بعد هدم الجدار أمام السفارة الإسرائيلية الذي لم يمر علي بنائه أيام قليلة تباينت ردود الفعل حول بنائه وهدمه.
أثار بناء جدار علي كوبري الجامعة أمام السفارة الإسرائيلية استياء الشارع المصري ويأتي هذا في أعقاب فض الاعتصام الذي نظمه الآلاف حول السفارة احتجاجا علي قتل الجنود المصريين علي الحدود بين البلدين.
عن حقيقة بناء الجدار وعن مليونية9 سبتمبر, وما تحليل الخبراء والمختصين لهذا الموقف كان هذا التحقيق!
في البداية قال د.علي عبد الرحمن محافظ الجيزة لوطني:
في السابق كان يوجد سور بالفعل من الصاج المعرج وتم استبدال السور بالوحدات الخرسانية نظرا لنزع الوحدات السابقة من الصاج المعرج وإلقاء البعض منه علي الرصيف وسرقة بعضه مما أدي إلي تعرض الممتلكات العامة والخاصة للنهب والسرقة والإتلاف وهذا السور لحماية الشقق السكنية في الأدوار المنخفضة في العمارة المكونة من 20 طابقا بالإضافة العمارات المواجهة لكوبري الجامعة.أوضح أن هذا السور بمثابة حاجز لتفادي التلفيات نتجة إلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف مؤكدا علي قيام بعض المتظاهرين في المرة السابقة بنزع الحجر الخاص بتمثال نهضة مصر واستخدامه في القذف علي السفارة, مشيرا إلي أن السفارة تحتل الأدوار العليا من عمارة مكونة من20طابق والسور الخرساني الجديد يتراوح ارتفاعه من 270سم إلي 290 سم وهو بمثابة ستار يحجب المنطقة عن الرصيف التي يستخدمه المتظاهرون أمام مبني السفارة علي كوبري الجامعة موضحا أن الشارع بجانب الكوبري منخفض.
مخالفة القانون والدستور
من جانبه قال السفير إبراهيم يسري مساعد وزير الخارجية للشئون القانونية والمعاهدات الدولية الأسبق:
هذا الأمر يعتبر مخالفا للقانون والدستور وإنه اعتداء علي حرية المواطن للتحرك داخل بلده وعدوان علي شخصه مؤكدا علي عدم أحقية الجانب الإسرائيلي في إقامة جدار عازل أو إغلاق شوارع موضحا أن البيت الأبيض كل الشوارع التي حوله مفتوحة ولايتم إغلاق شوارع أو ميادين مؤكدا أن هذا نتيجة طبيعية لفشل الأمن في تأدية دوره وعلي الجانب الآخر غير مقبول امتهان البعثة الدبلوماسية لدولة أجنبية.
وقال السفير عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق وأستاذ القانون الدولي: تم بناء الجدار بناء علي طلب إسرائيلي وهذا الجدار لن يحمي إسرائيل من صحوة المجتمع المصري ولم يمنع هذا الجدار الثوار مشيرا إلي أن عملية بناء سور مستفذة مؤكدا أن إسرائيل لم تقدم اعتذارا رسميا عما حدث من اعتداءات في سيناء أو تقديم تعويضات.
أضاف بقوله: الدولة لابد أن تتحرك في جميع الاتجاهات حتي تشعر إسرائيل أن مصر لن تكون لقمة سهلة الهضم ووصف الأشعل مايحدث علي الحدود محاولة لإشغال مصر عن قضاياها الداخلية مطالبا برد فعل قوي وضروري ومراجعة المعاهدات.
من جانبه أكد السفير جمال بيومي مدير برنامج اتفاقية المشاركة المصرية الأوربية بوزارة التعاون الدولي والأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب.
ماحدث علي الحدود في سيناء حادثة حدود وليست حالة حرب, ينبغي أن تدار الأزمة بشئ من التريث مؤكدا أن الإعلام بالغ في هذه الأزمة ومصر واجبها أن تحمي هؤلاء المبعوثين الدبلوماسين لأي دولة أجنبية لأن العرف والأخلاق والقانون والدستور أقر هذه المبادئ.موكدا أن قرار الحكومة ببناء السور جاء لتوفير الحماية للسفارة والعاملين فيها مشيرا إلي أن حماية السفارات علي الأراضي المصرية مسئولية الحكومة وأن تعرضها للخطر يمثل خرقا للقانون الدولي.
السور إجراء وقائي!
ومن جهته أكد المهندس إبراهيم محلب رئيس شركة المقاولون العرب:
بناء السور بمثابة إجراء وقائي لحماية السيارات والمعدات والممتلكات العامة والخاصة بالإضافة إلي حماية المارين فضلا عن سكان العمارات المجاورة وأفراد القوات المسلحة مشيرا إلي أنها تستهدف تأمين وحماية المواطنين, وعدم وجود علاقة من قريب أو بعيد بحماية السفارة موضحا أنه إذا كانت هناك نية لحماية السفارة الإسرائيلية يتم بناء سور بارتفاع 50 مترا لتستهدف الدور السابع عشر من عمارة مكونة من 20طابقا مؤكدا أن إقامة هذه الحواجز والسواتر تستهدف عدم الاحتكاك بين المتظاهرين وسكان العقارات مشيرا إلي أنه يمكن تفكيكها مرة أخري.
وفي هذا الإطار قال د.عماد جاد الخبير في الشئون الإسرائيلية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام: بناء السور العازل قرار صحيح إزاء الانتهاكات التي حدثت مؤخرا بإنزال العلم الإسرائيلي ووضع العلم المصري بدلا منه والبعثة الدبلوماسية لها احترام متبادل من الجانبين المصري والإسرائيلي إزاء موافقات من الجانبين لتأمين مقار السفارات.
وأكد جاد أن المجلس العسكري بالتعاون مع وزارة الخارجية بالموافقة علي بناء الجدار يهدف تأمين البعثة من أي انتهاكات مقبلة علي أيدي شباب الثورة والمنطقة المجاورة للسفارة.
ومن جانبه قال السفير محمد بسيوني سفير مصر الأسبق لدي إسرائيل: الجدار تم الموافقة عليه من جانب المجلس الأعلي للقوات المسلحة والخارجية المصرية وذلك علي طلب من البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية بالقاهرة لتأمين السفارة والجدار لا يشكل أي نوع من الانتهاك للأراضي المصرية بإنشاء السور الخرساني وذلك لتأمين المبني بالكامل من الغوغاء الذين يريدون تخريب العلاقات المصرية- الإسرائيلية.