بمناسبة أ حد السعف,هو عيد سيدي أعاده الله عليكم بالبركة ,نذكر كيف أن الشعب استقبله بسعف النخل وأغصان الزيتون.وهنا نسأل.
ما هي المعاني الروحية التي نتعلمها
من سعف النخل وأغصان الزيتون
سعف النخل:
1- سعف النخل الذي نستخدمه هو قلب النخل.حتي إن الباعة حينما ينادون عليه يقولون:قلبك يا مسيحي.هذا القلب هو الذي نقدمه لله الذي قال:يابني اعطني قلبك(أم23:26).
2-سعف النخل ليس فقط قلب النخل.بل هو أيضا جديد وأبيض.وهما صفتان لازمتان للقلب النقي القلب الأبيض الذي تجدد في المعمودية بالميلاد الجديد.فقلب النخلة بلا شك ميلاد جديد.
3- قلب النخل أيضا طري يستسلم لصانعه فيشكله كما يشاء.
وهو بهذا يعطينا فكرة عن حياة التسليم,التي يترك بها الإنسان نفسه في يد الله يفعل ما يشاء,في طاعة كاملة له,مثل قطعة الطين الطرية في يد الفخاري(رو:21).
وقد اعتدنا أن نقدم لله قلب النخل مجدولا جميلا كهيئة صليب أو قربانة أو قلب.وكل هذا له دلالاته.
4- وسعف النخل يذكرنا بالنخلة التي شبه بها الصديقون.فقيل:الصديق كالنخلة يزهو(مز92:12).ولعل الصديق تشبه بالنخلة في علوها,واتجاهها نحو السماء…النخلة التي تنمو باستمرار,وتمتد إلي فوق,وفي كل عام يزداد نموها,كدرس في النمو الروحي.وفي نفس الوقت تمتد جذورها عميقة وقوية تستطيع أن تحتمل كل هذا الارتفاع.كل هذه دروس لنا…
5- والنخلة ثابتة مهما عصفت بها الرياح.
قد تهزها الريح أحيانا إذا كانت قوية,ولكنها لاتسقطها,لأنها راسخة,علي الرغم من أنها تبدو نحيفة هزيلة!.
6- والنخلة تمثل النسك والاحتمال والرضا بالقليل.
لذلك يمكن أن تنمو في الصحراء,وتحتمل الحر والعطش.وقد تترك فترة طويلة بدون ري,فتبقي وتحتمل.وبهذا كانت أشهر نباتات البرية وأقواها.ولهذا كانت طعام النساك.تذكرنا آبا نفر السائح,الذي كان يقتات ببلح النخل في البرية,كما تذكرنا بالقديس الأنبا بولا أول السواح الذي كان رداؤه من سعف النخل,أو من ليف النخل…
7-والنخلة شجرة مثمرة ومغذية.
بلحها يعطي طاقة غذائية كبيرة وفيه الكثير من المواد الغذائية.ويمكن حفظه مدة طويلة بلا تلف.وهكذا الإنسان البار يقدم باستمرار غذاء روحيا لغيره.
8- والنخلة كثيرة المنافع للناس.
بلحها طعام كغذاء,وسعفها نافع لصنع السلال,وليفها نافع لصنع الحبال,وجريدها نافع لسقوف بيوت الأرياف,وأقلافها نافعة للوقود,وكذلك جزوعها نافعة للسقوف وللوقود.وكانوا يجوفونها ويستخدمونها لدفن الموتي في بعض العصور…كل هذه المنافع,تجعلنا نقول:ليس فقط الصديق يزهو كالنخلة.إنما هو أيضا نافع من كل ناحية.
أغصان الزيتون:
استقبلوا السيد المسيح بصعف النخل, وأيضا بأغصان الزيتون.
فلماذا؟وما هي الرموز التي تحملها أغصان الزيتون؟
1- أغصان الزيتون ترمز إلي السلام,منذ أن حملت الحمامة ورقة زيتون خضراء لأبينا نوح(تك8:11).مبشرة أياه بأن الطوفان قد انتهي ,وعادت الأرض موطنا للسكني.وهذا يذكرنا بأن السيد المسيح كان صانع سلام بين السماء والأرض,وبين اليهود والأمم…وإنه نقض الحائط المتوسط.
2- أغصان الزيتون تذكرنا بزيت الزيتون,رمز الروح القدس.
