بعد أن نجح المجتمع في تغيير الأوضاع الراهنة والاتحاد من أجل مستقبل أفضل,أعرب بعض خبراء التعليم عن ضرورة أن يطول التغيير مناهج التعليم لإفراز مجتمع لديه القدرة علي التغيير بحرية عن مطالبه وتوفير مناخ تعليمي متطور.. وهو ما نرصده في التحقيق التالي:
قال الدكتور كمال مغيث- خبير تربوي إن المناهج الدراسية تنقصها المواد الثقافية والمعلوماتية وذلك لابتعادها عن التطورات السياسية والاقتصادية وجمودها في قالب واحد من الحفظ والتلقين وخاصة في التاريخ,وأن المناهج تحتاج إلي تطوير أنظمتها الثقافية ومعالجات في التاريخ لحثها إلي الانتماء والمواطنة والحفاظ علي مصالح الوطن.
وأرجع مغيث يوم25 يناير إلي وجود طفرة في التعبير عن الرأي للمطالبة بحقوقهم المشروعة في الحياة بالإضافة إلي تغييرات دستورية وتشريعية دليل علي سلوكهم وخروجهم بفقدان المناهج للوعي السياسي والثقافي .
وأشار مغيث إلي أهمية الشباب في هذه الفترة بعد نجاحه في تغيير النظام الحالي ويعتبر يوم25 يناير من الملامح التاريخية ليقترب مما حدث في ثورتي 1952,1919 وأتمني أن يتم تدريس ثورة يناير في مناهج التعليم.
العزلة التعليمية!
وقال الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بتربية عين شمس إن العزلة وراء أسباب خروج الشباب يوم 25 يناير وعدم الانتماء والمواطنة إحدي أسباب التطرف والشعور بحقوقهم المشروعة التي توالت منذ عصور ماضيه والتي أفرزتها المناهج الدراسية وعدم الحوار مع المسئولين وغلق المدرسة منذ الصباح علي أنفسهم وعدم الأخذ بمطالبهم واحتياجاتهم منذ المراحل الأولي من التعليم الأساسي وحتي الجامعة.
وأوضح شحاتة ضرورة احتواء المناهج الدراسية علي احتياجات الطلاب ومشكلاتهم ومنها مناهج النشاط الذي يركز ميول الطلاب واستعدادهم وينطلق من تعريف المنهج باعتباره مجموعة من الخبرات المترابطة والمتكاملة توفرها المدرسة للطلاب بجانب الاهتمام بالمواطنة ودمج الحقوق والواجبات والمشاركة المجتمعية والحزبية .
ومن جانبه أوضح الدكتور علي محمد بالمركز القومي للبحوث التربوية أن المناهج لاتحتوي علي الولاء والانتماء والاعتزاز بالوطن واحترام الآخر والمشاركة السياسية الفاعلة, مشيرا إلي ضرورة معالجة المناهج للسلبيات التي نفرزها في عقول الطلاب منذ المراحل الأولي من التعليم الأساسي وذلك من خلال إبداء رأي الطلاب في النظام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي واحتوائها مباديء دراسة جغرافيا الإنسان والبيئة وحسن استخدام موارد البيئة والحفاظ عليها من التلوث ودراسة موقع مصر والوطن العربي علي الخريطة الجغرافية والسياسية مما ينمي الشعور بالانتماء والمواطنة.
وقال الدكتور محمد محمود بالمركز القومي للبحوث التربوية إن ما حدث يوم 25 يناير نتيجة تراكم التعليم المصري وخاصة في دراسة المناهج التعليمية والتي تسببت في فرز سموم في عقول الطلاب منذ المراحل الأولي من التعليم.
ووضح محمود أن المناهج من الضروري تطويرها لمواكبة المتغيرات السريعة في مجال التعليم في العالم وتطوير أساليب التدريس وتحويل المناهج التعليمية إلي تطبيقات عملية تساعد الطالب علي تنمية قدراته وتعده إعدادا جيدا واختفاء الظواهر التي تغلغلت في مجتمعنا مثل التحرش والعنف والتي أثارت الضيق في نفوس الجميع وأهمية وضعه درجات لسلوك الطالب ووضع ضوابط لتهذيب المشاغبين الذين لايحترمون مدرسيهم.
ضرورة تغيير المناهج التعليمية
وأشار الدكتورأحمد زايد عميد كلية آداب القاهرة السابق إلي السلوك العدواني للتلاميذ والتطرف مشيرا إلي أن الطفل قبل4 سنوات غير معترف به تعليميا في مصر وفي الفترة من4-6 سنوات لايذهب إلي المدرسة إلا 28% فقط من الأطفال ونسبة التسرب في المرحلة من6 إلي 14سنة تصل إلي 16% وهي نسبة كبيرة للغاية,موكدا أن ثلث الطلاب يتجهون بعد ذلك إلي التعليم العام والثلثين إلي التعليم الفني والمهني .
أكد زايد أن المفاهيم والمكونات للمناهج بحب أن ينظر إليها كأدوات تفتح أبواب فهم العالم وشفرات لفك رموز المجتمع وتعتبر العمود الفقري في المواد الدراسية تمكن الطالب من مواجهة المتغيرات البيئية والسياسية والاقتصادية.