ونحن علي أبواب انتخابات مجلس الشعب تطالعنا في كل مكان وبشكل يثير الدهشة والارتياب الكثير من رسائل الدعاية الانتخابية للمرشحين وما أكثرهم!! تلاحقنا في كل الأماكن في الشارع وفي وسائل المواصلات والقنوات الفضائية وعبر الإنترنت والوسائل التقليدية كتوزيع أوراق الدعاية باليد في الشارع, وتبدأ الوعود من خلال برامج دعاية للمرشح تمس احتياجات كل مواطن وكأن المرشح يحمل عصا سحرية يمكن أن يحقق بها كل أحلام المواطنين.. وبعد الانتخابات وفوزه بالمقعد نجد كل شيء تغير وتتلاشي الوعود والأحلام, بلا يتلاشي المرشح نفسه بعد أن أصبح نائبا ونتساءل ماذا حدث ولماذا لم يحرص علي تنفيذ شيء مما قاله أثناء فترة دعايته الانتخابية؟!
هذا ما حدث معي بالفعل دون تجريح أو تجني علي أحد وهذه تجربتي أعرضها عليكم باختصار:
عندما حصلت علي مؤهل جامعي يؤهلني للتدريس في مدرسة بنظام الحصة أو التعاقد, قدمت أوراقي للإدارة التعليمية لأنتظر قبولي واختياري في إحدي المدارس, ذهبت إلي الإدارة ولم أجد اسمي ضمن الأسماء التي تم اختيارها فذهبت إلي رئيس القسم حتي أعرف السبب لأني أستحق هذا العمل لحصولي علي تقدير جيد ودبلومة في التربية بنفس التقدير قال رئيس القسم: لا يوجد أمامك حل إلا أن تذهبي إلي عضو مجلس الشعب وتقدمي إليه طلب ليرفعه إلي الجهة المختصة بذلك, وبالفعل قمت بتنفيذ هذه النصحية, لم أجد النائب في المرة الأولي أو الثانية أو الخامسة حتي فقدت الأمل في أن أجد منه المساعدة, فطلبت رقم تليفونه من مكتبه ثم تركت أوراقي وقمت بمتابعة الأمر عبر التليفون.. وللأسف لم أجد أي نتيجة واضحة بعد عدة اتصالات خاصة بعد انتهاء العام الدراسي الأول, وفي العام الثاني ذهبت مرة أخري إلي رئيس القسم الذي أكد استحقاقي في الالتحقاق بالتدريس في إحدي المدارس, وأعطاني نفس النصيحة أن أذهب إلي نفس النائب عضو مجلس الشعب حتي يساعدني.. فجاوبت بالرفض التام لأنني أدركت تماما حقيقة الأمور – فالبرنامج الانتخابي ملئ بالأحلام المستحيلة, والوعود الزائفة!!
والآن.. مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية.. أعتقد أنني لن أفوت الفرصة لمحاسبة هذا النائب.. وأدعوكم جميعا لاغتنام هذه الفرصة والحرص علي الإدلاء بأصواتكم في الانتخابات مع التدقيق في اختيار المرشح الأفضل.. واستبعاد أصحاب الوعود والأحلام الزائفة.. وما أكثرهم.