ظهرت بوادر أمل جديدة في إمكانية حدوث تقدم داخل مسار السلام الإسرائيلي-السوري خلال الجولة الخامسة من المفاوضات التي ستعقد يومي 18 و19 سبتمبر الجاري, بوساطة تركية بين الطرفين وتعد هذه الجولة مهمة,فمن المنتظر أن تتناول قضية ترسيم الحدود بين إسرائيل وسورية عند بحيرة طبرية.
يأتي هذا بعد تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد خلال حوار أجرته معه شبكة CNN الأمريكية والتي أعرب خلالها عن أمله في أن تؤدي سلسلة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل إلي مرحلة من المفاوضات المباشرة قريبا,مؤكدا أن احتمال عقد مفاوضات مباشرة تم خلال أعمال قمة رباعية استضافتها العاصمة السورية دمشق,وضمت الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والأسد وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني, ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
أوضح الأسد أن بلاده تنتظر ردا من تل أبيب حول الوثيقة التي سلمتها دمشق إلي تركيا, وتتضمن ست نقاط, تلخص مقترحات دمشق العامة من أجل السلام مع إسرائيل, قبل عقد أية مفاوضات مباشرة بين الجانبين. وأكد الرئيس السوري أن الوثيقة تصلح لأن تكون أرضية مبدئية للمحادثات المباشرة, مضيفا أنه ينتظر وثيقة مماثلة من الجانب الإسرائيلي تشرح موقفه.الجدير بالذكر أن الطرفين السوري والإسرائيلي كانا قد بدآ مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركية في الأشهر القليلة الماضية, وتمت بالفعل أربع جولات منها حتي الآن.
وعلي الرغم من تكتم الجانب السوري علي بنود الوثيقة إلا أن مصدرا سوريا مقربا من المفاوضات أعلن أن النقاط التي تحدث عنها الرئيس السوري والمتضمنة في الوثيقة تشدد بشكل رئيسي علي الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي السورية,و كذلك قضية الالتزام بمبدأ الأرض مقابل السلام والانسحاب.وقال المصدر إن قضية السيادة علي الجولان
ليست للتفاوض, وأن الهدف النهائي هو حصول سورية علي الأراضي التي احتلتها إسرائيل.
وأوضح المصدر السوري أن الغرض من هذه الوثيقة يكمن في ألا يكون هناك مجال لإجابات إسرائيلية غامضة بحيث تأتي الإجابات بشكل واضح لا لبس فيها,علي عكس ما جري في مراحل سابقة, في إشارة إلي عملية السلام السابقة بين الطرفين والتي تعثرت عام 2000 بسبب الخلاف حول حجم الانسحاب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان. ولفت المصدر الانتباه إلي قلق القيادة السورية من ضعف القدرة علي اتخاذ القرار لدي الجانب الإسرائيلي وضعف الإدارة الإسرائيلية وعدم قدرتها علي اتخاذ قرارات ذات طبيعة استراتيجية.
من جانبه انتقد سليم الحص رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الرئيس السوري بشار الأسد في حالة قيامه بالذهاب إلي مفاوضات منفردة مع إسرائيل, وقال إنه يرتكب بذلك خطأ كبيرا مشددا,علي أنه لا يجوز بعد اليوم إجراء محادثات منفردة بين أي قطر عربي وإسرائيل, لأنه من المفترض ألا يكون هناك سلام مع إسرائيل إلا شاملا لسائر الأطراف العربية المواجهة معا, وهي السلطة الفلسطينية وسورية ولبنان.