سمعنا منذ شهر مارس الماضي عن تبني فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لفكرة بيت العائلة المصريةولم يلق الأمر اهتماما إعلاميا كبيرا,واعتبر الأمر لن يخرج عن كونه مشابها لجلسات المصالحة العرفية, وتطييب الخواطر وجلسات العناق والشد علي الأيدي بين القيادات الدينية,ولكن السطور القادمة تكشف أن الأمر مختلف هذه المرة لأن المشهد أكبر من مشهد صور المودة وأبناء الوطن الواحد جراحة تنزف وأصواتا تصرخ ياناس أنا مصري الجنسية إزاي ديانتي تتسبب في موتي برضه بإيد مصرية وإحنا في الأول والآخرعيلة واحدة مصريةحول كل مايتعلقببيت العائلة المصريةكان لنا حديث مع د. محمود عزب المتحدث باسم مبادرة بيت العائلة عن الأزهر الشريف ودكتواه الدولة في علم الأديان المقارن من السوربون:
بعد حادث كنيسة سيدة النجاة بالعراق فكر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أنه يجب تحاشي حدوث هذا في مصر, وبدأ التفكير في إعداد مشروع مكتوب لإنشاء مجلس يطلق عليهبيت العائلة المصريةيضم جميع الطوائف المسيحية والإسلامية وذهب فضيلته مع وفد لتهنئة قداسة البابا بعيد الميلاد المجيد وقدم إليه مشروع بيت العائلة.
وبالطبع كانت الدعوة قد وجهت لكافة الطوائف المسيحية الأخري في مصر, وعندما كان يأتي إلينا رؤساء الطوائف الأخري لتفعيل مبادرة بيت العائلة كنا نطلب منهم الانتظار لحين موافقة الكاتدرائية المرقسية أولا لأننا نسميها الكنيسة الوطنية ,وبعد موافقة قداسة البابا بدأنا في دعوة الطوائف الأخري في لقاءات تمهيدية بدأت منذ أوائل شهر مارس الماضي.
وبدأنا في تشكيل لجنة مشتركة من الأزهر والكنيسة الأرثوذكسية لوضع لائحة مجلس بيت العائلة المصرية في الكاتدرائية,ثم تم مناقشة هذه اللائحة في اجتماع كبير بمقر مشيخة الأزهر حضر هذا الاجتماع ممثلون من الأزهر وجميع الطوائف المسيحية في مصرالأرثوذكسية الكاثوليكية,الأسقفية ,الإنجيلية.
تكوين المجلس
رفض د. محمود عزب توجيه أسئلة لحين الإدلاء بكل التفاصيل الخاصة بمجلس بيت العائلة وواصل حديثه قائلا:أولا:يرأس بيت العائلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا بالتناوب بينهما وسيكون هناك معاونون لهما ,هماأ.د.محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف السابق سيصبح أمينا عاما للمجلس وسيصبح نيافة الأنبا أرميا سكرتير قداسة البابا الأمين العام المساعد للمجلس.
وسيضم بيت العائلة مجلسين:
1- مجلس الأمناء ولايقل عدد أعضائه عن11 عضوا ولايزيد عن27 عضوا ومهمته الأولي وضع السياسة الأساسية لبيت العائلة المصرية والإشراف علي التنسيق العام له.
2- المجلس التنفيذي ويتكون من نفس العدد من11 إلي 27 عضوا وينبثق عن هذا المجلس عدة لجان أهمها لجنة الرصد ولمراقبة ومهمتها الأساسية رصد كل الأحداث التي تحدث في المجتمع من أمور تؤدي إلي الاحتقان والطائفية,وتراقب الخطاب الديني الإسلامي والمسيحي وتبلغ المجلس التنفيذي بأقصي سرعة عن أي تجاوز أو أي خطاب يؤدي إلي الفتنة واشتعال الأمور بين أفراد المجتمع ,لجنة الإعلام,لجنة التعليم والأسرة ,لجنة الشباب ,لجنة المتابعة.
