كل شخص منا يعمل ويشعر ويتصرف بطريقة تتسق تماما مع صورته الذاتية, صورته عن نفسه, بصرف النظر عن واقعية تلك الصورة التي تكونت داخل كل منا من مصادر مختلفة, منها الوالدان والمجتمع والأصدقاء ووسائل الإعلام وتجارب الحياة وخبراتنا السابقة. ولأنها تحدد سلوكياتنا في الحياة, وتحدد لكل منا طريقه واتجاهه وإمكانية تحقيق أهدافه, لذلك يكون من الرائع أن أتعلم كيف أستطيع أن أغيرها وأجملها. بل وأستبدلها.
يخبرنا علماء التنمية البشرية أن صورة الذات السلبية يمكن محوها, وبالتالي تستبدل بها صورة ذات جديدة إيجابية, ونعمل علي أن نجعلها تؤثر فينا بصورة إيجابية تبعا للصورة التي نتمناها لأنفسنا.
يشبه بعض العلماء الحياة بالسيارة المتحركة بدون فرامل لأنها تسير بك سواء شئت أو رفضت, إنك إذا أمضيت وقتا طويلا في النظر إلي المرآة الخلفية الماضي فإنك سوف تصطدم بشجرة. وهذا هو السبب في أن نافذتك الأمامية المستقبل أكبر من مرآتك الخلفية, لكنك إذا ركزت علي أهداف المستقبل فإنك ستظل علي الطريق, وتمسكك بالعلاقة بالله له المجد هو الذي يعطيك القوة والطاقة لتقود حياتك تحت إرشاده ومعونته.
صورتك الذاتية.. صورتك عن نفسك, لابد أن تخدم أهدافك ورؤيتك للحياة, إنك إذا رغبت في تحقيق هدف فعليك أولا أن يكون لديك هدف. إن الأشخاص الذين يقولون بأن الحياة ليست جديرة هم يقولون في الحقيقة بأنهم أنفسهم ليس لديهم أهداف شخصية جديرة أيضا, لأن الرجل أو المرأة بدون هدف مثل السفينة بدون دفة, فكل منهم لن يقود حياته ولسوف ينتهي به المصير علي شواطئ اليأس والهزيمة والكآبة, لذلك لابد أن توجه صورتك الذاتية نحو هدف ورغبة ورؤية.
احرص علي أن توجد وسط أناس يشجعونك ويشحذون طاقاتك وتجنب الشخص المثبط لعزيمتك. الشخص الناجح هو الشخص القادر علي قيادة صورة ذاته والذي عنده أهداف. إنك عندما لا تجاهد من أجل هدف ولا تتطلع للأمام فإنك في الحقيقة لا تعيش.
إن امتلاك رأي منخفض عن نفسك ليس تواضعا بل هو تدمير للذات, التمسك بمدي تفردك ليس غرورا بل هو شرط مسبق للسعادة والنجاح, إن الطريقة التي تشعر بها تجاه نفسك يمكن أن يكون لها تأثير عليك طول عمرك. اقبل نفسك وسامحها واحترمها وقدر قيمتها. اسعد بما تمتلك, السعادة لا تعمل وفقا لجدول محدد, وإذا كنت تنتظرك الوقت الملائم لكي تكون سعيدا فمن المؤكد إنك سوف تنتظر إلي الأبد, إن قطار السعادة يقف علي المحطات التي يختارها بنفسه, ركز علي ما تمتلك وما تنفرد به كإنسان, ركز علي رؤيتك وغايتك وأهدافك.
باختصار اقبل نفسك إن الحجر الأساسي للسعادة هو قبول نفسك باعتبارك إنسانا جديرا, وكما ذكرنا مرارا إننا لا نري الدنيا كما هي بل كما نحن. عالمك داخلك. كن جميلا تري الدنيا جميلة.
www.miladmoussa.com