الحكومة .. والانضباط
إذا كانت الحكومة غير قادرة علي ضبط مخابز العيش ومنع تهريب جوال الدقيق المدعوم, وأصبح رغيف العيش بحجم الخمسة قروش الممسوحة.
وغير قادرة علي وضع تعريفة محددة للتاكسيات كما هي موجودة في جميع دول العالم, وكذلك منع تحويل جراجات العمارات إلي بوتيكات ولا تسألني عن منظومة متكاملة للمرور تحد من فوضي الميكروباصات في الشوارع.
وإذا كانت الحكومة غير قادرة علي الحد من الفوضي في التعليم الخاص فما يلقنونه للأطفال ليس تعليما وإنما هو ماكينة لحصد الأموال والأرباح, وهو المشروع الوحيد في مصر المعفي من الضرائب والجمارك.
ما هذا التكدس في القضايا من المحاكم وشيوع ثقافة العنف المادي واللفظي وتطور أنماط الجريمة علي نحو ملفت.
ما هذا الغش في الأدوية حتي دعامات القلب, وما هذا الغش في زجاجات المياه المعدنية بل وفي كل أنواع الغذاء.
ما هذه الكمية من الضوضاء في الشوارع والتي لا يوجد لها مثيل في العالم المتحضر أو غير المتحضر أيضا.
ما هو هذا الخلط العجيب بين الحاضر مع الماضي والسلطة مع الثروة والدين مع السياسة.
لماذا لا يوجد عندنا ثقافة احترم العمل مهما كان بسيطا أو صغيرا؟ لماذا نحن مصابون بمرض الحرج الاجتماعي.. لماذا أصبح المجتمع في حالة هجرة إلي المظاهر وافتقار حالة الرضا والاعتزاز بالوظيفة البسيطة والعمل اليدوي الشريف حتي هجر الناس الحرف واتجهوا إلي الكراسي والياقات البيضاء؟
إذا كانت الحكومة لا تستطيع ضبط كل هذا وهو ما يحتاج إلي انضباط فقط, وليس دولارات فلماذا لا نستعين بحكومة جديدة؟
د. مدحت فريد
استشاري أسنان
======================
ليتنا نتعلم الشكر ..
يقيم في قرية صغيرة بأعماق الريف المصري كافي خيره شره. القاهرة بالنسبة له عالم مجهول يسمع عنه حكايات كثيرة تملأ قلبه بالخوف والرهبة, ولكن يمتد العمر وتتسع دائرة الاحتياجات ولا يكفي مشوار المركز لتنفيذ كل الإجراءات المطلوبة من أوراق رسمية وخلافه بل يلزمه أن يتوجه للقاهرة, وتذكر أن له قريبا يعمل في وظيفة مهمة بالقاهرة, واستطاع الحصول علي رقم تليفونه, قرر أن يتصل به وأقصي ما سيطلبه منه أن يدله علي وسيلة المواصلات المناسبة, وإن أمكن يوصي عليه أحدا ليساعده. بعد تردد تشجع وطلب الرقم وحين بدأ يعرفه بنفسه وأنه ابن فلان وفلانة ويعتذر عن اتصاله. فوجئ بترحاب شديد من الجانب الآخر وكيف ينسي أهله؟. أخذ منه العنوان وأرسل له سيارة بالسائق أقلته للمصلحة التي يريدها بالقاهرة, وكان مع السيارة من أنهي له كل الإجراءات بسهولة ويسر. استضافه قريبه وعاتبه علي طول بعاده, وهكذا كما قال الكتاب المقدس: إذا كنتم وأنتم أشرار تعطون أبناءكم عطايا جيدة فكم بالحري أبوكم السماوي.
للآن لم تطلبوا شيئا باسمي أطلبوا تأخذوا لكي يكون فرحكم كاملا. الله يعطينا دائما أكثر مما نطلب, وفوق ما نحتاج حسب غناه, فليتنا نكون شاكرين له دائما.
المهندس توفيق ميخائيل
هليوبوليس
======================
الحب للجميع
الله محبة, ولأن فينا نفحة الله الذي نفخ في آدم فصار نفسا حية, لذلك أصبح الحب غرسا طبيعيا فينا يعلن عن الله حياتنا. ولولا الحب الذي يقيم علاقة مع الآخر -سواء إنسان, حيوان أو عمل أعمله- والذي يجعلنا نستطيع أن نتعايش ونتعاون معه, ما أمكننا أن نعيش مجتمعات وشعوبا, وما أمكننا أن نبني حضارة واحدة علي مدي التاريخ كله, فالحب إذا هو التآخي والمؤازرة والتعاون تعاونوا علي البر والتقوي.
