سفراء يطالبون بفتح باب الحوار.. ولجنة الحكماء
يرجع السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية
الأسباب التي أدت إلي حدوث الأعمال الإرهابية إلي البيئة والتنشئة الاجتماعية التي نشأ وتربي فيها هذه النوعية من الأشخاص علي الفهم الخاطئ لأصول الدين الذي أدي بهم إلي التطرف المرفوض الذي يسئ للنسيج القومي لمصر, فهم مجموعة خاضعة لتأثيرات مختلفة تجعلهم يلجأون لمثل هذه الأعمال ويسيطر عليهم فكر منحرف يدفعهم إلي اللجوء إلي أعمال عنف بغض النظر عما سوف ينتج عنه من خراب ودمار.
فمن حق كل إنسان أن يختار دينه ويعبد ربه بالطريقة التي تروقه, لذلك من الضروري أن تقوم وزارة التربية والتعليم بوضع المناهج التي تقرب بين المواطنين وتحض علي بث روح التعاون والإخاء والسلام وقبول الآخر.
لذلك أري من المهم جدا تغيير ثقافة الأهالي الذين من جانبهم يقع عليهم عبء كبير في تغيير توجه أطفالهم وتنشئتهم علي حب وقبول الآخر واحترام دينه, حتي لا ينشأ لدينا أجيال تعاني من فقدان السلام.
وعلي الجانب الآخر أكد السفير محمد شاكر أهمية مواجهة هذه الأحداث الإجرامية وعلاجها والنظر بعين الاعتبارات لمشاكل الإخوة المسيحيين سواء كانت خاصة ببناء الكنائس فلابد من تسهيل وتبسيط كافة الإجراءات اللازمة لذلك فهي من الأمور التي تساعد علي تهدئة النفوس.
وأضاف السفير قام المجلس المصري بإصدار بيان عقب أحداث الاعتداء علي كنيسة القديسين بالإسكندرية يدين فيه هذا الاعتداء علي مقدساتنا ويطالب بضرورة دراسة الأسباب المختلفة وراء مثل هذه الاعتداءات ومواجهة حاسمة تردع كل من تسول له نفسه لارتكاب مثل هذه الأعمال المشينة.
ويدعو المجلس عناصر الأمة المصرية إلي التيقظ لمثل هذه المخططات المشبوهة والتي تستغل لإثارة الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد والإضرار المتعمد بالصورة الحضارية لمصر في الخارج.
ويعتقد المجلس أن الحادث الإجرامي يؤكد من جديد ضرورة مراجعة المصادر التي يمكن أن تنال من الوحدة الوطنية ونعني بها تحديدا الخطاب الديني والإعلامي, والمناهج الدراسية وإزالة الثغرات التي يمكن أن تثير مشاعر التمييز.
ويقول السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية سابقا ومدير تحرير مجلة الدبلوماسي بوزارة الخارجية: يتسم هذا النوع من أعمال العنف بالتآمر والأسلوب الوحشي خاصة أنه تم في توقيتات تقل فيها الحركة ويكثر فيها أعداد الإخوة المسيحيين حيث يؤدون شعائر وصلوات ليلة رأس السنة الميلادية بالكنائس, ويصبح من الصعوبة تقديم حماية كاملة بنسبة 100% حيث إن هذه الانفجارات تمت خارج المباني والمنشآت لذلك كان من المفروض أن تكون هناك حراسة مشددة خاصة أمام أماكن العبادة في هذه المناسبات التي يتردد فيها أعداد كبيرة من المواطنين المسيحيين علي الكنائس, فهناك بعض الدول التي تقوم بوضع كاميرات للمراقبة حتي تستطيع أن ترصد مثل هذه النوعية من الانفجارات إلا أنها أحيانا تفشل في ملاحقة الجناة قبل حدوث الحادث.
ويؤكد السفير رخا بأن المدبرين لهذا الحادث استغلوا فرصة وجود حالة من مناخ التوتر السياسي خاصة بعد معركة الانتخابات الأخيرة وحدوث العديد من المشاكل والقضايا التي يعاني منها الشعب مع وجود بعض المطالب لفئات معينة من المواطنين, وعدم الاستقرار سنح لمثل هؤلاء المدبرين باستغلال هذه الظروف لإحداث جريمتهم البشعة.
ومن المتعارف عليه أن مصر مهد للحضارة والأديان ومن حق كل واحد علي أرضها أن يقدم عبادته لربه بطريقته الخاصة بدون التأثير عليه من طرف آخر, فلا العرف ولا العادات ولاالتقاليد التي تربينا ونشأنا عليها تسمح بأن يصل التطاول إلي أماكن العبادة وعلي المترددين عليها وهذا يدلل علي تجمع عناصرسيئة عديدة تسعي إلي الدمار والخراب الذي سيجنيه طرفي الأمة ككل.
وأضاف السفير للحد من هذه الكوارث لابد من فتح باب الحوار والانفتاح بين المسلمين والمسيحيين وهو ما يدعو إليه فضيلة الإمام شيخ الأزهر د. أحمد الطيب بإنشاء لجنة حكماء تضم نخبة من الإخوة القساوسة والشيوخ بالإضافة إلي مجموعة أخري من المفكرين العقلاء من الطرفين, وعلي المستوي السياسي والاجتماعي لابد من خلق حوار دائم لتجنب هذه الأحداث خاصة أن المستهدف أن يكون هناك رد فعل عدواني وتتم اشتباكات بين عنصري الأمة ويختلط الحائل بالنابل ويصبح من الصعوبة السيطرة علي الموقف, فلابد من مشاركة الأقباط في احتفالاتهم بعيد الميلاد فكلنا مصريون تجمعنا أرضا واحدة حتي إذا اختلفت ديانتنا.