نتذكر بها المسحة المقدسة(1يو2:27,20)(خر30:24-25)وكيف كان الزيت يمسح به الملوك والكهنة والأنبياء في العهد القديم.فهل أنت في استقبال المسيح في أحد الشعانين يكون لك سلاما معه,وتتذكر المسحة التي مسحت بها فحل فيك روح الله؟.
3- واغصان الزيتون تذكرنا بقول المزمور:بنوك مثل غصون الزيتون الجدد حول مائدتك(مز127)غصن الزيتون يحمل الزيت في داخله,وبالأكثر ثمار الزيتون.والزيت يرمز إلي الروح القدس.فهل أنت محتفظ بالروح القدس في داخلك.وهل حينما ترفع أغصان الزيتون في يوم أحد السعف,تتذكر أن بنيك كأغصان الزيتون,تقدمهم إلي الله بزيت البهجة,فيهم الروح القدس,الذي مسحوا به بعد عمادهم,فصاروا مساكن للروح…
4- وزيت الزيتون يذكرنا بقول المرتل إنه زيتونة خضراء في بيت الله.
زيتونة حاملة للزيت,الروح القدس.ولذلك شبهت الكنيسة بالزيتونة,لأنها تحمل الزيت المقدس للناس.وهكذا فأن سفر زكريا النبي يتحدث عن الزيتونتين اللتين عن يمين المنارة(زك4:11).وكيف أن الملاك أجابه بأنهماابنا الزيت(زك4:14)إنهما كنيسة العهد القديم,وكنيسة العهد الجديد.ويشرح أمرهما القديس بولس الرسول في رسالته إلي رومية.فيذكر الزيتونة الأصلية التي هي كنيسة العهد القديم,التي طعمت فيها زيتونة برية هي كنيسة الأمم(رو11:17-24).
إذن حينما نرفع أغصان الزيتون في يوم أحد السعف,أترانا نقدم الكنيسة للرب؟.
5- وحينما نرفع أغصان الزيتون,أترانا نذكر السرج التي كانت تضاء يوميا بزيت الزيتون في خيمة الاجتماع وفي الهيكل؟ونذكر معها أننا نور العام,نضيء مثلها بالزيت الذي فينا…وبرفع السعف الذي هو قلب النخل ومعه أغصان الزيتون التي تذكرنا بزيت الزيتون الذي يرمز للروح القدس,أترانا نربط بين الأمرين:القلب والروح القدس العامل فيه..؟
الجناز العام:
ليتنا نذكر كل هذا,ونذكر معه الجناز العام الذي تصليه الكنيسة بعد نهاية قداس أحد السعف علي أرواح الذين ينتقلون من هذا العالم الفاني خلال أسبوع الآلام.
هل خلال هذا الجناز ستذكر الموت,وتستعد له,وتقول مع المرتل مستعد قلبي يا الله مستعد قلبي.أو تقول مع المرتل أيضاإنما نفخة كل إنسان قد جعل,إنما كخيال يتمشي الإنسان…عرفني يارب نهايتي ومقدار أيامي كم هي,لأعرف كم أنا زائل(مز39:4-6).
سؤال وجواب:
هل نزل المسح من القبر إلي العالم السفلي؟هل نزل إلي هناك روحا وجسدا.وصلتنا أسئلة عديدة خاصة بنزول السيد المسيح إلي العالم السفلي لتبشير الذين ماتوا علي رجاء وأخذهم معه إلي الفردوس بعد إتمام الفداء ويركز أصحاب هذه الأسئلة علي أمرين هما:
أ- هل نزل المسيح من القبر إلي العالم السفلي؟
ب- وهل نزل إلي هناك بناسوته كاملا روحا وجسدا؟
والجواب:
حسب تعليم الإنجيل المقدس والكنيسة والآباء, السيد المسيح نزل بروحه الإنسانية فقط إلي أقسام الأرض السفلي,وبشر الموتي الذين رقدوا علي رجاء.
لقد بشرهم بأن الخلاص قد تم,وأنه قد دفع ثمن الخطية نيابة عنهم.وإذ فداهم,ينقلهم إلي الفردوس…
وقد حدث ذلك في نفس يوم الصلب,كما قال للص اليميناليوم تكون معي في الفردوس(لو23:43).إذن باب الفردوس قد فتح في نفس يوم الصلب,ودخل فيه المسيح ومعه اللص اليمين وأبرار العهد القديم الراقدين علي رجاء.
وفي نفس يوم البشري هذه كان جسد السيد المسيح في القبر.إذن قد بشر الراقدين في العالم السفلي بروحه فقط.
