الناس يتزوجون لأسباب متعدة منها العاطفية والاجتماعية أو الاقتصادية… والكثير يعتقد أن الزواج استقرار ونهاية لمتاعب وفوضي حياة الشباب,وقد يكون هذا صحيحا لكن هناك من الدلائل ما يؤكد أن الزواج قد يكون بداية لمتاعب ومشكلات مختلفة ولعل منها إحساس الزوج بتغير في شخصية الزوجة,ولعل التغير سمة طبيعية لشخصية المرأة بعد الزواج ولكن يجب أن يكون في اتجاه إيجابي حيث أنها أصبحت اثنين وليس شخصا واحدا,كما أن امتزاج شخصيتها مع شخصية الطرف الآخر يمنحها قوة في مواجهة مشاكل الحياة بأنانية أقل وتسامح أكبر ورضا أعمق.
وعن هذا الموضوع يحدثنا دكتورلطفي الشربينياستشاري الطب النفسي قائلا:مهما كانت درجة التعارف بين الزوجين في فترة الخطوبة فإن وجود الزوجين وجها لوجه في مكان واحد والتعامل بينهما في تفاصيل الحياة علي مدي ساعات اليوم وتوالي الأيام بما فيها من مواقف مختلفة كل هذا من شأنه أن يجعل طباع وسلوكيات كل منهما مكشوفة أمام الآخر وبالتالي تظهر الصفات الخفية في شخصية الزوجة والتي ربما حرصت ألا تظهر قبل الزواج أو لم تكن هناك مناسبة لظهورها,وهذا ما يسبب أحساس الزوج بتغير شخصية زوجته عن فترة الخطوبة,وفي بعض الأحيان تتكشف أشياء عن الزوجة كانت خافية علي الرجل قبل الزواج ويبدو الأمر علي أنه تغير حدث في شخصيتها كالمرأة العصبية,العدوانية,الغيورة,المادية,والأهم غير الملتزمة.
وأشار د.الشربينيإلي أن الزوجة إذا كانت حريصة علي زواجها فإنها ستبذل كل جهد لتكون بالصورة التي يحبها عليها زوجها أما إذا كانت غير حريصة علي زواجها فإنها ستكون غير مبالية ولن تبذل جهدا في الحفاظ علي صورتها أمام زوجها.
وأوضح د.الشربينيإذا كان الزواج يمثل قيمة حقيقية للمرأة وهدفا أسمي تريد الوصول إليه فإنها سوف تشعر بقدر كبير من الاستقرار والرضا والسعادة,وهذا يجعلها تسترخي واثقة في مشاعر زوجها لها بحيث لا يصبح هناك ضرورة للمظاهر الشكلية البراقة والاهتمام بمظهرها وهذا قد يبدو في عين الزوج سئ النية إنه تغير وإهمال وعدم عناية بينما هو في حقيقة الأمر قدر عال من الطمأنينة والثقة في ثبات العلاقة الزوجية واستقرارها,أما إذا كان الزواج لا يمثل قيمة حقيقية للمرأة فيصيبها الفتور العاطفي بعد الزواج ويتراجع اهتمامها بالزوج وحتي باستقرار العلاقة واستمراها ويظهر اهتمامها بنفسها,وهنا قد يستجيب الزوج للتغير في شخصية الزوجة إما بالاستسلام أو برد الفعل,الحاد الذي يهدد العلاقة الزوجية نفسها.
ومن جانبه أضاف د.غريب عبد السميعأستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان:إن طبيعة المرأة تتشكل في ثلاثة كيانات رئيسية أولا:المرأة الأم وهذه تتجه بكل مشاعرها نحو أطفالها وتكون مشغولة طول الوقت بهم وتدور كل سلوكياتها حول مركز واحد وهو أبناؤها وتهمل زوجها.ثانيا:المرأة الزوجة وهي التي تتجه بكل مشاعرها نحو زوجها فتحبه حبا شديدا وتخلص له طوال العمر وتكون أقرب إليه من أي مخلوق آخر فهما دائما في علاقة ثنائية حميمة يقضيان معظم الوقت معا.
ثالثا: المرأة الأنثي وهي التي تتميز بالنرجسية وحب الذات وتتجه بمشاعرها نحو نفسها وتتوقع من الجميع أن يدللوها وتغضب إذا أهملت فهي تريد أن تكون في مركز الاهتمام دائما ولذلك فهي دائما مشغولة بجمالها وجاذبيتها لذلك تقضي وقتا كبيرا أمام المرآة وما يثير اهتمامها هو رأي الناس فيها,لهذا في غمرة انشغالها بنفسها تنسي أولادها وزوجها وكل شئ… وأكد علي أن المرأة المتكاملة هي التي تتوازن فيها الكيانات الثلاثة فتكون أما وزوجة وأنثي بشكل متكامل وهذا لا يمنع أن تبرز أحد الكيانات عن الأخري في أوقات معينة فتبرز دور الأم حين يمرض أحد الأبناء ويبرز نمط الزوجة حين يكون الزوج في محنة وتبرز الأنثي في مرحلة منتصف العمر حين يكبر الأولاد ويقل احتياجهم لها.