لا تتعجب عندما يصادفك بالطريق تاكسي لونه أصفر تقوده امرأة ولا تتعجب أكثر عندما ترفض قائدته السماح لك بالركوب وتعلل ذلك قائلة إنه مخصص للسيدات, فهو أول تاكسي للسيدات في مصر وبدأت فكرته من إحدي شركات النقل الخاصة التي قامت بتنفيذ هذا المشروع بعدما وجد قبولا من جانب البعض بحجة أنه يحمي المرأة من أية تحرشات أثناء ركوب المواصلات ورغم أن هناك فئة معارضة لهذا المشروع لأنه يجعل المرأة أكثر انعزالا عن المجتمع والرد المباشر عند أصحاب المشروع والمتحمسين له أن ذلك يعطي أمانا للمرأة في التحرك دون أي مضايقات والتي تحاشي أية مخاطر في الشارع المصري… التقت وطني بإحدي سائقات تاكسي السيدات الذي بدأ العمل منذ عامين ومنذ ذلك الوقت كانت إيناس حسن أول سائقة لهذا المشروع… تعالوا نقترب من التجربة:
* ما هي الصعوبات التي واجهتك عندما شرعت في العمل كسائقة؟
* * واجهتني في بداية الأمر الكثير من الصعوبات ومن أهمها كلام الناس ونظرة المجتمع لعملي كسائقة تاكسي… لأن هذا العمل شائع علي أنه عمل يقتصر علي الرجال فقط, فدائما أسمع تعليقات من السائقين والمارة بالشارع قائلين: طيب نروح إحنا نقعد في البيت وأنتم تشتغلوا؟!.
* هل هناك اختلاف بين قيادة الرجل وقيادة المرأة؟
* * نعم هناك اختلاف في أسلوب القيادة فالرجل يغلب عليه التهور والسرعة بالإضافة إلي العصبية في مواجهة مواقف القيادة ويتورط السائق في مشادات مع الآخرين أما المرأة فنجدها تقود السيارة بالصبر والهدوء. وتتحاشي أي مجادلات أثناء القيادة ليس خوفا أو ضعفا ولكن لطبيعتها الهادئة.
* ما رأيك في وجهة النظر التي تعارض مشروع تاكسي السيدات؟
* * معارضة فكرة وجود تاكسي للسيدات ليس غريبا أو شاذا فأي فكرة أو مشروع له المؤيد والمعارض والمعارضون يقولون إنه يسبب انعزال المرأة عن المجتمع والمؤيدون يقولون إنه يحميها وسط مجتمع لا يحترمها ولا يحترم جسدها ولا خصوصياتها.
* متي تقبل أسرتك هذا العمل؟
* * أبنائي آية -15 سنة, وأحمد -14 سنة, سعداء بهذه التجربة ودائما أجد منهما التشجيع رغم أنهما يعرفان أن هناك من ينتقدني في هذا العمل ولكنهما مقتنعان تماما أنه لا يوجد عمل أدني مستوي من عمل آخر… فاحترام الفرد كإنسان يعمل ويجد في أي مجال أمر مهم وضروري ولكن صعب وجوده في مجتمعنا المصري.
* ما هي الاختبارات التي تم اجتيازها من قبل الشركة؟
قامت الشركة بعمل عددة اختبارات من خلال القيادة علي سيارة مانيوال وأخري أوتوماتيك ثم قامت بعمل دورة تدريبية لمدة أسبوعين في التأهيل والإعداد النفسي والشخصي.
* من خلال تجربتك بما تنصحي الفتيات الخريجات؟
نصيحتي للفتيات الخريجات ألا تخشي الفتاة من الخوض في مثل هذه التجربة أو غيرها وألا تنتظر أن تعمل وفقا لتخصصها ودراستها فهذا أصبح صعبا في مجتمعنا المصري الذي يعاني من البطالة.
ومن المهم أن تخرج المرأة من النمطية وأن تسعي وتتحمل المصاعب فالمرأة قادرة علي التحمل أكثر من الرجل.
* وماذا عن دراستك ولماذا لم تبحثي عن عمل يوافق تخصصك؟
* * حصلت علي بكالوريوس خدمة اجتماعية وعملت عدة سنوات في أحد المدارس وتركت العمل بعد عامين وعندما قرأت عن فرصة العمل كسائقة لم أتردد لأنني كنت أحب القيادة ومازلت أحبها ولن أندم قط لخوضي هذه التجربة التي غيرت مجري حياتي وأصبحت أكثر جرأة وقدرة علي المواجهة لأنني أتعامل مع نوعيات مختلفة من البشر.