تستحوذ الأوضاع الأمنية في سيناء والحدود المصرية الإسرائيلية علي اهتمام الساسة والخبراء العسكريين نظرا لخطورة تأثير ما شهدته ايلات الإسرائيلية من مقتل عدة إسرائيليين ثم سقوط جنود مصريين بنيران إسرائيلية وهو ما ساعد علي توتر العلاقات المصرية الإسرائيلية , ولكن الاتصالات العاجلة التي تمت بين الجانبين المصري والإسرائيلي برعاية أمريكية ساهمت في تهدئة الأوضاع لحين الانتهاء من التحقيقات لمعرفة أسباب سقوط جنود مصريين بنيران إسرائيلية, هذا وقد تسلمت الحكومة المصرية مسودة أولية من التحقيقات التي قامت بها إسرائيل بشأن هذا الحادث.
كذلك ظهرت بوادر عملية تمشيط كبيرة سيقوم بها الجيش المصري بشأن هدم الأنفاق التي تربط رفح المصرية بغزة لمنع التهريب خاصة وأن هذه الانفاق كانت مثار اتهام من جانب الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية واعتبارها سببا لتسليح حركة حماس وعدد من الحركات الإسلامية الجهادية في الأراضي الفلسطينية, وهو ما يؤدي إلي توتر الحدود المصرية الإسرائيلية, إلي جانب أن الطبيعة الجغرافية لسيناء تساهم في قيام عدد من المتطرفين بالتدريب والقيام بعمليات إرهابية استغلالا لحالة الفراغ الأمني وعدم وجود قوات مسلحة يمكنها الردع.
وأعلن يعقوب عميدرور رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي استعداد إسرائيل لإجراء تحقيق مشترك مع مصر حول ظروف العملية الإرهابية التي وقعت شمال إيلات الأسبوع الماضي, وأن تفاصيل هذا التحقيق سيتم تحديدها بالتنسيق بين جيشي البلدين.
وقال إيلي أفيجدار المحلل السياسي والخبير في شئون الشرق الأوسط:هناك تغيرات في الميدان السياسي في مصر, والجميع يستوعبون ويتابعون التغيرات الجارية والتي ستحصل في المستقبل في مصر, ولكن لن تحدث تغييرات في معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية, فالسلام هو خيار استراتيجي, وليس لنظام حسني مبارك فحسب.
ونقلت مجلة ##الإيكونوميست## البريطانية تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن إسرائيل ستوافق علي نشر المزيد من الجنود المصريين في شبه جزيرة سيناء, وأن الوحدات الجديدة التي سيجري نشرها في سيناء, ستكون مجهزة بمروحيات وبمدرعات إضافية.
وبالتزامن مع تصريحات باراك نقلت عدة صحف عربية خطة يجري التنفيذ لها خلال الفترة المقبلة تؤكد أن الأيام القريبة القادمة ستشهد حملة عسكرية مصرية ضخمة ستكون الأولي من نوعها لتدمير كافة أنفاق التهريب في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة , وقال اللواء محمد فريد خميس حجازي قائد الجيش الثاني الميداني خلال اجتماعه مع مشايخ ووجهاء القبائل في شمال سيناء إن القوات المسلحة المصرية اتخذت قرارا لا رجعة فيه بتدمير كافة الأنفاق , ويهدف القرار إلي منع تسلل عناصر من الجماعات المتطرفة عبر الأنفاق إلي سيناء للقيام بعمليات إرهابية .