حقا أصابتني صدمة كبيرة عقب نشر العدد الماضي -تجارة لا تعرف الملائكة – وصلني العديد من التليفونات التي تتساءل عن حالة السيدة المنكوبة بكبدها .. والمنتظر إجراء جراحة زراعة كبد لها خلال أيام .. البعض سأل عن إمكانية المساعدة و لكن حتي اللحظات التي أكتب فيها الكلمات التي تقرأونها لم أتمكن من جمع أي مبالغ سوي ألف وخمسمائة جنيه من إجمالي احتياج 90 ألف جنيه .. – حتي مساء الأربعاء الماضي – شعرت بالإحباط .. تلقيت اتصالا تليفونيا من ذويها يتساءلون :## هل من أمل قبل فوات الأوان ؟## سقطت الحروف من بين شفتاي تلعثمت.. لكن لا مفر من المواجهة فقلت لهم :## للأسف لم نتمكن من جمع المبلغ ولا أعرف هل سنجمعه أم سنعجز ؟## .
خيبة الأمل تطل من أنفاس الرجل عبر الهاتف…تمزق قلبي أناته العاجزة .. تسحق الأمل الذي نمت احلم به في جمع المبلغ وسداد مقابل الجراحة وإنقاذ هذه السيدة . . ضعف الحيلة و ضيق ذات اليد أعاد إلي ذهني طفل العام الماضي الذي كان مصابا بسرطان الدم في السادسة من عمره و تحمل التأمين الصحي ما قيمته 75 ألف جنيه لإجراء جراحة زراعة النخاع الشوكي .. وكان المطلوب حينها أن يجمع له باب افتح قلبك 25 ألف جنيه .. تأخر التعاطف معه وباتت الأمور راكدة .. ولم نتمكن من جمع المبلغ سوي بعد شهر .. حملت المبلغ علي كفي أحتضن الحقيبة لأطير بها إلي معهد ناصر .. فوق سلم الجريدة دق هاتفي المحمول .. أيمن مات .. مات الطفل البريء الذي ساهم عامل الوقت في التعجيل بوفاته .. أعلم يقينا أن كل شيء بيد الله وما شعرة تسقط من رؤوسنا إلا بسماح منه ولكن يظل عامل الوقت مع المرضي بأمراض خطيرة مهمة تحتم علينا الأمانة أن نلهث قدر ما نستطيع للقيام بها ثم نترك النتائج لحكمة الله وإرادته ..بعد أن نفعل الواجب الذي ارتضينا أن نأخذه علي عاتقنا .
كل هذا المشهد الكئيب المرير الحزين مر كشريط سينمائي علي ذهني وأنا أنتظر اليوم بعد الآخر أن أتلقي خبرا بتحمل نفقة الجراحة أو جزء منها ولا ياتي الخبر ولا يأتي الإنقاذ المنتظر .. إنها حكمة الله .. لكن واجبي أن أذكر القراء هنا أن الله يستخدمنا أيضا أدوات نسعد بها بعضنا البعض .. والله يعمل فينا وبنا .. وها أنا أنتظر أن يخيب الخيرون ظني ويفيقونني من صدمتي ليكون عنواننا القادم تجارة غيرتها الملائكة وليس تجارة لا تعرف الملائكة .. ربما نعيد الحياة إلي امرأة تنتظر الموت .
شكر واجب لجمعية مصر الخير
منذ أسابيع نشر نا عن طفل مريض بالمرض اللعين ..ولابد له من إجراء جراحة في ألمانيا كانت الجراحة تستلزم جمع 25 ألف يورو.. جمعت الأم منها 19 ألف يورو .. وكان ينقصها ستة آلاف يورو .. لجأت لنا الأم .. المبلغ كان كبيرا والسفر إلي ألمانيا تحدد ولابد من تحويل المبلغ للمستشفي ..لم أتمكن من الانتظار حتي نجمع للطفل أحمد ثمن شفائه لجأت لجمعية مصر الخير .. قالوا لنا لابد من تصديق فضيلة الشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية علي المبلغ وهو الآن خارج مصر في مؤتمر – حينها – … ولن نستطيع التصرف بدون توقيعه لأنه الرئيس الفخري للجمعية .. فكرت قليلا ثم تذكرت أنني أقوم بتغطية أخبار دار الإفتاء المصرية وعلي اتصال بها.
اتصلت علي الفور بالسكرتير الخاص بفضيلة المفتي الذي رحب بقبول المساعدة ووعد بالسرعة في التصرف .. ما أن مرت ساعات حتي فوجئت أن جمعية مصر الخير تولت كامل المبلغ علي عاتقها وقامت بتحويله إلي المستشفي في ألمانيا .
بعد أيام اتصلت بي والدة أحمد لتقول :## لا أعرف ماذا أقول لكنني اتصلت فقط حتي أشكركم وأقول إنني في المطار سوف أستقل الطائرة خلال دقائق إلي ألمانيا ادعو لابني وكما ساعدتوني وساعدتني مصر الخير و دار الإفتاء واتصالاتكم بها أنتظر دعواتكم لأحمد وهو في غرفة العمليات##.
أسرني حديثها .. ورفعت قلبي إلي الله داعية له بالشفاء .. وننتظر خلال أيام نتيجة الجراحة فادعو له معنا ان يعود إلي أرض مصر صحيحا فرحا بطفولته بلا مرض .
إيد الحب
امتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية:
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
150 جنيها س.ف.ج بأسيوط
300 جنيه فاعل خير
550 جنيها من يدك وأعطيناك