الفضل في ازدهار الثقافة الرهبانية الحاضرة التي شملت الكنيسة وأديرتنا القبطية العامرة يرجع بكل تأكيد إلي أبينا مثلث الرحمات نيافة الأنبا ثاؤفيلس أسقف ورئيس دير السريان الذي رقد في الرب بتاريخ 5ديسمبر1989والذي احتضن بترحاب كبير رهبنة حملة المؤهلات العالية مع تقواهم وثقافتهم الدينية المتبحرة التي لمسها نيافته بنفسه وبخاصة مع الأستاذ نظير جيد(حاليا قداسة البابا شنودة الثالث أطال الله حياته),وكأن الرب قد وضع في قلب نيافته أو ألهمه باحتياج أيامنا الحاضرة وما بعدها مستقبلا إلي هذه المواهب لمواجهة تحديات العصر وبزوغ بعض البدع والهرطقات والأفكار الغريبة والضارة وسط حقل براءة التعاليم المستقرة في الكنيسة منذ الآباء القديسين العظام السالفين..هذا وباهتمام وإعداد نيافة الأنبا ثاؤفيلس لرهبنة موسوعية الثقافة كدرع واق للكنيسة يكون في نفس الوقت قد حقق قول السيد المسيح له المجد الذي نصه:كل كاتب متعلم في ملكوت السموات يشبه رجلا رب بيت يخرج من كنزه جددا وعتقاء(متي13:52),ومن ثم فحق علينا أن نثني كثيرا علي آبائنا الأحبار الأجلاء رؤساء الأديرة في تدقيقهم المسئول أمام الله والكنيسة في عملية اختيارهم للمتقدمين لسلك الرهبنة المقدسة…ويجدر بنا الآن ذكر هذا التأييد لكلماتنا ويتمثل في ذلك التقرير الشامل متعدد الجوانب الذي نشره ذلك العالم الألماني الكبير البروفيسور أوتو ميناردوس بكتابه التاريخي الذي أصدره في عام1961 بعنوان:رهبان وأديرة الصحاري المصرية,وكان يعمل وقتئذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة,ومن بعد أن انتهي من زياراته المتفحصة لدير السريان سجل بشأن هذا الدير العامر ما هو بالنص:اليوم في منتصف القرن العشرين نري دير السريان في مقدمة أديرة وادي النطروي وذلك بفضل أسقفه الأنبا ثاؤفيلس الذي يقضي كثيرا من الوقت بين أبنائه الرهبان,ومن رهبان الدير يبرز واحدأكثر تعليما وثقافةمن كل رهبان الكنيسة القبطية هو الراهب أنطونيوس السرياني ومن كل الرهبان الأقباط يظهر كأفضل راهب وأعظم مثقف…وحاليا الراهب أنطونيوس السرياني هو قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث الرئيس الأعلي للرهبنة القبطية أطال الله حياته للتعمير والعلم ذخرا وازدهارا.