أيام الأعياد,وأجازة نصف العام هي فترات تزداد فيها حفلات الزفاف بمعدلات كبيرة وكل يحتفل بطريقته الخاصة ويقدم الدعوات للأهل والأقارب والأصدقاء ويعتبر الكثيرون الكارت والبونبينيرة جزءا لايتجزأ من مناسباتهم السعيدة بالرغم من أن الظروف تبدلت والذي كنا نعتبره ضروريا فيما سبق لم يعد كذلك الآن خاصة مع التكاليف الباهظة التي تثقل كاهل الشباب المقبل علي الزواج بداية من الحصول علي شقة إلي وضع الأثاث بها والأجهزة الكهربائية و…الخ فبالتأكيد شراء البونبينيرات سوف يضيف عبئا إضافيا عليهم خاصة مع ارتفاع أسعارها المبالغ فيها أحيانا فمثلا البونبينيرة العائلية التي يتم توزيعها علي كل عائلة علي حدة وليس لكل فرد يتراوح سعرها في المتوسط مابين 6 جنيهات وثلاثون جنيها كما يقول الأستاذ ماجد عبد الشهيد المتخصص في صناعة البونبينيرات والتحف ويضيف أن الأنواع الأخري الحديثة هذا العام والمصنوعة من الكريستال أو الفضة تصل أسعارها إلي 150 جنيها فأكثر للبونبينيرة الواحدة. بل هناك من يبالغ في البونبينيرة الخاصة بمناسبته السعيدة وتتكلف حوالي 350 جنيها للواحدة ..!ولكن عادة مايقبل الشباب علي البونبينيرات التي يصل سعرها لعشرة جنيهات فأكثر قليلا ولكن في النهاية تصبح التكلفة الإجمالية في المتوسط من ثلاثة إلي خمسة آلاف جنيه…!فهل يستطيع الشباب تحمل بضعة آلاف من الجنيهات لمجرد دعوة الأهل والأصدقاء لزواجه..؟ بالطبع هناك الكثير من الشباب يجدون صعوبة في ذلك وقد يقترضون أحيانا لعمل البونبينيرات ويضيفون ديونا علي أنفسهم قبل بدء حياتهم الزوجية في حين أن الأمر لايستلزم كل هذا العناء فهناك بدائل كثيرة يمكن للشباب أن يستعينوا بها وذلك من خلال تجارب بعض الأزواج فهناك من قاموا بكتابة دعوة للفرح علي الكمبيوتر ووضعها في أماكن عملهم لدعوة زملاء العمل أما الأقارب والأصدقاء فيتم الاتصال بهم تليفونيا للتأكيد عليهم بموعد ومكان المناسبة كما اكتفي آخرون بطباعة كروت بسيطة لمناسبتهم السعيدة مع الاستغناء عن البونبينيرة تماما.ومؤخرا بدأ البعض يقومون بإرسال الدعوات بالبريد الإلكتروني لأصدقائهم وأقاربهم ولدعوتهم للحضور بالتأكيد من قاموا بمثل هذه المبادرة والاستغناء عن البونبينيرات هم الأشخاص الذين يفكرون بطريقة عملية ويضعون الضروريات في أولوياتهم ولكن فكرة البونبينيرة راسخة في أذهان الجميع ومرتبطة ارتباطا وثيقا بالمناسبات السعيدة خطوبة -زواج-…الخ فكيف تتغير هذه العادة وتتقلص في مجتمعنا مع الظروف الاقتصادية الحالية؟يجيب علي هذا التساؤل الأستاذ الدكتور ميشيل حليم أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة حلوان ويقول:للأسف الشديد هناك اهتمام بالمظاهر والشكليات علي حساب الجوهر والضروريات في مجتمعنا وذلك ليس بالنسبة للأثرياء فقط بل أيضا للطبقات الاجتماعية البسيطة فنجدهم يهتمون بالبنبينيرة وقاعات الأفراح وشراء أحدث الموبايلات دون النظر إلي الهدف منها أو مدي جدواها بالنسبة لهم لذلك فالبداية يجب أن تكون بتغيير تفكير الشباب إلي الشكل العملي وننظر إلي أهمية الشيء لنا قبل أن نقتنيه ولكن يشير د. ميشيل إلي أن الشباب وحده لايستطيع أن يتصدي لهذه الشكليات فالأسر لها دور قوي في قبول فكرة الاستغناء عنها أو رفضها والضغط علي الخطيب لشرائها وهنا يأتي الدور المهم لرجال الدين في تغيير هذا المفهوم وتوعية الناس وتشجيعهم علي الاهتمام بالضروريات والاستغناء عما يثقل كاهلهم فمثلا إذا قامت بعض الكنائس بإصدار تعليمات خاصة بهذه الأمور من بونبينيرات وزينة الكنيسة….الخ فإن الأمر سيختلف كثيرا ويبدأ المجتمع في تقبل التفكير بشكل عملي في حياته وبالأخص في الترتيب لمناسباته السعيدة.