أثبتت دراسات قام بها فريق علمي طبي أثري برئاسة عبدالحليم نور الدين أستاذ الغة المصرية بجامعة القاهرة, بالتعاون مع باحثين من جمعية القلب الأمريكية أن أمراض القلب والصدر ليست عصرية لكن المصريين القدماء تعرضوا لها أيضا.
وقال المجلس الأعلي للآثار في بيان صادر عنه, إن الدراسات الحديثة أثبتت أن أمراض القلب والصدر, وخاصة الشريان التاجي ليست نتيجة لأسلوب الحياة العصرية, مرجحة أن تكون مرضا جينيا عاني منه قدماء المصريين.
وقال زاهي حواس الأمين العام للمجلس, إن هذه النتائج توصل إليها فريق العمل بعد فحص عشرين مومياء كانت موجودة بمخازن المتحف المصري بالقاهرة بالأشعة المقطعية لمعرفة ما إذا كانت أمراض القلب عصرية أم قديمة.
وأضاف, نتائج الأبحاث أكدت أن أمراض القلب عاني منها المصريون القدماء.. تسع مومياوات من العشرين مومياء (أصحابها) كانوا يعانون من مرض تصلب الشرايين وسبع (مومياوات) عانت من تكلس الأوعية الدموية في القلب وأن أكثر المومياوات معاناة من مرض تصلب الشرايين إمرأج تدعي راي وعاشت بين 30 و40 عاما وكانت المربية الخاصة بالملكة أحمس نفرتاري.
وقال إن دراسات علمية أجريت منذ عامين علي مومياوات ملكية لمعرفة وتحديد مومياء الملكة حتشبسوت أثبتت أن المصريين القدماء كانوا يعانون من أمراض في القلب, حيث إن فحص مومياء الملك تحتمس الثاني الذي حكم البلاد بين عامي 1512 و1504 قبل الميلاد تقريبا, وكان زوجا للملكة حتشبسوت كان يعاني من مرض في القلب أدي إلي وفاته.
أكد الدكتور عز الصاوي أستاذ أمراض القلب لـ وطني, أن الفراعنة أول من شخصوا الذبحة الصدرية وتصلب الشرايين ووصفوها بدقة في بردياتهم, مشيرا إلي أن مرض الشريان التاجي من أخطر أمراض العصر.
وقال الصاوي, إن الفراعنة وصفوا أعراض الذبحة الصدرية بدقة في بردياتهم منذ أكثر من 5000 عام وبعد فحص أجري علي 20 مومياء فرعونية تبين أن 13 منهم لديهم تصلب بالشرايين.
وأضاف الطبيب المصري, أن تصلب الشرايين يجعل الشرايين ضيقة, مما يؤدي إلي ذبحة صدرية, لافتا إلي أن الوراثة تلعب دورا مهما وراء الإصابة بالذبحة وبأمراض القلب والشريان التاجي الذي يعد من أخطر أمراض العصر ويقف وراء وفيات القلب.
وأشار الصاوي إلي أن ارتفاع ضغط الدم والسكر والضغوط النفسية من أسباب حدوث الذبحة الصدرية, مشيرا إلي أن هناك ثلاث طرق لعلاج تصلب الشرايين, وهي إما عن طريق العلاج الدوائي أو تركيب الدعامات وتوسعة الشرايين أو بالجراحة, مؤكدا أن تركيب الدعامات شهد تطورا كبيرا في الآونة الأخيرة وجنب المرضي إجراء جراحات بالقلب.
وتابع أن التاريخ المرضي ورسم القلب هما اللذان يحددان طريقة العلاج التي تصلح للمريض, ناصحا بالإقلاع عن التدخين وتجنب الأطعمة السريعة واستبدال اللحوم الحمراء بالبيضاء وتناول اللحوم الحمراء مرة واحدة أسبوعيا والبعد عن الأطعمة الدسمة التي تحتوي علي السمن والزبدة والزيوت الغير مهدرجة وممارسة الرياضة لتجنب الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين.