وسط أجواء مشحونة بتفاؤل ونزاهة في أول انتخابات تشهدها مصر بعد ثورة 25 يناير تستعد الأحزاب والتيارات السياسية للمعركة الانتخابية بكل الأسلحة الممكنة, ومن بين هذه الأسلحة سلاح الدين واستخدام الشعارات الدينية وأماكن العبادة في الدعاية الانتخابية.. ومن المتوقع أن نشاهد شعارات دينية وبكثرة نظرا للمكانة التي أصبحت بها تلك التيارات والأحزاب التي تأسست علي الدين.
قالت أمينة النقاش نائبة رئيس حزب التجمع إن القانون يحظر الشعارات الدينية في الانتخابات وسوف يصدر قريبا بيانا من المجلس العسكري بتحديد شروط الترشح في الانتخابات والإنفاق والرقابة والدعاية, وعن شعار الإخوان وغيره من الأحزاب الصاعدة التي تستخدم الدين في الدعاية, قالت ليس من حق أي حزب رفع شعار يتكلم فيه عن المسلمين ككل, فكلنا نرفع شعار الدين لله والوطن للجميع.
وأرجعت أمينة السبب أن الانتخابات الأخيرة قبل الثورة كان يتم فيها التساهل من جانب الحكومة في استخدام الشعارات الدينية, وهذا ما أدي إلي انتشارها وحكم المحكمة الإدارية الذي حكم للإخوان خلال هذه الفترة هو حكم معيب لأنه ينتقد القانون الذي صدر قبله لتنظيم الانتخابات ويمنع استخدام الشعارات الدينية, أما عن استخدام مثل هذه الشعارات في حزب التجمع أوضحت أن الحزب يؤمن بالعلمانية بمعني بعد الدين عن السياسة ولا أحد سوف يستخدم شعارات دينية وهذا لأن الحزب يريد دولة مدنية وليس دينية.
وأوضح الكاتب مجدي حلمي مدير تحرير جريدة الوفد أن القانون لا يمنع رفع الشعارات الدينية ولكنه يمنع فقط رفع شعارات دينية بها تمييز ديني فمن حق المرشح رفع شعارات دينية مثل آية من الإنجيل أو القرآن ولكن المهم أنها لا تحتوي علي تمييز بين أحد, وليس من حق أحد رفع شعار يقول فيه لا تنتخبوا المسيحيين أو المسلمين وهذا ما أكدته المحكمة الإدارية العليا في حكمها حول شعار الإسلام هو الحل أنه شعار غير تمييزي ومن حق المرشحين رفعه في الانتخابات, وأرجع حلمي المشكلة الموجودة عند الناس في الدعاية الانتخابية لعيوب صياغة قانون الانتخابات ككل, ولابد من وجود قانون لتنظيم الإنفاق الانتخابي, وإخضاع كل الحملات الانتخابية لجهة مستقلة مثل الجهاز المركزي لملحاسبات وإعادة صياغة القانون الانتخابي بحيث يصبح نظام انتخابي سهل بشروطه وضوابطه.
وقال د. جمال زهران رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس إن الانتخابات القادمة لا يوجد بها ضوابط علي العملية الانتخابية, ومن المنتظر أن نري شعارات دينية بكثرة, وهناك صعوبة في عمل ضوابط في ظل الاضطراب الأمني الذي نعيشه, ويري زهران أنه يجب الابتعاد تماما عن الشعارات الدينية والابتعاد عن توظيف الدين في الحياة السياسية.. وأول من استخدم هذه الشعارات ليس الإخوان كما يتصور البعض بل الحزب الوطني في انتخاباته ثم انتشرت بعد ذلك.
ومن حزب المصريين الأحرار ذكر سمير رمزي -المنسق الإقليمي لمحافظات وجه قبلي- أنه يرفض تماما هو وكافة أعضاء حزبه الدعاية المقامة علي أساس استغلال الدين ويرفض استخدام الدين في أي تنظيمات سياسية من الأساس إلا في إطار الندوات أو المؤتمرات مثلا داخل المساجد أو الكنائس وأن يكون هدفها التوعية الانتخابية أو نشر البرامج الانتخابية دون المساس بالدين, وأضاف: الأحزاب التي تستخدم الدين في دعايتها تتحدي القانون بشكل واضح وللأسف مطاطية القانون الذي منع استخدام الدين وصمت دون التحدث في تفاصيل إعطائهم المرونة في التحايل عليه, فلم يذكر القانون أن الشعارات الدينية كالإسلام هو الحل مثلا ضمن استخدام الدين في الدعاية الانتخابية أو أن استخدام المساجد كما فعل أحد الأحزاب يعتبر خلط الدين بالسياسة ولهذا نأمل في تحقيق قانون أكثر وضوحا في الانتخابات المقبلة.
واتفق معه د. عبدالمعطي بيومي -عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف- حيث قال: الدعوة الإسلامية واجبة علي كل مسلم لكن أن يتخذها الإنسان لتحقيق غرض دنيوي أو مصلحة شخصية له أو لحزبه فهذا استغلال واضح للدين في غير ما جاء به الدين الذي جاء لهداية الإنسان والدعوة لله سبحانه وتعالي.
وعن قانون منع استخدام الدين في الدعاية الانتخابية أضاف: القانون واضح ولا يجوز استخدام الشعارات الدينية إلا في الدعوة فقط لدين الله ولا تستخدم لتحقيق رواج سياسي أو تجارة معينة فهذا مخالف للدين تماما والمخلصون لدينهم حقا لا يقدمون علي فعل هذا وأما البقية فهي تتاجر بالدين وهذا غير مقبول ولا يصح التحايل علي القوانين التي تنظم حياتنا الدنيوية.