تشير الإحصائيات الأخيرة لانتشار فيروس “التهاب الملتحمى الفيروس” أن هناك انتشارا سريعا ومتزايدا للفيروس، والذى بدأ منذ يوم الاثنين 18 أكتوبر فى منطقة المطرية بمحافظة الدقهلية وخلال أيام قليلة انتشر فى بورسعيد وحتى مثول الجريدة للنشر كان آخر بيان رسمى صادر عن وزارة الصحة أن أعداد المصابين وصل إلى حوالى 2000 مصاب، هذا الفيروس انتشار وبائى رغم سهولة علاجه حسبما أفاد به المتخصصون .
الدكتور ثروت مقبل رئيس الجمعية الرمدية المصرية ورئيس قسم العيون بكلية طب جامعة المنصورة أجاب تفصيلا عن جميع تساؤلاتنا من خلال هذا الحديث:
• ما المسمى العلمى للفيروس؟
يطلق على هذا الفيروس ” أدنوفيروس” ومعناه ( التهاب الملتحمى الفيروس).
• ما أهم أعراض الإصابة به وكيف يصاب الشخص به ؟
يشعر المصاب فى البداية بحكة فى عينيه ( هرش أو أكلان فـى العين ) وبمجرد دعكه لعينيه يصاب باحتقان واحمرار فى بياض العين، ويأتى الفيروس فى البداية فى عين واحدة وتصاحب الأعراض السابقة وإفرازات دمعية من عينيه ويكون حساسا للضوء، وفى خلال يوم تصاب العين الأخرى بنفس الأعراض، ويحدث تورم فى الجفون، وقد يصاحب هذه الأعراض التهاب فى الغدد الليمفاوية أمام الأذن وأسفل الفك ويشعر المريض بألم فى هذه المنطقة .
ينتشر الفيروس بسهولة شديدة عن طريق الأيدى وإفرازات العين. حيث إن الشخص يصاب بدموع يمسحها بيده ثم يصافح شخص آخر فتنتقل إليه العدوى، وبمجرد أن أحد أفراد الأسرة يصاب بالفيروس بسهولة تنتقل العدوى لباقى أفراد الأسرة.
• ما أفضل وسيلة لعلاج هذا الفيروس؟
يتم العلاج باستخدام قطرات أو مراهم ضد الالتهاب تحتوى على نسبة بسيطة من الكورتيزون تحت إشراف الطبيب لمدة ثلاثة أو أربعة أيام واستخدام مضاد حيوى لعلاج الالتهاب البكتيرى المصاحب للحالة، وهذا الالتهاب البكتيرى يظهر عند الشخص فى صورة إفرازات دمعية، وأيضا “عماص”، ويمكن استخدام غسيل للعين وننبه عدم استخدام الكورتيزون عموما لمدة طويلة حيث إن استخدامه طويلا يؤدى إلى ارتفاع ضغط العين، وقد تتكون بالعين مياه بيضاء.
• هل يعد هذا الفيروس من أنواع الرمد ولماذا ظهر فى هذا الوقت بالذات ؟
بالطبع هو رمد فكلمة رمد تعنى ( التهاب فى الملتحمة ) وهو مختلف عن ما كنا نطلق عليه رمد ربيعى، وهذا الفيروس يظهر مع تغير الفصول، ويأتى فى هذا الوقت كل عام، ولكن هذا العام انتشر بشكل وبائى أكثر ربما لعدة أسباب منها: أن المنطقة التى ظهر فيها فى البداية ( منطقة المطرية بالمنصورة ) هى منطقة مكدسة ومزدحمة، وقد لا يكون هناك مراعاة لقواعد النظافة الشخصية مثل غسل الأيدى باستمرار، وقد يكون هناك تراكما للقمامة وحرق على المكشوف لها مما يجعل المكان أرض خصبة لسرعة انتشار الفيروس، فحرق القمامة تزيد أيضا من الإفرازات الدمعية التهاب العين وأيضا وجود أتربة وملوثات فى الهواء .
• بماذا تنصح لتجنب المزيد من انتشار المرض ؟
بمجرد ظهور أعراض الفيروس على الشخص (وبالمناسبة هو يأتى فى الأطفال فى البداية ثم ينتقل للكبار) لابد من عرض الطفل على طبيب متخصص قد يكون فى الصحة المدرسية أو أقرب طبيب عيون بجوار سكن الطفل أو الشخص المصاب .
ويأخذ العلاج الذى ذكرناه ولأن هذا الفيروس ينتقل سريعا فيجب عدم استعمال أدوات الشخص المصاب مثل فوطة الوجه أو الوسادة التى ينام عليها، ويفضل عزله لحد ما فلا يختلط بباقى أفراد الأسرة، كذلك إذا كان طالب فى مدرسة يفضل تغيبه عن الدراسة مدة ثلاثة أو أربعة أيام حتى لا ينقل العدوى لباقى الطلبة، ويجب أن يوعى المدرسين ونظار المدارس أولياء الأمور والطلبة لعدم إرسال الطالب المصاب إلى المدرسة.
• هل يمكن أن يصاب الشخص بالفيروس أكثر من مرة ؟
بالفعل يمكن أن يصاب الشخص الذى أصيب بالفيروس مرة أخرى بعد شفائه عن طريق نقل العدوى إليه من شخص مصاب به .
وستكون العدوى بسيطة أيضا ويأخذ ذات العلاج، ويجب الاهتمام أكثر بأطفال الحضانة. حيث يتم تكدسهم فى حجرة واحدة وهنا تكون العدوى أسرع وفى أعداد أكبر .
• هل يعلم طلبة كلية الطب هذه المعلومات عن الفيروس؟
بمجرد انتشار الفيروس فى منطقة المطرية بالمنصورة جمعت طلبة رابعة طب لأخبرهم كل شئ عن الفيروس، وكيفية معرفته وطرق العلاج حتى يصبحوا هم أنفسهم مصدر وعى لأسرهم.
• متى يمكن أن ينحسر الفيروس؟
من المتوقع أن ينحسر الفيروس خلال عشرة أيام.