وعلي الجانب الآخر من الأهمية وضع المطالب البسيطة للإخوة الأقباط محل الاعتبار فهي مطالب مقبولة ولا تسبب أي ضرر أو تؤثر سلبا في مجتمعنا وإنما سوف تعمل علي نشر جو الهدوء والتسامح بين المواطنين بدلا من المناقشات الحادة التي ينجم عنها مشاكل كبيرة نحن غني عنها, فبناء الكنائس وإصلاحها وإضافة بعض التجديدات عليها أمر لا يستحق التأخير أو التطويل.
كذلك المطالبة بإنشاء قسمة للغة القبطية يدرس في الكليات المصرية وينضم إلي قسم اللغات المصرية فهو أمر مقبول ويعود بالنفع علي الجميع, كما مشاركة الإخوة الأقباط في المراكز التي يغيب عنها القبطي كمركز المحافظ وعميد الكلية وغيره من المراكز القيادية, أمر يستحق الدراسة, فكلنا شركاء في وطن واحد.
وأخيرا, بالنسبة لقضية التعليم لابد من البعد عن التشدد والتطرف والاستشهاد بآيات دون الأخري حتي ينشأ أولادنا علي روح التضامن والمشاركة وحب الآخر.
إيمان شوقي
=================
مؤتمر بالسويس لتأبين شهداء الإسكندرية
السويس – رأفت إدوار:
شددت قوات الأمن بمحافظة السويس رقابتها علي الكنائس وقام الأمن بوضع حواجز مرورية علي مداخل شوارع الكنائس لمنع السيارات من الدخول أو الوقوف أمام أية كنيسة.
وقد استنكرت القوي الوطنية في المحافظة التفجير الإرهابي الذي تعرضت له كنيسة القديسين بالإسكندرية محملين النظام مسئولية الإصلاح السياسي الشامل في مصر وإلغاء حالة الطوارئ وقيام الدولة المدنية الحديثة مع سرعة تقديم المجرمين لمحاكمة عاجلة, وأعلنوا عن تنظيم مؤتمر لتأبين شهداء الحادث الإرهابي أمس السبت والجريدة ماثلة للطبع بمقر الحزب الناصري ويعقبه وقفة احتجاجية للتأكيد علي الوحدة الوطنية لشعب مصر.
===============
مئات المسلمين يتوافدون علي كنائس بنى سويف لتقديم العزاء
بني سويف – جرجس وهيب:
غضب عارم اجتاح أقباط محافظة بني سويف بعد مذبحة كنيسة القديسين بالإسكندرية في الدقائق الأولي من العام الجديد, بأن المطرانية ستخصص قداس عيد الميلاد المجيد للصلاة من أجل شهداء ومصابي الحادث الأليم وأنه تم إلغاء مظاهر العيد باستثناء قداس العيد واستقبال قيادات المحافظة.
وقد قام الدكتور سمير سيف اليزل محافظ بني سويف والدكتور عبدالرحمن سليم أمين عام الحزب الوطني والدكتور محمد يوسف رئيس جامعة بني سويف بجولة بكنائس وأديرة المحافظة لتقديم واجب العزاء في شهداء مذبحة الإسكندرية, حيث قاموا بزيارة مطرانية بني سويف لتقديم العزاء لنيافة الأنبا غبريال أسقف بني سويف وكهنة المطرانية ومطرانية ببا والعزاء لنيافة الأنبا إسطفانوس أسقف ببا والفشن وسمسطا وكهنة المطرانية ودير الأنبا بولا كما قدموا العزاء للقمص باسيليوس الأنبا بولا وكيل دير الأنبا بولا ومجمع رهبان الدير ودير الأنبا أنطونيوس. فضلا عن قيام بعض الإخوة المسلمين من مختلف الوظائف والحرف المهنية ورؤساء عائلات مركز ناصر بمرافقة علي نصر عضو مجلس الشعب عن دائرة مركز ناصر بزيارة ديري الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس لتقديم العزاء للقمص باسيليوس والقمص فام الأنطوني.
وشهدت الجولة مطالبات حثيثة من بعض الأقباط المتواجدين بضرورة بذل الدولة جهود لإيقاف العنف المتنامي ضد الأقباط ومحاسبة المسئولين وسرعة القصاص من المجرمين وتقديمهم للعدالة.
وعلي صعيد آخر, نظم طلاب جامعة بني سويف مسيرة حاشدة طافت كليات الجامعة للتنديد بالاعتداء علي كنيسة القديسين بالإسكندرية وإعلان تضامنهم مع أسر الشهداء بمشاركة الدكتور محمد يوسف رئيس الجامعة والدكتور عبدالرحمن سليم أمين عام الحزب الوطني ببني سويف والدكتور رابح رتيب بسطا نائب رئيس جامعة بني سويف لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة وعضو مجلس الشوري وعمداء كليات الجامعة وعدد كبير من أستاذة الجامعة وأكثر من ألفي طالب من مختلف كليات الجامعة.