يعيد السيد المسيح بطريقة أكثر بهاء مما حدث في سفر الخروج من العبور من العبودية في مصر إلي الحرية. ويتمم سفر الرؤيا جميع ما قاله الأنبياء.
كما رأينا من خلال تعاقب الكوارث, فأن سفر الخروج حاضر في مجمل سفر الرؤيا : الحمل الفصحي, كمخلص, المرأة التي تعيش في الصحراء, فشل التنين الذي كان يحاول أن يؤذيها, النهر الذي ابتلعته الأرض, نشيد النصر للناجين من الهلاك, طريقة الوحي نفسها متأثرة بالسيناريو الذي حدث في سيناء, فيوحنا مؤلف السفر يتلقي الأمر من الله بأن ##يعد هنا## البروق, الوعود تعلن ظهور الله, المؤمنون الحقيقيون عملوا بوصايا الله بينما المجدفون عبدوا الوحش.
الـ 144 والـ 24 شيخا, موجودون حول عرش الحمل علي جبل صهيون ينشدون ##نشيدا جديا## نشيد الخلاص المشاركة في انتصار المسيح الذي جعل من شعب إسرائيل الجديدة شعبا مقدسا وملوكيا وكهنوتيا. هذا الشعب اشتري بدم العهد. السماء المفتوحة تطل علي خيمة الشهادة.
حمل الله هو راعي شعب الله ويقوده نحو ينابيع الماء الحي. وهكذا يصبح سفر الخروج ليس مقصورا علي الشعب المختار, ولكن يأخذ بعدا كونيا.
نجد بعض الرؤي التي كتبت في سفر الرؤيا تكمل ما جاء في سفر أشعيا: مثل موضوع العبد المتألم. والحمل المذبوح, والابتهال إلي الله بصفته قدوس ثلاث مرات, وبصفته كلي القدرة, الكائنات السماوية ذات الستة أجنحة, ورؤية عرش يهوة بمختلف الألوان.
كما نري الموضوعات التي تحدث عنها النبي حزقيال في صورتها الجديدة في سفر الرؤيا للقديس يوحنا. مثل الأوصاف الجديدة للأربعة أحياء.
وفي دعوة النبي حزقيال الذي يطلب منه أن يأكل الكتاب. أضف إلي ذلك رؤي أرميا النبي حول سقوط بابل والأحزان التي لحقت بقاطنيها. وما جاء في سفر دانيال في رؤيته ##لأبد الإنسان## وفي وصفه لوحش البحر ووحش الأرض.
والرؤي التي جاءت في المزامير المسيحانية. مثل الحديث عن المسيح ##الذي يأتي ليرعي الأمم بقضيب من حديد##.
ثانيا : في الجزء الأخير من سفر الرؤيا تظهر بعض الـعبارات الجديدة:
نري السيناريو يحتوي علي ##عرس الحمل## انتصار المسيح, تقييد الشيطان لمدة ألف عام وقيامة الأموات. هذه الموضوعات تقودنا إلي الخليقة الجديدة, وإلي أورشليم التي سنراهما فيما بعد.
- إن موضوع ##العهد الزوجي## الذي عقده يهوه مع شعبه المختار أصبح عهدا مأساويا ومعروفا لعامة الشعب من خلال قصة النبي هوشع (سفر هوشع النبي) الذي تركته زوجته جومر Gomer , وأستطاع أن يغريها من جديد علي غرار ما حدث بينهما في بداية زواجهما الأول.
إن مأساة هوشع وجومر وزوجته العاهرة تصور لنا أمانة الله في مقابل عدم أمانة شعبه وهشاشة موقفه من الله. والمسيح ذاته قدم نفسه تحت صورة ##العريس## للكنيسة, كما جاء في أنجيل متي 15/9 ##فقال لهم يسوع :##أيستطيع أهل العرس أن يحزنوا ما دام العريس بينهم؟ ولكن ستأتي أيام فيها يرفع العريس من بينهم فحينئذ يصومون##.
ويوحنا 29/3 :## من كانت له العروس فهو العريس, وأما صديق العريس الذي يقف يستمع إليه فإنه يفرح أشد الفرح لصوت العريس فهوذا فرحي قدته##
وفي مناسبات عديدة أعلن عن ##وليمة العرس## وفي سفر نشيد الأناشيد فإن إسرائيل محتفي بها علي أنها الزوجة. ما جاء في إشعيا 10/61, وفي إشعيا 5/62,وكما جاء في إرميا 34/7
القديس بولس نفسه, يقدم نفسه كصديق للعريس ويتحدث عن الكنيسة, إسرائيل الجديدة علي أنها زوجة العريس, كما جاء في رسالته إلي كورنثوس الثانية 11/.2
إن ##لزوجة العذراء## هو المقابل الصارخ ##للعاهرة الكبري## أما القديسون فهم يلبسون ثيابا بيض بتواضع وخشوع في الوقت الذي تلبس فيه بابليون ##روما## الملابس الفاخرة المزركشة.
[email protected]