وهذا هو تعليم الكتاب المقدس,لأن السيد قد أسلم روحه الإنسانية في يدي الأب وهو علي الصليب في وقت الساعة التاسعة من يوم الجمعة(لو23:44:46)وبقي جسده علي الصليب إلي أن ذهب يوسف الرامي إلي بيلاطس,وأخذ منه أذنا بأخذ الجسد,فأخذه.وتقول الأجبية إن الجسد أنزل من علي الصليب في وقت الساعة الحادية عشرة.ثم بعد ذلك تم تكفين الجسد المقدس.
وتكفين الجسد أخذ وقتا,استمر إلي قرب الغروب والسبت يلوح.
انضم إلي يوسف الرامي نيقوديموس الذي أتيوهو حامل مزيج وعود نحو مائة منا.فأخذوا جسد يسوع ,ولفاه مع الأطياب كما لليهود عادة أن يكفنوا(يو19:40,39).ووضعا الجسد في قبر منحوت.ويقول الإنجيل عن موعد ذلك:وكان يوم الاستعداد,والسبت يلوح(لو23:54).
ثم دحرج حجر كبير علي فم القبر.وأتي رؤساء الكهنة وختموا القبر وضبطوه بحراس…
إذن متي خرج الجسد من القبر؟لم يخرج إلا في القيامة في فجر الأحد.
محال أن يكون المسيح قد بشر الموتي بجسده وروحه معا لأن الجسد كان في القبر حينما بشر الموتي,ونقل أرواحهم إلي الفردوس في نفس يوم الصلب كما وعد اللص اليمين قائلا:اليوم تكون معي في الفردوس.وإن كان الجسد قد ذهب لتبشير الموتي,فلابد أن يكون ذلك بعد تكفينه ووضعه في القبر…وهذا محال لأسباب كثيرة منها:
0 هل من المعقول أن يبشرهم بجسد مائت؟!وإن كانت الروح قد اتحدت به,تكون القيامة قد تمت.وهذا ضد تعليم الكتاب وضد قانون الإيمان الذي ورد فيهوقام من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب.وهذا ما قاله السيد المسيح لتلاميذه أنهيقتل وفي اليوم الثالث يقوم(مت16:21)(لو9:22).
وإن كان الجسد قد خرج من القبر,ونزل إلي العالم السفلي ليبشر الموتي,لايكون قد شابه يونان النبي الذي قضي الثلاثة أيام في جوف الحوت.وقد ذكر السيد المسيح هذا التشبيه حينما طلبوا منه آية فقال لهم جيل فاسق وشرير يلتمس آية,ولا تعطي له إلا آية يونان النبي(مت16:4). وهذا ما نقوله في ذكصولوجية يونان,أنه كان في ذلك شبه المسيح.
إذن لم ينزل المسيح إلي أقسام الأرض السفلي بجسد مائت,ولا هذا الجسد أتحد بالروح قبل اليوم الثالث,ولا هو قصر مدة أقامته في القبر بالخروج منه قبل الموعد.ولو كان قد بشر الموتي بجسده,كما بروحه,فهل بشرهم بجسد حوله الأكفان والأطياب؟!.وهل يعقل أن الذي ينقل الراقدين إلي الفردوس يكون مكفنا؟!.أم تراه خرج من أكفانه؟!.وإن حدث فهل دخل فيها مرة أخري ثم خرج منها يوم القيامة؟.وما معني الموت إذن,إن كان الجسد يتحرك هكذا:يخرج من القبر ويدخل!!ويخرج من الأكفان ويدخل!!وهل كان القبر فارغا في فترة خروجه منه؟!وهل في أخذه الأرواح إلي الفردوس,أخذها بنفس الجسد المائت المكفن؟! أنني أطلب من أصحاب السؤال أن يتمسكوا بتعليم الكتاب المقدس,وبتقليد الكنيسة,وبقانون الإيمان الذي يقول عن السيد المسيح: إنه قبر وقام من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب.المسيح نزل بروحه الإنسانية فقط إلي أقسام الأرض السفلي.وبروحه شر أرواحهم.وبروحه دخل الفردوس وأدخلهم معه.وفي كل تلك المدة كان الجسد ميتا في القبر ولم يخرج إلا في وقت القيامة.أما نزول المسيح إلي الجحيم بناسوته كاملا,روحا جسدا,فهذا ما لم يقل به أحد من الآباء,ولايقول به الكتاب المقدس,ولا كتب الكنيسة ولا كل ما تسلمنا من التقاليد…
ومن له أذنان للسمع فليسمع(متي13:43).