##ورأيت وحشا خارجا من البحر, له سبع رؤوس وعشرة قرون, وعلي قرونه عشرة تيجان وعلي رؤوسه اسم تجديف##.
البحر يرمز للـهاوية, وللإقامة في أرض الأشرار, فهو يرتبط بمسيحي الكنائس السبع, فهم يعيشون في مدن ساحلية. كما أن البحر يعني لهذه الكنائس الخطر من الغرب حيث قد يفاجئهم العدو.
وظهور وحش البحر أيضا, وله سبعة قرون وسبع رؤوس وجسده جسد وحشي. والسبعة رؤوس تحمل أسماء تنتمي إلي عالم التجديف علي الله, وتعبر عن ادعاءات الأباطرة الرومان الكفرة.
هذا الوحش ذو الرؤوس السبع هو المركب الشيطاني, وهو مأخوذ من الوحوش الأربعة التي يتحدث عنهم سفر دانيال والذين كانوا يرمزون للاستبداد والاضطهاد المتتالي لليهود من أربع إمبراطوريات أذاقوا سكان إسرائيل مر العذاب,ولهم أشكال حيوانات
والتنين يعطي قوته,لهذا الحليف الذي خرج من موقعهم الشيطاني المشترك.
وحيوان البحر جرح جرحا مميتا في إحدي رؤوسه السبع,ولكنه لم يمت. النص الموجود في سفر الرؤيا يذكرنا بالتجربة الثالثة التي عاشها يسوع من الشيطان في متي (8/4-9 ).
إن سكان الأرض جميعا الذين يعبدون ##الحية## من خلال حيوان البحر Beta وهي صورة هزلية لعبادة الحمل المجروح,ولكنه الواقف صامدا.
الحيوان يجدف علي الله, ويضطهد الكنيسة وتقوم سيطرته علي إجبار شعوب الأرض علي عبادته, وفي هذه الفترة التي تتم فيها العبادة, يجمع حوله كل الشعوب والأعراق والثقافات والأمم ##من له أذنان للسمع فليسمع## هكذا يردد يوحنا بكل وقار وجدية,##وهو يري سر الشر## (رؤيا 9/13-10 ).
ورغم عنف الاضطهاد, فهو يحافظ علي إيمانه بثبات واستمرارية ويواجه بشجاعة الكفاح حتي الموت ضد سلطان عبادة الوثن للسياسة التي تنتهجها الإمبراطورية الرومانية الوثنية.
رابعا : الحيوان الآخر ##الصاعد من الأرض : (رؤيا 11/13 ).
هذا الحيوان الأرضي أقل خطرا من حيوان البحر. فحيوان الأرض له قرنان, ولكنه يتحدث بلهجة ##الحية Dragan نفسها, وهو أحد أذنابها. فحيوان الأرض هو الذي ينفذ أوامر عبادة الحيوان الآتي من البحر وهو البديل الروحي الذي سيعريه يوحنا من قناعه المزيف ويطلق عليه اسم ##النبي الكذاب##(20/190)
فهذا الحيوان الآتي من البر يغري الناس بالعجائب حينما يقلد الأعاجيب التي قام بها النبي إيليا والنبي موسي, وهذا الحيوان البري يفرض علي الناس عبادة علنية لحيوان البحر تاركا بصمته الشيطانية علي الجميع, صغارا وكبارا, أغنياء وفقراء, علي اليد اليمني وعلي الجبهة : رؤيا (16/13-17 )
أما رقم الحيوان البري, كونوا أذكياء يقول يوحنا, هذا الرقم هو (666) وهو الرقم الذي يشير إلي ##نيرون## أعظم المضطهدين للمسيحيين..
وهكذا فإن الحيوان الأول يمارس سلطانه السياسي والحيوان الثاني يقوم بالدعاية باستخدام أساليب الإغراء.
خامسا: الحمل فوق جبل صهيون: (رؤيا 1/14-15)
##ورأيت دمها واقفا علي جبل صهيون ومعه مائة وأربعة وأربعون ألفا كتب علي جبههم أسمه واسم أبيه, وسمعت صوتا من السماء كخرير مياه غزيرة وكروي وعد قاصف. وكان الصوت الذي سمعته أشبه بالصوت الذي يخرجه العازفون بالكنارات في عزفهم بكنداتهم وكانوا يرتلون نشيدا جديدا أمام العرض وأمام الأحياء الأربعة والشيوخ. ولم يستطع أحد أن يتعلم النشيد إلا المائة والأربعة والأربعون ألفا الذين افتدوا من الأرض. هؤلاء هم الذين لم يتنجسوا بالنساء, فهم أبكار. هؤلاء هم الذين يتبعون الحمل إينما يذهب. هؤلاء هم الذين افتدوا من بين الناس باكورة الله والحمل, وفي أفواههم لم يجد كذب.إنهم لاعيب فيهم. ورأيت ملاكا آخر يطير في كبد السماء, معه بشارة أبوية يبشر بها المقيمين في الأرض من كل أمة وقبيلة ولسان وشعب, فيقول بأعلي صوته…##اتقوا الله ومجدوه, فقد أنت ساعة دينوننه, فاسجدوا لمن خلق السماء والبر والبحر والينابيع##.. وتبعه ملاك آخر ثان يقول: ##سقطت## سقطت بابل العظيمة… ورأيت غمامة بيضاء, وعلي الغمامة جالسا من هو أشبه بابن الإنسان, علي رأسه أكليل من ذهب وبيده منجل مسنون, وخرج من الهيكل ملاك آخر يصيح صياحا عاليا بالجالس علي الغمامة:##أرسل منجلك وأحصد, لقد جاءت ساعة الحصاد, فقد نضج حصاد الأرض##
وعلي العكس من هذه الطقوس الشيطانية, فأن الحمل يظهر علي جبل صهيون, حيث يوجد هيكل أورشليم و 144 ألفا, المختارون يرتلون نشيدا جديدا, فلم يتنجسوا بعبادة الوثن. وهكذا. فالكنيسة في وسط الوثنيين الشيطاني, تتميز بخدمتها الطقسية المتواضعة التي تربطها بإلهها. وعلي عكس تتويج وحش البحر بالتنين وبالرغم من إغراءات الأنبياء الكذبة##يظهر الحمل## ##واقفا علي جبل صهيون## وهو الجبل الذي يرمز للأزمنة الأخيرة التي سيتجمع فيها كل الذين اضطهدوا. وهو محاط بـ 144 ألفا يحملون اسمه واسم أبيه فوق جباههم: (رؤيا 1/14 )ورأيت حملا واقفا علي جبل صهيون ومعه مائة وأربعة وأربعون ألفا, كتب علي جباهم اسمه واسم أبيه.##
وهي إشارة إلي المعمودية التي تكرس كل مياه المعمد ##باسم الأب والابن والروح القدس, إله الواحد## .
[email protected]