عظيم هو سر التقوي,الله ظهر في الجسد(1تيمو3:16),تجسد المسيح في أحشاء البتول القديسة مريم العذراء,ابن الله الحي المحيي الواحد في الجوهر مع الآب آخذا مالنا(الطبيعة البشرية),وأعطانا ماله,لقد ولد(عمانوئيل) الذي هو(الله معنا)….وتهللت السماءالمجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة وقبل أن يبدأ السيد المسيح خدمته نجد قصة(عماده) من يوحنا المعمدان الصوت الصارخ في البرية…وما بين صوت الملائكة بفرحة ميلاده,وصوت الآب في عيد الظهور الإلهي(عيد الغطاس/أو العماد):هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت أبحث عن ما يمكن أن نقدمه لأبنائنا من قيم ومبادئ واتجاهات ورعاية مستوحاة من هذين الحدثين الفريدين علي الأرض والسموات…وأهمها:
(1)التربية من أجل السلام
هكذا قال بولس الرسول:ثمر الروح محبة فرح سلام…..فالسلام عنصر هام لحياة الإنسان لأنه يشبع حاجات الإنسان وهي الحاجة إلي الأمن حتي يعمل في هدوء…والسلام هنا يكون مع:
(أ)(الله):
*سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكارهم(في4:7).
*لا تخافوا…لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع سلامي أترك لكم,سلامي أنا أعطيكم
(ب)(النفس الداخلية):
*إن يحاربني جيش,فلن يخاف قلبي,وإن قام علي قتال ففي هذا أنا أطمن(مز27).
(حـ)(الآخرين):
*إن كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس(رو12:18).
(2) التسامح والمغفرة:
أخبرنا يسوع المسيح:
*لا تدينوا فلا تدانوا,ولا تقضوا علي أحد فلا يقضي عليكم,أغفروا يغفر لكم(لو6:37).
*أحبوا أعداءكم,باركوا لاعنيكم,أحسنوا إلي مبغضيكم,وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم(مت5:44).
+نتعلم أن نصلي لأجل الذين يسيئون إلينا,ونصلي حتي يعيننا لنغفر ونتسامح,حين يلين قلوبنا القاسية,ويدفئ قلوبنا الباردة,ويهبنا روحا ذات محبة رحيمة غافرة.
+نتعلم:أن نغفر,أن نعذر,أن نبرر,أن لا نتذكر الشرأو الإساءة.
وهذا لا يتم إلا بطلب نعمة اللهتكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل.
+نتعلم أن نهمل المواقف الحادة مع الآخرية حتي تنطفئ الشرارة الصغيرة التي هي بداية اشتعال النيران….إن احتملت أطفائها…أما إم شرعت تفكر:لماذا قال هذا؟,وبماذا كان علي أن أجيبه؟إن لم يكن يبغي الإهانة أو الإساءة فلماذا قال لي ذلك؟ليكن معلوما لكم أني قادر أن أهينه؟…إلخ,بهذا تكون قد أضعف عيدانا خشبية صغيرة بحيث تشغل النار,فيدخل الاضطراب إلي قلبك,وتتدفق الأفكار إلي القلب لنثيره ويهيج ويدفعك إلي الانتقام والأخذ بالثأر من الذي أساء إلينا وجرح مشاعرنا.
(3)اكتساب سمة الهدوء والتواضع والتحمل:
نزل إلي العالم هادئا بدون ضجة,وكان يستطيع أن ينزل في صفوف ملائكته,وعلي سحابة عظيمة,أو في مركبة نورانية…إلخ,لكنه دخل العالم في صمت وفي غير ضجيج,وبطريقة بسيطة هادئة,وكل الذين استقبلوه جماعة من الرعاة المساكين,ثم المجوس.وعاش سن ثلاثين سنة قبل أن يذهب إلي يوحنا المعمدان ليعتمد,دون أن يزعج أحدا…وكما يقول معلمنا قداسة البابا شنودة الثالث:ليس المكان هو الذي يمجد الإنسان,ولكن الإنسان هو الذي يمجد المكان,والعظمة الحقيقية إنما تنبع من الداخلفبتواضع شديد قال ليوحنا المعمدان(اسمح الآن)!!
(4)سمة البحث عن النمو والكمال لتمجيد اسم الله
اجعل أبناءك يسيرون في طريق يسوع المسيحفكان ينمو في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناسويتميزون بالسلوك السوي المسيحيليري الناس أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السموات.
(5)سمة المحبة للجميع وأولا يحب الله
علم أبناءك أن يكونوا كالسيد المسيح فكان محبوبا لا مخافا….لقد قال لتلاميذه:لا أعود اسميكم عبيدا…لكني سميتكم أحباء(يو5:15)لقد قال الأنبا أنطونيوس مرة لأولاده:(يا أولادي,أنا لا أخاف الله)فأجابوه:(هذا الكلام صعب يا أبانا) فقال لهم:(ذلك لأني أحبه,والمحبة تطرح الخوف إلي خارج).ونحن نحبه لأن أحبنا أولا,فليس التلميذ أفضل من معلمه..
فهل ونحن ما بين رحلة الميلاد والعماد,نتذكر سر عظمة السيد المسيح كإنسان أخلي ذاته,علمنا كيف نسلك في وسط العالم بالنقاوة التي تعيد لنا صورة إله المحبة والسلام في إخلاته لذاته ماذا لو راجعنا أنفسنا في أفراح الميلاد والعماد.
عضو المجلس الملي العام