فجرت الأحداث الدامية أمام ماسبيرو مشاعر السخط والغضب في نفوس الكثير من الشباب (مسلمين وأقباط) ودشن الشباب حملة مقاطعة التليفزيون المصري التي وصل عدد أعضائها ما يقرب خمسين ألف عضو. نتيجة لموقف التليفزيون المصري الغريب وتغطيته البعيدة عن الموضوعية والمصداقية لأحداث ماسبيرو خاصة في بداياتها والتعتيم الإعلامي, واشتد النقاش بين بعض طلاب الإذاعة والتلفزيون بكلية الآداب جامعة حلوان علي الصفحة الخاصة بهم, بين مؤيد للجيش ومهاجم للمتظاهرين لأنهم قاموا بإطلاق النيران علي أفراد الجيش الذين يحمون البلاد كما يزعم أصحاب هذا الرأي, وهناك من هاجم الجيش واتهمه بإطلاق النيران علي متظاهرين عزل من السلاح, خرجوا للتعبير عن آرائهم, وهناك من يري أن المتظاهرين في الفترة الأخيرة يستحقون التصدي لهم لأنهم يدفعون للخراب بكثرة التظاهرات والاعتصامات, وفي نهاية الأمر حاول الكثير من الطلبة إنهاء هذا الحوار سواء بمسح ما قاموا بكتابته وما يتضمن اتهام للآخر, أو بتهدئة الوضع بتوجيه الحديث إلي الاهتمام بمصر ومستقبلها والقضاء علي الفتن, ووجه أحد الطلبة تحية للبابا شنودة ووصفه بأنه علم من أعلام مصر, وحاول شباب كلية العلوم جامعة حلوان التحذير من خطر الفتنة وأثرها علي البلاد, كما وجه أحد الطلاب اتهام للمجلس العسكري بصفته المسئول عن تلك الأحداث وذلك علي الجروب الخاص بهم وهو بعنوان علوم حلوان 2010 واكتفي أعضاء صفحة شباب وبنات حقوق القاهرة بكتابة : لا يمكن لخط المترو أن يربط السيدة زينب بمارجرجس إلا لو مر بالملك الصالح, ربنا يرزقنا بملك صالح يقدر يربط المحطتين دول ببعض قولوا آمين, كما أعرب اتحاد طلبة إعلام القاهرة, عن أسفه لما وقع بالبلاد من أحداث مؤسفة, بالإضافة لنقاش دار بينهم عن أثر تلك الأحداث علي انتظام المحاضرات في الأيام التالية, وذلك علي الجروب الخاص بهم.
أما داخل الجامعات فحاول معظم الطلاب تجنب الحديث في هذا الأمر حتي لا يتحول لفتنة بين الطلاب.
و قالت إيمان إسماعيل- ليسانس حقوق إنه توجد أيد خفية من داخل مصر وليس خارجها, لأنه سبق تلك المسيرة مسيرات كثيرة ولم يحدث ذلك من قبل, فلا يجوز أن يمنع أحد من المطالبة بحقه لأن الثورة قامت علي العدالة الاجتماعية ووقت الهجوم علي مسيرة ماسبيرو كان المتظاهرون صامتين وسلميين, والهجوم حدث في وقت الغروب حتي يحل الظلام حتي تكون السيطرة أكثر عمقا, كما أنني ألوم الإعلام المصري فما نشر من أخبار كاذبة أثارت الفتنة للمشاهدين مع نقل صورة خاطئة لما يحدث, كما أنني أري أن كلمة قبطي هي أصل مصر فكيف يكون الهجوم عليهم بهذه القسوة أي سبب أو ذنب, وأن تلك الأحداث ليس مؤسفة للأقباط فقط ولكن مؤسفة لجميع المصريين, ولن أتوقع ما حدث من قبل الدولة, وأنا أري أن بعض رجال الأعمال الفاسدين لهم يد فيما حدث حتي يبعدوا النظر ولكنهم لم يستطيعوا فعل هذا بدون مساعدة من يد قوية جدا.
وأشار رامز الأمير- 29 سنة إلي أن ما حدث مؤسف علي الدولة قبل أن يكون مؤسفا علي الفئات الموجودة داخلها فهل من الممكن أن يقتل الأب ابنه؟ هذا مستحيلا, وما حدث في ماسبيرو كان مستحيل أن يصدقه بشر, فجميعنا من شباب كان يسود علينا الحزن لأن من قتلوا هم تلك الوطن عقولهم كانت تعمل حتي يتقدم الوطن كنا دائما نلوم الحكومة المصرية لأنها تتعامل بقسوة ولكن الآن علي من نلوم لا أعرف, وعندما يسوء الأمر نبدأ في إخراج قصص ومبررات فارغة, فمن له المصلحة في تشويه صورة المصريين للعالم كله لأن ما حدث وصل إلي العالم كله, وقتل الإنسان بالدهس أبشع أنواع الموت, وكأن من يدهسه حيوان ليس له قيمة ونحن نريد العدل ونريد المساواة حتي يعيش الوطن في سلام.
وقال الدكتور سامي سيد الأستاذ بكلية سياسة واقتصاد أنا أوجه مسألتي للدولة فقط لأنها هي القائد لأي خطوة ولكن ما حدث في ماسبيرو أمرا غاية في الخطورة بالتأكيد أنه بعلم الدولة , وإذا كان ليس لها علم فمن الضروري أن يعاقب جميع الفرق المسلحة التي حاصرت مسيرة الأقباط بأقصي عقوبة, كما أن ما حدث كان مذبحة دموية لم تراها مصر من قبل, ولكن في هذه المرة رأي العالم كله المصريين ولن أقول الأقباط يقتلون ففي الغرب يعتني البشر بالكلاب وعندما تمرض يذهبون للأطباء حتي يقوموا بفحصها أما المصريين يدهسون والرصاص يخترق أجسادهم والضرب القاسي يزينهم, فأين الكرامة والعدل؟ ما حدث في ماسبيرو لم يحدث في الغابات وفي ذلك الوقت المشحون بالانتخابات ومصالح البلد متوقفة, كان من الضروري أن يكون هناك ما يشغل فكر المصريين بعيدا عن الانتخابات حتي تكون الساحة فارغة لتيارات عديدة تريد محاصرة الوطن, ولكن مصر قوية حتي تمر تلك الفترة ويرجع الأمن للوطن والمواطنين.