وينقسم عمل بيت العائلة إلي قسمين :
أولا:تنظيم اجتماعات لاختيار إحدي القيم العليا في الإسلام والمسيحية مثل الحق,العدالة,مقاومة الفقر والجهل,القضاء علي ثقافة الكراهية والنبذ للآخر وكل هذا يأتي من أعلي قيمة في المسيحية وهي المحبة,ومن أعلي قيمة في الإسلام وهي الرحمة.وسيتم التحدث عن هذه القيم إلي وسائل الإعلام من قبل عالم مسيحي وعالم مسلم وسيكون الحديث عن نفس القيمة وسيتم وضع كل الأحاديث التي تتحدث عن هذه القيمة في القرآن الكريم وأيضا في الكتاب المقدس وتقديم هذا الحديث بلغة سهلة تفهمها كافة شرائح المجتمع,وتعميم ذلك في المساجد والكنائس.
ثانيا:مراقبة أحداث الاحتقان والفتنة الطائفية ودراستها دراسة موضوعية من قبل مجلس بيت العائلة بدون تهوين من شأنها أو تهويل في حجمها والبحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلي هذه الأحداث الطائفية داخل مصر, أولا وتحديد نوع المشكلة وهل هي من اختصاص المؤسستين الدينيتين الأزهر والكنيسةوهنا يتم وضع حلول لها فورا وسبل معالجتها.أما إذا كانت أسباب هذه الأمور معنية بها أجهزة أخري لاتخاذ اللازم لمواجهتها أجهزة تنفيذية مثل وزارات الداخلية والتربية والتعليم, هنا يرصد المجلس هذا ويعد دراسة تقدم توصيات إلي الجهة المختصة ويطالبه بالتنفيذ,وتبدأ لجنة للمتابعة في التواصل مع هذه الجهات المعنية التنفيذية ولا تهدأ إلا بعد تحقيق التوصيات التي رأي مجلس العائلة أنها يمكن أن تسهم في إزالة أسباب حوادث الفتنة الطائفية في المجتمع وعلي سبيل المثال وكخطوة عملية بدأ بها بيت العائلة المصرية تنفيذ مهامه تحرك وفد يمثل بيت العائلة إلي إمبابة عقب الأحداث الدامية هناك, وتم رفع توصية بعد رصد الأمور هناك بضرورة معالجة جرائم إمبابة بسرعة محاكمة الجناة وسرعة تنفيذ العقوبات بشكل عادل وصارم علي كل من يثبت تورطه في هذه الجرائم… وتابع مجلس بيت العائلة الأمور فوجد أن التحقيقات بدأت ولابد من إعطاء العدالة فرصة لاتخاذ إجراءاتها وننصح أن يكون ذلك بسرعة قدر المستطاع .
** ويري المجلس في خطة عمله أن التعليم في مصر أصابه الكثير من التراجع والتخلف ولذلك تقوم لجنة التعليم بوضع مناهج جيدة في التربية الدينية الإسلامية والمسيحية سيبدأ تدريسها منذ المرحلة الابتدائية وحتي المرحلة الثانوية ,وسيتم التركيز فيها ليس فقط علي تعليم وتحفيظ النصوص الدينية بل التركيز علي أن يكون الدين مرتبطا بالأخلاق والسلوك الحقيقي وتأكيد ثقافة المحبة والمودة التي كانت مصر معروفة بها دائما.
هيئة قومية
وعند سؤال الدكتور محمود عزب حول اختصاصات بيت العائلة وهل سيكون آلية مؤسساتية للمصالحة الوطنية الجادة أم مجرد جلسات عرفية لتطييب الخواطر قال ثائرا:
نرفض هذا تماما فجلسات بيت العائلة ليست جلسات عرفية للصلح وإنما هو هيئة قومية عليا تؤمن بدولة الحضارة والقانون والدليل علي ذلك أن المجلس يضم بخلاف أعضائه من رجال الدين,من الأزهر والكنائس في مصر عددا من العلماء والمفكرين المدنيين من المسيحيين والمسلمين متخصصين في علوم الاجتماع والتاريخ والحضارة وعلم الأديان والقانون.