ولكن البشر انحرف عن روح الحب عندما عرف حماية مصالحه ضد الآخر, وعرف الاعتداء علي الآخر وخالف الوصايا العشر التي تحمل وصية الله واضحة أن لا تشتهي ما لقريبك أي ما للآخر حماية لنا من شر أنفسنا علي أنفسنا. ولكن الإنسان الذي غرست فيه روح الحب وروح الله يحمل أيضا جسد الفساد والذات التي تأمر بالسوء والأنانية لتأخذ لنفسها فقط علي حساب الآخر, بينما ينادي الحب بالاهتمام بالآخر, النفس الأمارة بالسوء جاءت لتهدم ما بناه الحب عبر التاريخ من حضارة وتقدم ونجاح.
لذا فإن الحب يعرف صاحبه, وإنه يحمل دائما سمة العطاء سواء في اللمسة الصغيرة أو الكبيرة, والعطاء هو الآخر دائما وليس أنا, هو البناء والتعاون معا والمدنية والرفعة, هو النجاح في كل شئ الذي نبتغيه جميعا ولا نصل إليه, لأننا نعيش هذه الأيام الذات -وليس الحب- بكل وحشيتها وأنانيتها التي تطلب ما لنفسها فقط, فما استفادت بما فعلت وما أفادت, وهكذا صرنا إلي اغتصاب وتحزب وانشقاق وانقسام ودمار وقتل الأمهات وسفك دماء الأبرياء, وكلنا نخسر في هذا المضمار ولا أحد يكسب وإن كان يظن أنه يكسب فهو مخطئ, ذلك لأننا لم نتبع روح الحب ونهتدي بروح الله في داخلنا, فالله محبة, وكل من ليس فيه محبة فهو ليس من الله بل يمكث عليه غضب الله.
دكتور إبراهيم حنا إبراهيم
شبرا مصر
======================
العبث بشبابنا ..
في ظل ما تطرحه الحكومة من مشروعات لتشغيل الشباب كان مشروع التشجير التابع لوزارة الزراعة -وهو علي مستوي محافظات الجمهورية- ومن خلاله يتقاضي خريج المؤهل المتوسط مكافأة شهرية 40 جنيها والمؤهل العالي 60 جنيها, وارتضي هؤلاء الغلابة بهذه المبالغ البسيطة في ظل عدم وجود فرص عمل واستمر المشروع لعدة سنوات ولكن كما يقول المثل رضينا بالهم والهم مرضيش بينا. إن هؤلاء الغلابة بالفيوم لم يقوموا بصرف مكافآتهم الشهرية منذ ثلاثة أعوام بالتمام والكمال, والشئ الذي يدعو للتعجب أن المشروع مستمر, ويقوم هؤلاء الخريجون بالتوقيع بدفتر الحضور والانصراف بالجمعيات الزراعية علي مستوي المحافظة, فأين ذهبت فلوس هؤلاء الغلابة طوال ثلاثة أعوام؟ فهل تم إلغاء هذا المشروع, وإن كان الأمر كذلك فلماذا لم يتم إبلاغ هؤلاء الخريجين منذ ثلاثة أعوام بتوقف العمل بالمشروع؟
زكريا عطا
فيديمين – الفيوم
======================
بطرس غالي .. ومائة عام علي اغتياله
كتب د. مصطفي الفقي مقالا في جريدة الأهرام بمناسبة ذكري بطرس باشا غالي المائة تحت عنوان مضي قرن كامل علي اغتيال بطرس غالي ومن خلال منبر بريد وطني أحيي د. مصطفي الفقي علي هذا المقال الذي يعد شهادة إنصاف, ودحض لتهم باطلة نسبت إلي هذا المواطن المصري الذي شاء قدره أن يكون رئيس وزراء مصر في تلك الحقبة وقد أورد د. الفقي في مستهل المقال القيم عبارة إن جريمة اغتيال بطرس باشا اكتسبت بعدا طائفيا في ذاك الوقت أدي إلي انعقاد مؤتمر قبطي في أسيوط ولكننا نراه من زاويته السياسية وإني اتفق معه شكلا تمشيا مع تفنيد الطعون الموجهة إلي بطرس باشا والتي أدت إلي اغتياله علي يد طالب الصيدلة إبراهيم الورداني. إنه لم يكن هناك حكومة في زمانه وفي كافة العصور منزهة عنها إلي يومنا هذا. فحكومته هي التي عملت علي امتياز قناة السويس وقانون المطبوعات ولكن دافع الرجل عن نفسه قائلا: إن هذه القوانين والاتفاقيات كانت تتم بموافقة البرلمان وأنه ليس صاحب القرار وحده لأنه كان عضوا في مجلس الوزراء والمسئولية تعد تضامنية.
