتكون من ثلاث واجهات الأولي تطل علي شارع المعز لدين الله والثانية يشغلها المدخل الحالي للأثر وتطل علي درب قرمز والثالثة تطل علي حارة بيت القاضي وكان يشغلها المدخل الرئيسي للأثر إلا أنه تم إغلاقه.
ذكر حسين أن الواجهة الرئيسية ليست علي استقامة واحدة حيث تشتمل علي جزءين أحدهما بارز ويشغله الآن ثلاثة محلات والآخر غائر ويتوسطه مدخل يؤدي إلي مسجد الفجل الملحق لهذا القصر, أما العمارة الداخلية للقصر تتكون من ثلاثة طوابق أولها الأرضي وهو عبارة عن فناء مكشوف علي يسار الداخل إلي القصر يوجد به الاسطبل وهو عبارة عن قاعة مستطيلة لإقامة القائمين علي الخدمة بها غرفة مخصصة لوضع احتياجات الاسطبل,وعلي يمين الداخل إلي القصر يوجد الدرج المؤدي إلي الطابق الثاني الذي يشغله القاعة الرئيسية للقصر, وتعرف بقاعة الاحتفالات أو قاعة السلاملك وملحق بهذه القاعة عدة غرف, أما الطابق الثالث للقصر فكان تشغله قاعة الحريم الحرملك التي تطل علي القاعة الرئيسية للقصر بأحجبة يجلس خلفها الحريم.
أضاف مصلح رجب مدير آثار شارع المعز: أن قصر الأمير بشتاك بناه الأمير سيف الدين بشتاك الناصري في عام 735هـ – 1334م وهو أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون الذي ترقي المناصب حتي وصل إلي رتبة أمير, وبعد وفاة الناصر قبض عليه واعتقل بالإسكندرية ثم قتل في عام 742هـ – 1341م ودفن بتربة مسنجر الجاولي وكان له إنشاءات عظيمة منها مسجده الكبير الذي أقامه علي الحافة الغربية لبركة الفيل.