في خشوع واتضاع القلب..في صمت الصلاة والتأمل…في صفاء ونقاء الضمير…مع إيمان وبساطة الرعاة وشوق وحرارة المجوس…نركع ساجدين أمام الطفل الإله الذي بمجيئه علي الأرض بدد ظلام الخطيئة وخلص العالم!
إنها قصة الحب العجيب الذي بدأ في مغارة بيت لحم بتجسد ابن الله,وكمل في أورشليم علي عود الصليب بموته وقيامته…
إنه ميلاد ملكوت الله علي الأرض…يتجلي في مغارة حقيرة…في طفل ضعيف,وديع…في إله قدير أخفي عظمة ألوهيته وأخلي ذاته صائرا إنسانا مثلي ومثلك حتي يبقي معنا ويرفعنا إلي بهاء ألوهيته وفرح سعادته.
هو المسيح,الإله والإنسان,الذي يريد أن يولد في حياة كل إنسان,الذي يأتي ليمد يده ليخلقه من جديد ويخلصه…هو الإله الكلي الطهارة الذي يدعوه أن يرجع إلي نقاء الطفولة.
لقد قال: طوبي لأنقياء القلوب لأنهم يعاينون الله وهو يدعوك إلي اتضاع القلب ووداعة السيرة:طوبي للمساكين بالروح…طوبي للودعاء. عيد الميلاد هو عيد كل إنسان الذي أصبح من أسرة الله الكلي الحق والرحمة والحنان…أصبح معه أداة لثورة حب وانقلاب لمفاهيم وقيم العالم,حتي يبني معه عالما جديدا.عيد الميلاد هو دعوة للرجاء والفرح…دعوة لوحدة الكنيسة والبشرية…للمشاركة والمقاسمة مع كل إنسان خاصة الفقير,لأن في هذا العيد العظيم,وحد إله السلام كل البشرية بأجناسها وأديانها وطوائفها المختلفة.
تري,هل يكتشف جيل الألفية الثالثة,لدي سماعهم أجراس الميلاد وترانيمة الشجية نداء هذا الصوت الخفي,الخالد؟ نداء هذا العالم الجديد الذي صار فيه الإله العظيم أخا لنا ورفيقنا في الطريق…وجعلنا نلتقي به في علاقتنا الأخوية الجديدة؟
عزيزي…ضع يدك في أيادي ذوي الإرادة الصالحة ليحل السلام والمحبة في قلوب جميع الناس.
راعي كنيسة سان أنطوان
باكوس-الإسكندرية