وبالنسبة إلي قانون المطبوعات الذي كان يقيد حرية الصحفيين ويزج بهم إلي السجون ألم يعاني منه الآن كافة الصحفيين بعد موافقة مجلس الشعب علي قانون جرائم النشر وبعد جهد كبير تم تعديله ولكن نحن أيضا نعاني من اتفاقيات وقعت في حاضرنا كانت ومازالت ضد إرادة الشعب وعلي سبيل المثل اتفاقية التجارة المعروفة باسم الكويز وهي تشترط التصدير لأسواق أوربا دون كوته في حالة الشراكة مع إسرائيل, وتصدير الغاز لإسرائيل, واستيراد مبيدات مسرطنة وكل هذا يعد ضد التطبيع مع إسرائيل. أخيرا أقول إن جميع الذين يعملون بالسياسة ويشغلون مناصب منذ عصر بطرس باشا غالي وحتي يومنا هذا يعملون في إطار منظومة عمل تتغير بتغير المناخ السياسي من زمن لآخر.
سامح صبري أيوب
======================
إنقاذا للآثار ..
يقوم الأستاذ الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ الفيوم مع الأجهزة المعاونة بإعادة رصف وتجميل حي غرب الفيوم (منطقة كيمان فرس) الذي يوجد به كليات جامعة الفيوم وعددها خمس عشرة كلية, وهذا شئ جيد. إلا أنه بالرغم من هذا يوجد بها أيضا خمسة مواقع أثرية محاطة بأسوار حديدية مساحة كل منها تتراوح بين خمسة وعشرة أفدنة مغمورة بالمياه الجوفية والحشائش وبعض الأحجار الأثرية, وهي مأوي للكلاب الضالة والناموس الذي يهاجم المساكن المجاورة بأعداد رهيبة.
ولذلك ألتمس من سيادة المحافظ والدكتور زاهي حواس بالمعاينة واتخاذ القرار المناسب.للاستفادة بهذه المواقع في أنشطة خدمية أخري.
مهندس موريس أنور فرج
مدير عام سابق – الفيوم
======================
المواطنة والتحضر
المواطنة لها مفهوم أعمق من أننا نعيش في وطن, ويتبادر إلي أذهاننا أن الحقوق تكون متساوية.. وإنما تعني مفهوما أدق, فلكي نعيش المواطنة يقتضي ألا نكون مكبلين بالقيود السالبة للحريات, ونسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية, ونعمل بالمحبة علي تعميق الوعي والفهم بها, بحيث نفهم أبناءنا مبادئ المواطنة, والقيم والمثل التي تتحلي بها منذ الصغر باعتبارها الأساس في التكوين والتربية. حتي لا تزداد مشاكلنا لعدم فهمنا للمواطنة التي هي تتسامي بأسلوب الحوار البناء.
لطفي النميري
عضو اتحاد الكتاب
======================
الأحداث .. والأسباب
التاريخ المصري حافل بنماذج مضيئة مشرفة يحتذي بها, ومن أمثلتها في العصر الحديث نجد سينوت بك حنا الذي تلقي خنجر الغدر المسموم في صدره, وافتدي مصطفي النحاس باشا ليصبح شهيد مثال للتضحية من أجل الأخوة والوطن وبرهان ودليل علي وجه مصر المتسامح علي مر العصور.
الذي كانت تهمة التعصب فيه تزعج كل مصري حر. ولكن منذ عدة عقود وحتي الآن أصبحت ذاكرة التاريخ مليئة بالأحداث الدامية التي راح ضحيتها أشخاص لا ذنب لهم سوي أنهم يمارسون حريتهم, وهذا يستوجب ضرورة البحث عن الأسباب والبواعث لهذه الأحداث لإيجاد حلول شافية لها.
طلعت فؤاد
مدير بالتعليم سابقا – طهطا
======================
نحتاج لصحوة
لو تكلم اللسان عن حضارة مصر لعجز عن سرد ملامحها العميقة, وتوقف عن الكلام, ولكن الآن صرنا شعبا لا يستيقظ من سباته إلا بعد فوات الأوان, والسؤال لماذا سبقتنا حضارات أخري نحو التقدم والازدهار؟ والإجابة أنه بلاشك نتيجة وجود الحرية الإنسانية في الحياة والدين بلا أي ازدراء أو توهج, وهو ما لا نجده في مصر. ومن هنا أقول كفانا أن نفتخر بحضارتنا القديمة وما خلفه لنا القدماء وأن ننتقد أخطاء حياتنا لنحاول تصحيحها.
روماني طلعت نصيف
كيميائي – جامعة أسيوط