تدريب الأطفال المكفوفين وتأهيلهم للالتحاق بالمدرسة والاندماج في المجتمع يعد أمرا مهما اهتمت به مؤسسات المجتمع المدني خلال السنوات الأخيرة, وفي هذا المجال تسعي المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع كل من الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية ونادي روتاري حورس هليوبوليس لتحقيق ذلك من خلال مشروع لتدريب وتأهيل الأطفال المكفوفين.
حول آليات التدريب وكيفية التحاق الأطفال المكفوفين به تحدثنا إلي شريفة مسعود مسئولة تنمية الموارد البشرية بالمؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة, فقالت:
نحن نستقبل الأطفال المكفوفين من عمر 4 إلي 6 سنوات, ونعمل علي تأهيلهم للالتحاق بالمدرسة من خلال مشروع يقيمه مركز تدريب للأطفال المكفوفين بالمؤسسة التنموية بالتعاون مع كل من الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية في مجال التدريبات والدعم الفني ونادي روتاري حورس هليوبوليس في تأسيس المركز ويشمل تدريب الأطفال العمل بمنهج منتسوري والذي يعتمد علي أن تكون الأشياء مجسمة وبذلك فهو ملائم جدا للأطفال المكفوفين. إضافة إلي الاستفادة من خبرة مركز نيكولاس للمكفوفين بألمانيا في عدة مجالات خاصة بتنشئة الأطفال المكفوفين في سن ما قبل المدرسة, وكيفية تدريبهم وسبل إكساب الطفل الكفيف المهارات المختلفة من خلال استخدام حواسه وبعض الألعاب البسيطة. كما أننا نهتم بتنمية مهارات رعاية الذات والمهارات الاجتماعية, والأكاديمية لما قبل القراءة والكتابة للطفل الكفيف.
أضافت شريفة مسعود قائلة: العمل في هذا التدريب يقدم التوجيه والإرشاد لأولياء أمور الأطفال, حيث إنهم يحتاجون للتوعية في عدة مجالات حول كيفية التعامل مع الطفل الكفيف سواء داخل المنزل أو خارجه, وكذلك فيما يتعلق بتنمية علاقاته الاجتماعية بالآخرين.. حيث إن الوالدين يستكملان البرنامج التدريبي مع الطفل في المنزل ويقومان بمتابعته. ويتم لقاء أسبوعي للمتابعة والتوجيه إلي تغيير اتجاهاتهما في التعامل مع طفلهما ليكون أكثر إيجابية, كما أن التدريب يهدف بشكل أساسي إلي تأهيل الطفل للالتحاق بالمدارس العادية سواء دمج محلي أو جزئي لأن الأمر لا يزال في مرحلة التجربة ولا نعلم إذا كان الدمج الكلي أفضل أو الجزئي أو العودة إلي مدارس المكفوفين مرة أخري.
تجدر الإشارة إلي أن المؤسسة قامت بنقل مقرها من شبرا إلي منطقة حلمية الزيتون, وأنها بدأت أمس في تلقي طلبات الالتحاق بهذا التدريب من قبل أولياء الأمور. ويمكن استقبال طلباتكم واستفساراتكم علي تليفونات: 26372299 – 0121175913 – 0116439047
أما إنجي موريس -لديها إعاقة بصرية- تعمل مدربة أطفال مكفوفين, فتقول: إذا اهتم الآباء والأمهات بتدريب أطفالهم المكفوفين ببرامج متخصصة فإن هناك أشياء كثيرة ستتغير للأفضل, خاصة وأن هناك العديد من المكفوفين نجدهم منغلقين ورافضين لأنفسهم ولا يقومون بتنمية قدراتهم, وبالتالي يشعرون برفض المجتمع لهم وتبدأ سلسلة من المعاناة للكفيف. لكن إذا بدأ الاهتمام بهم منذ الطفولة فإنهم يكتسبون ثقة في أنفسهم وقدراتهم في التعلم والعمل وإثبات ذاتهم داخل المجتمع.
وتتفق معها في الرأي إيريني جرجس -والدة أحد الأطفال المكفوفين التحق بالتدريب- تقول: ابني لم يكن اجتماعيا وكان يخشي التعامل مع الناس, لكن الآن الوضع اختلف وأصبح مبادرا وأكثر قدرة علي التعبير عن نفسه. وقد استفدت فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الطفل وكيفية التواصل معه بأسلوب أفضل. وأتمني أن يلتحق بمدرسة عادية ويتواصل مع أقرانه العاديين.