واقعية حياة
يقولون الزمان به فساد…وهم فسدوا وما فسد الزمان وأيضا( كل الناس ورق ثمر لا شوك فيه فصاروا اليوم شوكا لا ثمر فيه)والحقيقة أن الدنيا تأخذها منذ القدوم إليها في بحارها فنصارع أمواجها وتشغلنا أحداثها ونعيش أيامنا الباقية بضمائر نصفها يقظة ونصفها غائبة فنشعر بأن مناخ الحياة طارد وحينما يطفو علي السطح من صدأت قلوبهم ومن ماتت ضمائرهم يبقي أصحاب القيم والمبادئ والتقدير علي الهامش.
هذه الحياة اللاهية تقود إلي الدمار ورغم ذلك فصفحات الزمن مازالت تحتفظ بذاكرة حياتية ترصد وتسجل وتعمق وترسم للحياة شكلا جديدا يجعلنا نعيش الحياة ونحبها حتي لو اختفت بمن فيها إلا أن هناك فرسانا مجهولين لا يحملون ذمما خربة علينا أن نقتدي بهم بدلا من طمس المستقبل بالسواد …إنها(واقعية الحياة).
روماني طلعت نصيف-أسيوط
كيميائي-جامعة أسيوط
——-
العقل والدليفري
أنها مأساة جيل باع عقله,فالله حبا مصر العديد من المواهب والعقول,الدليل علي ذلك هو كم المصريين الذين نبغوا في الخارج,أي أننا نعيش مأساة نظام تعليمي فاشل من قمة الهرم التعليمي إلي قاعدته.نظام تعليمي مبني علي الحفظ والتلقين ويقتل الابتكار والإبداع.لأن من يعمل عقله سيفشل في حصد الدرجات,ولذلك فالفشلة لدينا هم مبدعون في الخارج وأشهر مثال علي ذلك هو جراج القلب العالمي مجدي يعقوب.
فنظامنا التعليمي يحث الطلبة علي استخدام عقلهم كدليفريDeliveryكل وظيفته هي نقل المعلومات من الكتاب إلي ورقة الإجابة أو من فم الأستاذ إلي ورقة الإجابة,دون أدني استفادة من هذه المعلومة أو تطويرها لنتوصل منها لابتكار أو اكتشاف نبيعه للعالم الخارجي كنوع من توازن القوة,اسمحوا لي أن اقترح فكرة لحل مشكلة البحث العلمي تتلخص في إنشاء اللجنة القومية للبحث العلمي وهي مظلة تجمع جميع الكليات العلمية بكافة جامعات مصر بالإضافة إلي كافة المراكز والهيئات العلمية والقومية والخاصة,وتتلخص آلية عملها في النقاط الآتية:
1-توجيه كل ميزانية البحث العلمي إلي اللجنة القومية للبحث العلمي وهي لجنة منتخبة من100شخصية(علي سبيل المثال)تمثل جميع القطاعات العلمية مثل الطب والعلوم والصيدلة والهندسة.
2-تخصيص1%ضريبة علي أي إنتاج صناعي يخصص لتمويل ميزانية البحث العلمي.
3-يقوم كل باحث ماجستير أو دكتواره سواء في الجامعات أو مراكز الأبحاث بعمل دراسة جدوي عن رسالته وما القطاع المستفيد من دراسته,فإذا وافقت اللجنة علي هذه المشروع بأغلبية(النصف +1),تقوم اللجنة بتمويل مشروع البحث بنسبة تتراوح من(50-70%)حسب أهميته القومية أو الاقتصادية لحل مشاكل مصر ويقوم المصنع أوالقطاع المستفيد بتمويل(30-50%).
4-كل من ساهم في تمويل البحث العلمي يشارك في جني الأرباح الناتجة عن تسويق نتائج هذا البحث العلمي سواء اكتشاف أو اختراع لمدة حوالي20عام طبقا لاتفاقية حقوق الملكية الفكرية.
ومن هنا نكون قد ضربنا عدة عصافير بحجر واحد,ومنها تحقيق توازن علمي ابتكاري بين ما ينتج في مصر وما ينتجه العالم الخارجي,ونتخلص من ظاهرة الأبحاث المسروقة أو الضعيفة التي تملأ أرفف مراكز الأبحاث,وأيضا قضينا علي البطالة بين الباحثين وحل مشاكل تواجه المصريين والإنتاج المحلي,كما أن أرباح الأبحاث تساهم في تمويل أبحاث أخري ومن هنا ترتفع ميزانية البحث العلمي عام بعد عاما.وشدي حيلك يا مصر,لكي نلحق بالعصر.
ريمون صبحي عطاالله
بكالوريوس علوم حلوان